رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتقال واستشهاد بولس الرسول في روما في فترة الخمسينات زار بولس أورشليم مع بعض مسيحيي الأمم الذين آمنوا على يديه، وهناك تم اعتقاله لأنه قام بإدخالهم (وهم يونانيون) إلى حرم الهيكل، وبعد سلسلة من المحاكمات أُرسل إلى روما حيث قضى فيها آخر سنين حياته. بحسب التقليد المسيحي فأن بولس أعدم بقطع رأسه بأمر من نيرون على أثر حريق روما العظيم الذي اتهم المسيحيون بإشعاله عام 64م. سجن القديس بولس في روما للمرة الأولي في الفترة بين عام 61م وعام 63م . وكان الحراس بالسجن يتناوبون على حراسته مرتين يوميا ، وكان هؤلاء الحراس والمسجونين معجبين بهذا الأسير الممتلئ فرحا وتسبيحا رغم قيوده وسلاسله . وعندما كانوا يسألونه عن سبب فرحه كان يحدثهم ويشرح لهم أن سبب فرحه هو الرب يسوع المسيح الذي ظهر له في الطريق إلي دمشق ودعاه للكرازة بإسمه المبارك ، وكان ينتهزها فرصة لتبشيرهم بديانته الجديدة ، وكانوا يتحدثون عنه مع بعضهم البعض في معسكرهم . ومن كثرة تعلقهم به بدأت مجموعات صغيرة تتوافد إليه لزيارته والإستماع لكرازته بالمسيح ربا وفاديا ومخلصا ، كقوله ” ثم أريد أن تعلموا أيها الإخوة أن أموري قد آلت أكثر إلي تقدم الإنجيل . حتي أن وثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية وفي باقي الأماكن أجمع” (في 12:1-13) ، مما كان له أثرا كبيرا في نفوس فرقة الحراسة خلال هذين العامين . ومع كونه مقيدا ومسجونا إلا أنه كان يدرك مقدار المسئولية الموضوعة عليه وهي الاهتمام بجميع الكنائس التي أسسها والتي زارها كارزا فيها . فكان يرسل إليهم من وقت لآخر رفقاءه المحيطين به كما كان ‘يحملهم برسائله للاطمئنان عليهم ولكي يثبتهم في الإيمان . وأخيرا بعد عامين كاملين بالسجن وقف القديس بولس أمام محكمة نيرون الاستئنافية ، وشاءت العناية الالهية أن يصدر الحكم لصالحه . لأن اليهود المتعصبين سئموا وملوا من مطاردته فسكتوا ويبدوا أن التقارير الواردة من فستوس الوالي وقائد المئة يوليوس الذي كان مكلفا بحراسته حتي أوصله إلي رومية وأيضا شهادة الضباط الذين تناوبوا علي حراسته أثناء سجنه كان لها أثرا كبيرا في براءته ، وفوق كل ذلك كان القضاة الرومانيون لا يهتمون بالشكليات اليهودية ، لذلك جاء الحكم ببراءته ففكوه من قيوده وأطلقوا سراحه . فذهب علي الفور ليستكمل رسالته العظمي التي كلفه بها ربنا يسوع المسيح عندما ظهر له وهو في الطريق إلي دمشق . بعد خروجه من السجن الأول في روما لم يهدأ القديس بولس بل زاد من نشاطه في الكرازة، فترك روما وذهب إلي كولوسي وأقام في بيت فليمون ، وهناك التقي للمرة الثانية مع أنسيمس. ومن كولوسي قام ببعض الزيارات الرعوية لجميع الكنائس التي أسسها في هذه البلاد المحيطة لكي يثبتهم في الإيمان ويعضدهم لكي تستمر خدمتهم الكرازية والرعوية . بعد ذلك سافر عن طريق البحر حتي وصل إلي أسيا الصغري والبلقان وايطاليا وأسبانيا حيث قام بالكرازة وبتأسيس كنائس في