حتى الأيام الأخيرة، كانت القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا، في منأى عن فيروس كورونا، لكن الأخير وجد ثغرة نفذ فيها إلى تلك القارة البعيدة. وكان فيروس كورونا المستجد قد بدأ في التفشي في أواخر عام 2019، منطلقا من مدينة ووهان الصينية إلى كل القارات، باستثناء أنتاركتيكا، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن بقية القارات، ولا يسكنها إلا قلة من البشر. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على موقعها الإلكتروني أن الوباء تفشى في قاعدة "أوهيغينز" البحثية التشيلية في أنتاركتيكا. وكانت الثغرة التي دخل منها الوباء إلى القارة المتجمدة في أواخر نوفمبر الماضي، داخل إيصال إمدادات إلى القاعدة عبر سفينة بحرية. وعندما عادت السفينة إلى ميناء تالكاهوانو، جنوبي تشيلي، أثبتت الفحوص إصابة عدد من أفراد طاقمها. وأشعلت النتائج جرس الإنذار، فتم إجراء اختبارات مماثلة في قاعدة "أوهيغينز، ليتبين إصابة 26 من أفراد الجيش و10 مقاولين آخرين كانوا يقومون بأعمال الصيانة في القاعدة. وحدثت الإصابات على الرغم من الاحتياطات التي قالت البحرية التشيلية إنها اتخذتها، قبل خروج البحارة نحو أنتاركتيكا، إذا كانت الفحوص للطاقم سلبية. وكانت الرحلات السياحية إلى القارة البعيدة ألغيت مع بدء تفشي الوباء في العالم، وتم حظر جميع أنواع التواصل الشخصي بين القواعد الـ70 الموجودة هناك، وأدى إلى إعاقة العمل البحثي. وقال الجيش التشيلي إن جميع الموظفين غير الأساسيين في القاعدة قد أعيدوا إلى بلادهم. والقاعدة هي واحدة من 13 قاعدة تشيلية في أنتاركتيكا وسميت على اسم برناردو أوهيغينز ريكيلمي، الذي يُعتبر بطلا قوميا في معركة الاستقلال عن إسبانيا.