رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شبَّت النيران في سفينة لم تكن بعيدة جدًا عن الشاطئ، وكان بالسفينة تاجر مجوهرات من "كاليفورنيا" ومعه حقيبة مليئة بالمجوهرات ، هي كل ثروته، التي تقدر بملايين الدولارات، وقد ربط الحقيبة حول صدره ليسبح بها إلي الشاطئ، ولكن قبل أن يقفز للماء إذ بيد صغيرة تمتد إلي كتفه وعندما نظر خلفه رأي طفلة صغيرة تبكي في فزع شديد وقالت له: - «أرجوك انقذني واحملني للشاطئ، فأنا لا أعرف أن أعوم وبابا وماما اختفوا في النيران». اشتعلت في هذه اللحظة في قلب الرجل معركة، لهيبها أعلي من النيران التي تحرق السفينة؛ فيجب عليه في لحظات أن يقرر ويختار: إما أن ينقذ ثروته في حقيبة المجوهرات، وإما أن يضحي بها لإنقاذ الطفلة، وسريعًا اختار إنقاذ الطفلة، فالقي بالحقيبة في مياه المحيط، وحمل الطفلة علي ظهره، وعندما وصل إلي الشاطئ بسلام كان فقد الوعي من الإعياء، ولكنه أستيقظ علي ابتسامة الطفلة التي أنقذها وهي تمسح المياه من علي وجهه وشعره، وعاش هذا الرجل طوال عمره وهو فخور بما فعل، وقال أنه لم يندم لحظه علي ما عمل، وعلي فقده لكل مجوهراته، بل إنه كان سيظل نادمًا طوال عمره إن عمل العكس، وظل دائمًا يقول بفخر أن هذه الطفلة التي أنقذها وتبناها هي أغلى عنده من كل العالم وكنوزه، وليس فقط من حقيبة المجوهرات التي ضحي بها لإنقاذها! صديقي القارئ المسيحي الحقيقي .. صديقتي القارئة المسيحية، دعني أسألك:- «ما هي حقيبة مجوهراتك التي تعيقك وتحرمك من إنقاذ ملايين بل مليارات من النفوس التي تهلك حولك بدون المسيح، وبدون الإيمان الحقيقي به، وبعمله الكفاري علي الصليب؟!» فالعالم الآن قد تجاوز عدد سكانه الستة مليار نسمة، تلك النفوس التي تحترق بها سفينة الحياة، لا لتغرق في بحر أو محيط من المياه، بل ينتظرها غرق أبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وسيُعَذَّبون نهارًا وليلاً إلي أبد الآبدين .. هذا هو الموت الثاني {وكل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار} (رؤيا10:20،15). إنَّ ربح النفوس بالعمل الفردي (أي بالشهادة الفردية لأفراد، والكلام معهم عن عمل المسيح في حياتك، وعمله لأجلك علي الصليب) هو مسئولية كل مسيحي حقيقي، وهو متعة، أدعوك أن تختبرها وتمارسها، فتتغير حياتك لتكون مثل الرب يسوع رابح النفوس الأعظم، الذي قال: {ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ} (لوقا 10:19). بل دعني أقول لك أن أشواقك لربح النفوس يمكن أن يكون "ترمومترًا" ومقياسًا لمدي حبك للرب، ولتتميم رغبة قلبه وشبعه بخلاص النفوس؛ فبعد خلاص السامرية سأله تلاميذه قائلين:- {«يَا مُعَلِّمُ كُلْ» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». فَقَالَ التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. وَﭐلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ لأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا. لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِدًا يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ»} (يوحنا 31:4-37). صديقي القاريء العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، مرة أخري اسمح لي أن أسألك: - «ما هي حقيبة مجوهراتك التي تحرمك من إطاعة الرب، والشهادة للنفوس وربحها للمسيح بالعمل الفردي؟» ربما تكون الحقيبة هي بعض الأفكار الخاطئة التي استخدمها الشيطان لآلاف السنين، وحرم بها ملايين المسيحيين الحقيقيين من متعة ربح النفوس للمسيح بالعمل الفردي، وأقصد بها الأفكار التي تقول بعدم مسئولية كل مسيحي حقيقي عن الشهادة، أو ضرورة الانتظار حتى تتحسن حالتك الروحية، أو أن تسمع الدعوة بطريقة أوضح ... كلاَّ! أرجو ان تلاحظ المكتوب: {أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ} (أمثال24: 11) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|