شيث هو الابن الثالث لآدم، والذي منه جاء المسيح حسب الجسد، ورقم ثلاثة هو رقم القيامة. وكان قايين قد قتل هابيل أخاه، وهابيل صورة للمسيح الذي رُفض من إخوته، ثم في النهاية قتلوه معلِّقين إياه على خشبة.
عندما مات هابيل حزنت حواء وتألمت كثيرًا، ولكن بعد أن جاء شيث فرحت كثيرًا قائلة: «إن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل».
شيث معنى اسمه “تعويض” أو “المعَيَّن”؛ وهو في هذا صورة للمسيح الذي جعله الله وارثًا لكل شيء. لقد قال اليهود عن المسيح: «هذا هو الوارث. هَلُمُّوا نقتله ونأخذ ميراثه» (متى21: 38)، وفعلاً قتلوا المسيح، لكن الله أقامه وجعله وارثًا لكل شيء.
بعد مجيء شيث وُلد له ابن، فدعاه أنوش. حينئذ ابتُديء أن يُدعَى باسم الرب. وعلى الأرجح أنهم بدأوا يدعون الرب بصورة علنية، إعلانًا عن شهادة لله على الأرض
لقد فسد الجنس البشري بسقوط آدم وشر قايين، لكن عندما ظهر شيث في المشهد نجد بداية جديدة؛ وفي هذا صورة للمسيح الذي هو بداية الخليقة الجديدة.
وعندما نقرأ تكوين4، 5 نجد نسلين؛ ففي تكوين4 نجد نسل قايين الشرير، بينما في تكوين5 نجد نسل شيث. وهناك فرق بين النسلين؛ فنسل قايين هو النسل الجسدي الذي يهتم بما للجسد، فنجد الاهتمام بمَسَرَّات الأرض حيث العود والمزمار، وتعدد الزوجات، ثم القسوة والقتل. وحيث إن اهتمام الجسد هو عداوة لله، لذلك لم يُسَر الله لا بقايين ولا بنسله الشرير. ولكن جاء شيث وصار نسله هو النسل الروحي؛ حيث كانوا شهودًا لله على الأرض، وكانوا منفصلين عن نسل قايين، ولذلك صار شيث رأسًا لعائلة جديدة؛ صورة للمسيح الذي هو رأس لجنس جديد. ولقد تم هذا بعد أن وقعت حبة الحنطة في الأرض وماتت لكي تأتي بالثمر الكثير، الذين هم الآن المؤمنون الحقيقيون.
27 - 02 - 2021, 02:52 PM
العرض الشجري