هذه البلاد . ثم عاد إلي ترواس حيث تم القبض عليه بأمر من الطاغية نيرون و‘رحل إلي سجن مأمرتايم بمدينة روما حسب التقليد عام 67م . ووقف القديس بولس أمام نيرون الامبراطور الطاغية للمرة الثانية وكانت التهمة هذه المرة أنه زعيم لجماعة المسيحين الذين ، اتهموا كذبا أنهم ، قاموا بإحراق مدينة روما العريقة ، ولم تستمرالمحاكمة طويلا وصدر الحكم بالاعدام ، ولم يكن مع القديس بولس محام ليدافع عنه ولم يكن معه هناك أحدا من المسيحين أو الأصدقاء ، حتي القديس تيموثاوس الذي كان يلقبه بإبنه لم يكن هناك . ونظرا لأن القديس بولس مواطن روماني لم يعدم شنقا أو مصلوبا أو رميا بالحجارة ، ويقول التقليد الروماني وكذلك كتاب السنكسارالمستعمل في كنائس الكرازة المرقسية أنه في عام 67 م استشهد كل من القديسين العظيمين بطرس وبولس هامتا الرسل ، وقد استشهد القديس بطرس مصلوبا منكس الرأس ، والقديس بولس بحد السيف خارج مدينه روما حيث كانت ساحة الاستشهاد علي طريق أوستيا . ولم يكن هناك أحد يحمل جسديهما في إعزاز ويبكي عليهما أو يواريهما التراب بكرامة واعزاز. باستشهاد القديسان العظيمان بطرس وبولس ارتفعت روحهما الطاهره وانطلقت إلي أرض الأحياء إلي راحتهما الأبدية وسط جوقة من الملائكة والقديسين المسبحين والفرحين والمهللين إلي فردوس النعيم وقد نال القديس بولس اشتياقه كقوله ” لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح . ذاك أفضل جدا “(في23:1) . كما يروي السنكسار الروماني والتقليد القبطي عن قصة أميرة كان القديس بولس قد اجتذبها للسيد المسيح فآمنت، وكانت هذه الأميرة واقفة تبكي في طريق أوستيا لتلقي نظرة الوداع الأخيرة علي من بشرها وخلصها وأنقذها من ظلام وبراثن الأممية إلي عبادة الاله الحقيقي ربنا يسوع المسيح مخلص البشرية، فعزاها القديس بولس وقال لها لا تبكي بل يجب أن تفرحي لأجلي وتهنئينني لأنني سألاقي ربي وإلهي ومخلصي، وطلب منها أن تعيره قناعها (طرحتها) لكي يغطي بها وجهه، فأعطته إياها. بعد انتهاء السياف من مهمته ، ترك السياف ساحة الاعدام في طريقه لقصر الامبراطور نيرون فسألته الأميرة أين القديس بولس فأخبرها السياف إنه ملقي حيث تركته ورأسه ملفوف بقناعك بجوار جسده بساحة الاعدام فقالت له كذبت. لقد عبر عليّ هو والقديس بطرس وعليهما ثياب ملكية، وعلي رأسيهما تاجين مرصعين باللآلئ، وناولني القناع ، وها هو. وأرته وكل من معه القناع. فتعجبوا من ذلك وآمنوا بالسيد المسيح. إن كان القديس العظيم بولس الرسول لم يستطع الذهاب بالجسد إلي أقاصي الأرض ليكرز ويبشر بالإنجيل ” البشارة المفرحة ” ولكن شكرا لله فإن رسائله قد نابت عنه وأوصلت الكرازة بالإنجيل للخليقة كلها . فهي تقرأ في كل المسكونة من مشارقها إلي مغاربها ومن شمالها إلي جنوبها ، مؤكدة حق الأمم في الإيمان بالرب يسوع المسيح بدون تهود، وأن الخلاص متاح لكل إنسان وذلك بالإيمان بالرب يسوع المسيح فاديا ومخلصا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|