05 - 03 - 2021, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
لقد حملت أستير روح الثلاث فتية الذين قالوا: "هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك، وإلاَّ (حتى إن متنا جسديًا) فليكن معلومًا لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته" (دا 3: 17-18). طلبت الصوم إنقطاعيًا من كل أكل وشرب ثلاثة أيام، وكأنها أرادت أن تدخل مع الرب في قبره لتقوم معه في اليوم الثالث. لقد أمنت بالقادر أن يقيمها هي وشعبها من الموت. كأنها شاركت يونان رمز المسيح فدخلت في جوف الحوت تعاين دفن السيد المسيح وإحتماله الموت عن شعبه لتخرج تكرز ببشارة الحياة. جاء في تتمة أستير (ص 14) أنها خلعت ثياب الملك ولبست ثيابًا للحزن والبكاء وعوض الأطياب المختلفة ألقت على رأسها رمادًا وذللت جسدها بالصوم وكانت تنتف شعر رأسها، ووقفت تتضرع إلى الله معترفة بخطاياها هي وشعبها، وتذكره بمواعيده وأعماله مع آبائها، وتسأله أن ينظر إلى مذلة شعبه وضيقته بأيدي الوثنيين. آمنت أستير أن الله هو الذي يتكلم على فمها لتخترق الكلمات قلب هذا الأسد المتوحش، إذ قالت: "إلق في فمي كلامًا مرصفًا بحضرة ذاك الأسد وحوّل قلبه إلى بغض عدونا لكي يهلك هو وسائر المتواطئين معه" [13]. فإنها لا تقتنص قلب الملك بجمالها ولا بتدليلها ولا بحكمتها الذاتية إنما بالله الذي يتكلم في فمها ويعمل في قلب هذا الأسد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أنقذت أستير كل شعب اليهود عندما أوشك على الهلاك التام باستخدامها هذه الوسيلة (الصلاة)!... لقد سألت الله الرحوم أن يذهب معها إلى الملك، وقدمت له صلواتها، إذا قالت: "إلق في فمي كلامًا مقبولاً..."[25]]. في صلاتها كشفت أستير عن حياتها الداخلية، فقد عاشت كملكة عظيمة صاحبة مجد وكرامة أما قلبها فكان بسيطًا للغاية لم يدخله شيء من كرامة هذا العالم وملذاته. وكما قالت: "أنت عالم بضرورتي وأنيّ أكره سمة أُبهتي ومجدي التي أحملها على رأسي أيام بروزي وأمقتها كفرصة الطامث ولا أحملها في أيام قراري، وأنيّ لم آكل على مائدة هامان ولا لذذت بوليمة الملك ولم أشرب خمر السكب، ولم أفرح أنا أمتك منذ نقلت إلى ههنا إلى اليوم إلاَّ بك أيها الرب إله إبراهيم" (14: 16- 18). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|