رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى حضر المجوس لزيارة المسيح المولود؟! في البداية، إذا أردنا ترتيب الأحداث المصاحبة لميلاد ربّنا يسوع المسيح، بحسب ما جاءت في الأناجيل، فسوف تكون كالتالي: ميلاد السيّد المسيح ليلاً في المذود في قرية بيت لحم - زيارة الرعاة للرب يسوع ليلاً في المذود - ختان السيّد المسيح بعد ثمانية أيّام من ميلاده، في أحد البيوت بقرية بيت لحم - دخول السيّد المسيح الهيكل بأورشليم بعد أربعين يومًا من ميلاده - حضور المجوس لزيارة الرب يسوع والسجود له في بيت لحم - الذهاب إلى أرض مصر في نفس ليلة زيارة المجوس - قتل أطفال بيت لحم الذكور من ابن سنتين فما دون - موت هيرودس الملك في فصل الربيع بعد أسابيع قليلة من قتله للأطفال - العودة من أرض مصر بعد موت هيرودس - الذهاب إلى الناصرة. لنناقش الموضوع بأسلوب السؤال والجواب: - سؤال: لماذا نضع في ترتيب الأحداث زيارة المجوس للطفل يسوع المولود بعد ذهاب العائلة المقدّسة للهيكل؟ وليس قبل ذلك؟ + الجواب: لأنّه في نفس يوم زيارتهم للطفل يسوع مساءً، جاء الملاك ليوسف في حلمٍ، وأمره بالذهاب لمصر، فقام في نفس الليلة وسافر لمصر.. فإذا كانت زيارة المجوس قبل ذهاب العائلة المقدّسة للهيكل فمتى سيذهبون للهيكل؟! - سؤال: هل يمكن أن تمكث العائلة المقدّسة في بيت لحم لمدّة عِدّة شهور أو سنوات؟ + الجواب: لا، بكلّ تأكيد. فالعائلة المقدّسة لا تستطيع المكوث في بيت لحم لفترة طويلة، إذ ليس لهم فيها بيت أو عمل وأي مورد للرزق.. فبيت يوسف النجّار وعمله هو في الناصرة، وهم مجرّد ضيوف في بيت لحم. - سؤال: لماذا لم تغادر العائلة المقدّسة بيت لحم إلى الناصرة، بعد ميلاد الطفل يسوع مباشرةً؟ + الجواب: هناك طقس التطهير الواجب لكلّ امرأة يهوديّة، وهذا يتمّ في الهيكل في أورشليم، بعد أربعين يومًا من ولادة الطفل الذكَر.. لذلك كان من الصعب السفر من بيت لحم إلى الناصرة ثم العودة مرّة أخرى إلى اليهوديّة، لأنّ المسافة تستغرق أسبوعًا كاملاً في السّفَر.. ففَضّلَ ق. يوسف أن ينتظر حتّى تتمّم السيّدة العذراء طقس التطهير، ثم يغادروا إلى ناصرة الجليل. - سؤال: لماذا لم تغادر العائلة المقدّسة منطقة اليهوديّة إلى الجليل في اليوم الأربعين لميلاد المسيح، بل عادوا إلى بيت لحم، حيث زارهم المجوس؟ + الجواب: لسبب شريعة حفظ السّبت، كان اليهود يسافرون بعد انقضاء السبت، أي في بداية يوم الأحد، ويستغرقون في السفر بين اليهوديّة والجليل حوالي خمسة أيّام أو سِتّة، بحيث يَصِلون يوم الجمعة، وقبل بداية السبت، مع العِلم أنّ السبت يبدأ يوم الجمعة في تمام السادسة مساء. لذلك فإذا افترضنا أنّ تقديم المسيح للهيكل وتتميم شريعة التطهير تمّ في أحد أيّام الأسبوع، فالطبيعي أن تعود الأسرة إلى بيت لحم وتنتظر عدّة أيّام حتّى انقضاء يوم السبت، ثمّ تغادر إلى الناصرة. وفي تلك الفترة البسيطة التي لا تتعدّى خمسة أيّام جاء المجوس لزيارتهم، وبعدها بساعاتٍ قليلة جاءتهم التوجيهات السمائيّة بالهروب إلى مصر. - سؤال: يقول البعض أنّ زيارة المجوس كانت بعد سنة أو اثنين من ميلاد المسيح، ما مدى صحّة هذا الكلام؟ + الجواب: للأسف هذا كلام غير صحيح تمامًا. فليس من المناسب أن تمكث العائلة المقدّسة في بيت لحم مُدّة أكثر من الأربعين يومًا سوى أيّام قليلة.. والطبيعي أن يغادروا إلى الناصرة في أسرع وقت بعد تقديم المسيح للهيكل وتتميم شريعة التطهير.. ولا يوجَد أي سبب منطقي للمكوث في بيت لحم لمدّة أكثر من ذلك، كما شرحنا في السؤال السابق. - سؤال: كم تستغرق رحلة المجوس من بلادهم إلى منطقة اليهوديّة؟ هل يمكن أن تستغرق سنة أو أكثر؟ + الجواب: تستغرق حوالي من خمسة إلى ستّة أسابيع. لا توجد رحلة تستغرق سنة إلاّ إذا كانت تريد الدوران حول الكرة الأرضيّة..! - سؤال: يستشهد البعض بكلمة "الصبيّ"، التي ذُكِرت عن الطفل يسوع عندما زاره المجوس، ويقولون أنّ هذا يوحي بأنّه لم يكُن طفلاً رضيعًا.. وأنّ زيارة المجوس قد حدثت بعد أكثر من سنة من ميلاد السيّد المسيح. ما رأيك؟! + الجواب: الحقيقة أنّ كلمة "الصبيّ" هي كلمة تصِف أيّ طفل مولود ذَكَر، وقد قيلت عن الرب يسوع عند ختانه بعد ثمانية أيّام (لو2: 21)، وعندما دخل الهيكل بعد أربعين يومًا (لو2: 27)، وقيلت نفس الكلمة عن يوحنا المعمدان في اليوم الثامن لميلاده (لو1: 59، 66، 76). - سؤال: إذا كان المجوس قد أتوا بعد ميلاد المسيح بأقلّ من شهرين، فلماذا يَقتل هيرودس الأطفال الذكور حتّى سِنّ عامين؟! + الجواب: لقد فعل هذا من فرط انزعاجه. عندما سمع من المجوس أخبار ميلاد ملك اليهود الجديد، فحاول أن يتأكّد تمامًا أنّه قضى على الطفل الرضيع، فأمر بقتل جميع الأطفال الذكور حتى سِنّ سنتين ليضمن بكلّ تأكيد أنّه قتل المسيح وسطهم، مع أنّ المسيح وقتها لم يَكُن قد أكمل شهرين من العُمر.. كما لا ننسى أنّه كان شخصيّة شرسة وعنيفة، وقتل ثلاثة من أبنائه الأربعة قبل موته. - سؤال: ما هو ملخّص الحقائق الإنجيلية والتاريخيّة حول زيارة المجوس؟ + الجواب: 1- المجوس حضروا لبيت لحم وليس الناصرة (مت2: 4-12). 2- المجوس وجدوا المسيح في بيتٍ وليس في مذودٍ (مت2: 11). 3- زيارة المجوس جاءت بعد إتمام طقوس التطهير في الهيكل (لو2: 22-38)، وقبل الهروب إلى مصر. 4- أنّ هيرودس مات في ربيع سنة 4 قبل الميلاد، أي بعد شهور قليلة من ميلاد المسيح. 5- أنّ عودة العائلة المقدّسة للجليل، إلى مدينتهم الناصرة، جاءت بعد أن تمّموا كلّ الطقوس (لو2: 39).. ونلاحظ هنا أنّ القديس لوقا لم يذكر حادثة قتل أطفال بيت لحم ولا الهروب لأرض مصر، وقد يعني هذا أنّ المدّة التي بين زيارة المجوس والعودة للناصرة لم تكُن مدّة طويلة، فأغفلها القديس لوقا وهو يسرد الأحداث. مع الوضع في الاعتبار أنّ المُرجّح أنّه استقى معلوماته بالتفصيل من السيّدة العذراء شخصيًّا.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعد ميلاد ربنا يسوع المسيح قام مجوس من الشرق بزيارة المسيح المولود |
لنبحث مع المجوس عن المسيح يسوع |
المجوس من اتوا لزيارة يسوع |
الصورة الصحيحة لزيارة المجوس للصبى يسوع |
فرح المجوس بميلاد يسوع المسيح |