رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المرأة الشونمية العظيمة
أَ سلام لكِ؟ أَ سلام لزوجك؟ أَ سلام للولد؟ فقالت: سلام. ( 2مل 4: 26 ) هذه المرأة الشونمية العظيمة، لم تكن تخاف أبدًا خوف الجارية ( 1بط 3: 6 )، بل بشجاعة الزوجة الوفية المُخلِصة، طلبت من زوجها: «فلنعمل (لرجل الله) عُليّة على الحائط صغيرة» ( 2مل 4: 10 ). كان من الواضح أن شخصيتها جعلت زوجها يثق بها ثقة كبيرة، ولذلك فيما بعد عندما سألها عن سبب ذهابها إلى رجل الله، قالت ببساطة: «سلام»، ولم يزِد هو من أسئلته لها (ع22، 23). كانت تعرف أن أمور الله ليست حيوية بالنسبة له مثلها، وأنه لا يستطيع أن يدخل في المعمَعة التي تعرَّضت لها روحها، كما أنه لا يستطيع أن يوفي طِلبتها كرجل الله. ولذلك لم تُخبره حتى أن الصبي قد مات. وحكمتها وسيطرتها على نفسها في هذا الموقف تدعو إلى الإعجاب. وعندما أخبرها رجل الله أليشع «في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنًا» (ع16)، لم تستطع أن تصدق. من الواضح أنها كانت تتلهف أن يكون لها طفل، ولكنها كانت قد قررت أن تتغاضى عن هذا المَطلَب لأن «رجلها قد شاخ». ولكن بعد ولادة الولد، لا شك أن حُبها له كان قويًا وخالصًا. ولكنها لم تكن امرأة تسيطر عليها الرغبة في الامتلاك، أو يسيطر عليها الخوف من جهة سلامة ابنها، لأنها سمحت له أن يخرج مع والده في وقت الحصاد. وعندما شَكَا من آلام في رأسه (ربما ضربة شمس)، عرف أبوه أين يرسله. ففي وقت الشدة، ليس هناك أفضل للطفل من حضن أمه المُحِبة. وبكل رفق أجلسته على ركبتيها حتى مات. ولكن نلاحظ أن حُبها له، لم يُخرجها عن سيطرتها على نفسها ولا انهارت. بلا شك كان حزنها عميقًا في تلك المأساة غير المتوقعة، إلا أنها «صعدت وأضجعته على سرير رجل الله، وأغلقت عليه وخرجت» (ع21). وفقط الإيمان بالله الحي هو الذي كان يستطيع أن يسندها في ذلك الموقف. وبدلاً من أن يسيطر عليها الاضطراب، تحركت بهدوء وحكمة بدافع اهتمامها بابنها، متيقنة أن رجل الله (وهو رمز للمسيح) هو ملجأها. وعندما أعاد أليشع ابنها للحياة، امتلأ قلبها حتى أنها «سقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض» دون أن تنطق بكلمة (ع 37). يا ليت لنا النعمة لكي نتبع مثال أمانتها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|