رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العزلة عند دانيال على أن العزلة عند دانيال لم تكن نوعاً من التصوف ، بمفهوم الزهد أو الامتناع عن الطعام ، كما يفعل المتصوفون ، لأن الزهد عند دانيال كان دائماً مصحوباً بغرض معين ، فهو زاهد أو متصوف بالنسبة لكل ما ينجس النفس ، حتى ولو سال له لعاب الآخرين ، ... ويعتقد « كلفن » أن دانيال عندما كان ينصرف من القصر الملكى أو يبعد عن الحفلات ، كان يأكل ما يحلو له من طعام أو شراب ، لأن الأكل فى ذاته لا يقدم ولا يؤخر ، إلا بالقدر الذى يعطى للّه مجداً ، أو يعثر الآخرين ، أو يقودها إلى عبادة الجسد ، والانصراف عن الروح التى هى أعلى واسمى من الجسد ، بما لا يقدر أو يقاس ، ... وهو يمكن أن يتذلل فى وقت الأزمات والنكبات والضيق والحيرة والنوح ، كما جاء فى الأصحاح العاشر من سفره : « فى تلك الأيام أنا دانيال كنت نائماً ثلاثة أسابيع أيام لم آكل طعاماً شهياً ولم يدخل فى فمى لحم ولا خمر ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام » " دا 10 : 2 و 3 " ومن المستفاد بمفهوم المقابلة ، إنه كان يأكل ويشرب ويدهن فى الأوقات العادية ، إلا أنه هنا كان نائماً وهو يبحث عن مصير شعبه والمستقبل ، وكان ولا شك مشغولا بالصلاة إلى أن جاءته رؤيا السماء !! ... ومن اللازم أن نشير أيضاً إلى أن الرجل كان مشهوراً بالحكمة الفائقة ، التى جعلت حزقيال فى مطلع الأصحاح الثامن و العشرين من سفره ، وهو يتنبأ عن رئيس صور الذى ظن أنه أوتى من الحكمة مرتبة الآلهة ، وإذا باللّه يوبخه : « ها أنت أحكم من دانيال ، سر مالا يخفـــــى عليــــك » "حز 28 : 3 " ودانيال دائماً كان يواجه المعضلات والأسرار بذهن حكيم بارع فى الرأى والمشورة والحكمة ، وقد رآه نبوخذ ناصر بالمقارنة بالحكماء والمجوس وعلماء الإمبراطورية عشرة أضعاف فى الحكمة والفهم ولا شبهة فى أن هذه الحكمة كانت فى أسمى صورها هى ما يطلق عليه الشفافية، أو الإلهام ، أو الحكمة النازلة من فوق ، ... ومن المعتقد أنه فى الأكاديمية العلمية فى مطلع الشباب ، كان وأخوته الفتيان الثلاثة من المنكبين على الدرس ، المجتهدين فى التحصيل ، الباذلين أقصى جهد فى المعرفة والعلم ، ... لكن دانيال كان يعلم علم اليقين أن اللّه يلهم الإنسان ، ويرشده وينصحه بكل ما يتجاوز حدود المعرفة والإدراك البشرين و ذلك لأن « سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم » ، " مز 25 : 14 "، ومن واجبنا ونحن نذكر قصة الرجل ، أن نذكر شبابنا المقبلين عن المعرفة والآخذين بأسباب العلم ، أن اللّه لا يسر كثيراً بمجرد الدراسة أو التعلم ، بل أكثر من ذلك بالتفوق فيها !! .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|