منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2021, 05:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

سنوات سليمان الأخيرة

سنوات سليمان الأخيرة





كان سليمان حكيماً غاية الحكمة حتى أنه كتب سفر الأمثال من التوراة. وفي الأصحاح الأخير من ذلك السفر يصف المرأة الفاضلة فيقول: «اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ ٱللآلِئَ. بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. تَصْنَعُ لَهُ خَيْراً لاَ شَرّاً كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا... تَبْسُطُ كَفَّيْهَا لِلْفَقِيرِ وَتَمُدُّ يَدَيْهَا إِلَى ٱلْمِسْكِينِ... تَفْتَحُ فَمَهَا بِٱلْحِكْمَةِ، وَفِي لِسَانِهَا سُنَّةُ ٱلْمَعْرُوفِ... اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَٱلْجَمَالُ بَاطِلٌ، أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ ٱلْمُتَّقِيَةُ ٱلرَّبَّ فَهِيَ تُمْدَحُ» (أمثال ٣١: ١٠-٣٠).
قد نظن أن الذي يكتب مثل هذه الأقوال الرائعة لا يرتكب خطاً عندما يتزوج. على أن الذي يحدث دوماً في عالمنا أن الأشخاص الذين يمتلكون الثروة والسلطة ينسون الله ويسقطون في الخطأ. ومن المؤسف أن نقول إن هذا هو ما جرى لسليمان. صحيح أنه كان إمام الحكماء، ولكنه ارتكب شيئاً أحمق. لقد كان يعلم أن الله أعطى آدم زوجة واحدة، وأن الله يعلّم البشر جميعاً أن أفضل شيء هو أن يرتبط الإنسان بزوجة واحدة مخلصة. فلو كان الزواج بأكثر من واحدة أصلح، لصنع الله في حكمته أكثر من حواء واحدة لأبينا آدم. كما أن الله في حكمته ومحبته منع شعبه من أن يتزاوج من غير مؤمنات لئلا يقودوهم إلى عبادة الأوثان.
غير أن التوراة المقدسة تقول لنا إن سليمان في سنواته الأخيرة بدأ بتعدد الزوجات، وأحب نساء غريبات كثيرات مع بنت فرعون، فكان له سبع مئة زوجة وثلاث مئة سُرّية، وتقول التوراة إن هؤلاء النسوة أملن قلب سليمان إلى الآلهة الغريبة، حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان إرضاءً لهن. وهكذا وقع سليمان في الخطأ، وارتكب ما لا يرضي الله، وما أغضبه عليه، فقال له: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذٰلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ ٱلْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقاً وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذٰلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ٱبْنِكَ أُمَّزِقُهَا. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ ٱلْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لٱِبْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا» (١ملوك ١١: ١١-١٣).
ونحن اليوم قد لا نشترك مع سليمان في خطئه نتيجة زواجه بألف امرأة، لكن الذي نرتكبه أننا نقع في حب أشياء تبعدنا عن محبة الله. الذين يقعون في حب المال يجدون أنفسهم ينزلون عن مبادئهم ويعبدون الثروة ويبتعدون عن عبادة الله. والذين يحبون الأصدقاء يضحّون بمبادئهم ليُرضوا أصدقاءهم، فإن كلمة تقدير من صديق تحتل في نفوسهم مكان آيات كتابية كان يجب أن تحكم تصرفاتهم وتقود سلوكهم اليومي. ما أكثر الأشياء التي يمكن أن تأخذ مكان الله في حياتنا، ولذلك يأمرنا الله أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لنا.
وهناك خطأ آخر وقع فيه إمام الحكماء سليمان، وهو عيشة البذخ والإسراف. ولكي يحقق كل رغباته كان لا بد أن يسخِّر الكثيرين من شعبه ليقيموا القصور لزوجاته، حتى إن رجال سليمان بعد موته جاءوا إلى ابنه رحبعام وقالو له: «إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفِ ٱلآنَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ ٱلْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ ٱلثَّقِيلِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ» (١ملوك ١٢: ٤). نعم، كان نير سليمان على شعبه قاسياً غاية القسوة، حتى أنهم أرادوا أن يتخففوا منه، وكان رحبعام مثل أبيه سليمان، فقال للشعب: «أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ» (١ملوك ١٢: ١٤). ولا يخفى أن الشعب عندما سمعوا هذا الكلام لم يريدوا أن يملك رحبعام بن سليمان عليهم، فانقسمت المملكة. قبل سبطان فقط من الأسباط الإثني عشر أن يملّكوا رحبعام عليهم، أما الباقون وهم (عشرة أسباط) فطلبوا من شخص آخر اسمه يربعام أن يملك عليهم. وهكذا جلبت خطايا سليمان غضب الله عليه هو، وعلى نسله.
عندما أخطأ نبي الله داود تاب إلى الله بدموع، وسأل الغفران، فغفر الله له. لكننا لا نقرأ في التوراة المقدسة أي تسجيل بأن سليمان قد تاب، أو أن الله قد غفر له نتيجة اعترافه بخطاياه.على أن الله كان أميناً لمواعيده لداود، في أن مملكته تستمر إلى الأبد.
واليوم نعلم أن السيد المسيح هو ابن داود عن طريق أمه العذراء القديسة مريم، ولا زال المسيح حياً يملك السماء والأرض في مملكة روحية لا تنتهي أبداً، لأنه الملك الأبدي الذي فيه تحققت مواعيد الله لداود، ولذلك قال السيد المسيح: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ» (متى ٢٨: ١٨).
لقد مات الملك سليمان بعد أن ترك خزانة خاوية، وشعباً متألماً لكثرة الظلم والاستعباد، ومملكة منقسمة! على أن الملك سليمان الذي حكم أربعين سنة كان زمن حكمه العصر الذهبي في التاريخ العبري، وهذا يعلِّمنا أن الإنسان الحكيم لا يستمر حكيماً إلى الأبد، ما لم يحافظ على حكمته ويسلك بمقتضاها. فالإنسان الحكيم حقاً هو الذي يحافظ على صلته بالله كل يوم، عاملاً بنصيحة رسول المسيحية بولس: «إِذاً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ» (١كورنثوس ١٠: ١٢).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا تحسن في أوضاع المسيحيين خلال الثماني سنوات الأخيرة
سنوات مادلين أولبرايت الأخيرة وكتابها
الدقات الأخيرة لساعة بيج بن قبل التوقف لمدة 4 سنوات
وصية اللواء عمر سليمان الأخيرة لن تصدق ماذا يريد........
عاش غامضا ومات في صمت .. وصية عمر سليمان الأخيرة ...


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024