"اعملوا، لا للطعام الفاني، بل للطعام الباقي لحياة أبديّة، ذاك الذي يعطيكم إيّاه ابن الإنسان"
ولكن، عندما قدّم يسوع ذاته على أنّه "خبز للحياة" لم يكتفِ بالتأكيد على ضرورة الغذاء منه، أي الإيمان بكلماته لنيل الحياة الأبديّة، بل أراد دفعنا إلى أن نختبر حضوره وعمق العلاقة معه. إنّه يُوجِّه إلينا في الواقع دعوةً ملحّةً بقولِه: "إعملوا للطعام الباقي".
يطلبُ منّا أن نبذل جهدنا ونستعملَ كلّ السبل لننال هذا الغذاء. إنّ يسوع لا يفرِضُ ذاته بل يريدُنا أن نكتشفه ونختبره. بالتأكيد لا يستطيع الإنسان أن يلتقي بيسوع بقدرته الشخصيّة وحدَها، يستطيع ذلك بنعمة من الله، ومع ذلك يدعونا يسوع باستمرار لأن نكون مستعدّين لاستقبالِه عندما يَهَبُنا ذاته. وعندما يجتهدُ الإنسان في عيشِ"كلمة يسوع" يَصِلُ إلى ملءِ الإيمان به ويتذوّقُ كلمتَه كما يتذوّقُ الخبزَ الطازج الشهيّ.