رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابن الأصغر الضال ١ – قال لأبيه : « يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ١٥ : ١٢ ) ومن ذلك نلاحظ : أ – مخالفته للوصية و القانون الإلهي « لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً »( عبرانيين ٩ : ١٦ ، ١٧ ) و من هذا يتضح أن هذا الابن كان ينتظر موت أبيه ليقاسم أخيه الميراث و لكن لما طالت أيام أبيه طلب القسم الذي يصيبه من مال أبيه و بالتالي خالف وصية الرب التي تقول « أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ »( خروج ٢٠ : ١٢ ). ب – كان الأب طيبًا فأعطى الابن الأصغر حقوق أكثر مما يستحق رغم ما أظهره الابن الأصغر من جحود و عقوق « فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ١٥ : ١٢ ) فلم يعد الأب يملك شيئًا فالابن الأصغر أخذ القسم الذي يصيبه من المال بالتساوي مع أخيه الأكبر مع أن الأكبر يستحق نصيب اثنين كما هو مكتوب أن الأب يجب في وصيته أن يتذكر ابنه المحسوب « بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ »( تثنية ٢١ : ١٧ ) فالأب لم يقسِّم المعيشة بالشدَّة والكسرة لحرف السين ليعطي الأكبر نصيب اثنين و لكن قسَم معيشته بالفتحة على حرف السين فقط و معنى ذلك أنه قسَم معيشته بالتساوي بين ابنيه وهنا نجد نوع من الظلم في تقسيم المعيشة و لكن الابن الأكبر كان في منتهى الطيبة و الخضوع لأبيه فلم يعترض على هذا التقسيم الظالم لأنه قط لم يعص وصية أو تصرف أبيه . ٢ – « وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ١٥ : ١٣ ). و هنا نلاحظ ما يلي : – أ – استمر الابن الأصغر في بيت أبيه أيام ليست بكثيرة و بكل بجاحة قضي تلك الأيام في بيع جميع ممتلكاته التي أعطاه إياها أبوه من عقارات و حقول فقضى تلك الأيام يساوم ويبيع و يحرر عقود بيع بمقتضى صك القسمة الذي أعطاه إيَّاه أبوه فكان يبيع أمام ناظري أبيه و أخيه و أنا أعتقد أنهما كانا في حزن شديد و هما يريان ممتلكاتهما تذهب للغير. ب – أكمل الابن الأصغر بيع نصيبه من أموال أبيه ثم « جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ »( لوقا ١٥ : ١٣ ) و أعتقد أن أباه و أخاه أصبحا في غاية الدهشة إذ كانا يظنان أنه سيعتني بقسْمه الذي ناله من أبيه و لكنه أخذ نصيبه كله ومضي إلى الكورة البعيدة و لم يترك من نصيبه شيئا عند أبيه بل بالحري عند أخيه الذي ترك له القسم الخاص به إذ جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة. ج – نلاحظ أن جميع الأموال و العقارات و الحقول الباقية كلها هي نصيب الابن الأكبر ولم يعد الأب يملك شيئًا منها و كذلك الابن الأصغر لا يملك منها شيئًا لأنه أخذ نصيبه كاملا و مضى و ليس له الحق في ذرة من الغبار و لا أي شيءٍ كان من أملاك أخيه الأكبر إذ قال الأب لابنه الأكبر « كُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ١٥ : ٣١ ) بمعنى أن كل الأملاك ملك للابن الأكبر وحده. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|