رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أليشع ووقت الجوع
ورجع أليشع إلى الجلجال. وكان جوعٌ في الأرض وكان بنو الأنبياء جُلوسًا أمامه ... فقال: أعطِ الشعب ليأكلوا.. يأكلون ويفضل عنهم ( 2مل 4: 38 ، 42، 43) كل مشهد في تاريخ حياة أليشع يكشف لنا الكثير عن خراب إسرائيل، والغاية من ذلك هي لإظهار غنى النعمة، لأنه «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ). إننا نرى اللعنة في أريحا (2مل2)، والساخرين في بيت إيل (2مل2)، ورأينا موآب في عصيانه (2مل3)، والأرملة في حاجتها (2مل4)، والآن نقرأ «وكان جوعٌ في الأرض». في ذلك الوقت الذي حدث فيه الجوع، رجع أليشع إلى الجلجال، وجاء إليه بنو الأنبياء وجلسوا أمامه إذ أيقنوا أنه لا خلاص لهم من هذه الحالة إلا عن طريق رجل الله، الرجل الذي خلَّص جيوشًا من هلاك مُحقق (2مل3)، الرجل الذي أقام ابن الشونمية بعد موته (2مل4)، هو الرجل نفسه الذي يستطيع أن يسد حاجتهم وقت الجوع. ولا شك أن بني الأنبياء إذ جاءوا إلى أليشع كان لهم الإيمان القوي في نعمة الله الغنية العاملة به، والله يُسرّ بالإيمان ويبادر إلى الإجابة عليه، ولا يمكن أن يخزي الذين ينتظرونه. وفي وقت الجوع هذا، جاء رجلٌ من بعل شليشة وأحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفًا من شعير، وسويقًا (سنابل حنطة ناضجة) في جرابه. وفي الحال قال أليشع: «أعطِ الشعب ليأكلوا» ( 2مل 4: 42 ). نعم مجانًا أخذ ومجانًا أعطى. ولم يحتفظ به لنفسه، فأكل المئة الرجل الذين معه وفضل عنهم. لم يقدر غلام رجل الله أن يفهم أن عشرين رغيفًا تكفي لحاجة مئة شخص، لكن أليشع كرر له القول: «أعطِ الشعب فيأكلوا» (ع43). وكأنه يقول له: إذا أعطيت وفقًا لكلمة الرب، فإنك سترى أن هذا المقدار يكفي ويزيد منه. فقط أعطِ أولاً. إن الطبيعة دائمًا تسأل وتحتج وتريد أن تفهم أولاً، لكن الإيمان يطيع أولاً، وإذ يطيع يفهم كل شيء فهمًا صحيحًا. وهكذا عندما سأل خادم أليشع قائلاً: «ماذا؟ هل أجعل هذا أمام مئة رجل؟» طلب منه أن ينفذ قول الرب أولاً، وعندئذٍ يتسنى له أن يفهم بركة الرب، وقوته، ونعمته. وهكذا أطاع الغلام، «فجعل أمامهم فأكلوا، وفضل عنهم حسب قول الرب» (ع43). لقد قدَّم أليشع ما قُدِّم له، والغلام أطاع، والشعب أكلوا وشبعوا وفضل عنهم حسب قول الرب، له كل المجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|