رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى أثناسيوس الأسقف إلى الأخوة فى الأرجاء الأجنبية، لقد دخلتم فى منافسة نبيلة مع رهبان مصر بعزمكم إما على مساواتهم، أو التفوق عليهم فى التدريب فى طريق الفضيلة. إذ توجد الآن لديكم أديرة، وأصبح اسم الراهب يلقى احتراماً عاماً. لذلك فمن البديهي أن جميع الناس سوف يحبذون هذا العزم الذى سيحققه الله استجابة لصلواتكم. ونظرا لأنكم طلبتم منى أن أقدم وصفاً عن طريق حياة أنطونيوس المباركة، ولأنكم تريدون أن تعرفوا كيف بدأ نسكه. وأي إنسان كان هو قبل هذا، وكيف ختم حياته، وعما إذا كانت الأخبار التي تروى عنه صحيحة، لكي تقتدوا أنتم أيضاً به، فإنني بكل استعداد قد قبلت تحقيق رغبتكم، لأنني أعتبر أن مجرد ذكريات أنطونيوس عون كبير لي أنا أيضاً. وأنا أعرف أنكم عندما تسمعون فأنكم ـ فضلا عن الإعجاب بالرجل ـ سترغبون فى الاقتضاء بعزمه إذ ترون فى حياته نموذجاً كافياً للنسك لذلك فلا ترفضوا تصديق ما سمعتموه من أولئك الذين نقلوا إليكم الأخبار عنه. بل اعتقدوا بالأحرى أنهم إنما لم ينبؤكم إلا بأمور ضئيلة، لأنهم على أي حال يندر أن يكونوا قد أعطوكم تفصيلا عن موضوع جوهري كهذا. ولأنني كطلبكم استعدت من ذاكرتي قليلا من الظروف عنه، وسأرسل إليكم كل ما أستطيع ذكره فى رسالة، فلا تتوانوا عن سؤال من يبحرون من هنا، لأنه إذا ما روى الجميع ما عندهم من أنباء فقد يتعذر أن يكون الوصف مطابقاً للحقيقة، ومن أجل هذا فإنني لدى استلام خطابكم كنت أرغب فى استدعاء رهبان معينين سيما الذين رافقوه كثيراً عنى إذا ما علمت منهم أية تفاصيل جديدة بعثت بها إليكم. ولكن نظراً لأن موسم الإبحار قرب على الانتهاء. ونظراً لاستعجال حامل خطابكم لذلك أسرعت فى الكتابة إليكم عما أعرفه أنا شخصياً إذ رأيت أنطونيوس مراراً، وعما استطعت أن أتعلمه منه لأنني لازمته طويلاً. وسكبت ماء على يديه، وفى كل هذا كنت أذكر هذه الحقيقة أنه يجب أن لا يرتاب المرء إذاً ما سمع كثيراً عن الرجل. ومن الناحية الأخرى يجب أن لا يحتقر الرجل إذاً ما سمع عنه قليلاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|