قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تثنية 31: 2 وقال لهم: أنا اليوم ابن 120 سنة, لا أستطيع الخروج والدخول بعد، والرب قد قال لي: لا تعبر هذا الأردن بينما يقول في تثنية 34: 7 وكان موسى ابن 120سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته , وهذان قولان متناقضان ,
وللرد نقول بنعمة الله : الصعوبة القائمة بين هذين الفصلين هي أن أحدهما يظهر كأنه يصف موسى بالضعف والاضمحلال في شيخوخته، بينما الثاني يفيد صريحاً أن عينه لم تكل ولا ذهبت نضارته, ولكن ما يجب ملاحظته هو أن تثنية 31: 2 لا يفيد أن موسى قد ساد عليه الضعف الذي يلازم الشيخوخة عادة، بل فقط يقول عن نفسه إنه لا يستطيع الخروج والدخول بعد , وبلا شك أنه كان قد تحقق قرب نهاية أيامه على الأرض، فبنو إسرائيل في ذلك الوقت كانوا قد وصلوا إلى نهر الأردن، ولم يكن ممكناً لموسى أن يقود الشعب في عبور النهر لأن الله كان قد أمر بهذا, فيُستفاد من قوله هنا إنه يقول للشعب إنه أوشك أن يتركهم, والتعبير دخول وخروج يُقال أحياناً عن قادة الشعب للدلالة على مركزهم وعملهم (قابل عدد 27: 17), فيُستفاد من هذه العبارة أن موسى لم يكن بعد ممكناً له أن يظل قائداً لإسرائيل, وإذا فسَّرنا كلامه هنا بهذا التفسير نجد الفصلين على تمام الاتفاق