رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسان كورنيليوس البابا وكبريانس الاسقف الشهيدان
بدأ الإمبراطور الروماني "تراچان داسيوس" إضطهاداً محلياً ما بين عامي (249م – 251م) لمسيحيي روما، واستشهد منهم أعداد كبيرة ومعهم أسقف روما البابا "فابيانوس" في 20 يناير 250م. كان من الصعب وقتها إختيار أسقف جديد بسبب توسُّع عمليات الإضطهاد من تعذيب وإعدام ميداني، وظلّت روما بلا أسقف مدة تزيد عن عام. وقتها كان يُدير شئون الكنيسة مجموعة من ال...كهنة من أشهرهم الكاهن واللاهوتي والكاتب والمُترجِم ذو الأصول الإفريقية والدراسة الرومانية "نوڤاتيانوس". أثناء سفر الإمبراطور الروماني "تراچان داسيوس" لخوض معركة حدودية ضد القوطيين الذين حاولوا إحتلال أجزاء من حدود الإمبراطورية الرومانية، وانشغال كل رجال السياسة والحرب بهذا الحدث، قلَّت حِدّة الإضطهاد ضد مسيحيي روما وبدأ التفكير في إنتخاب البابا الجديد، وقد كان مُرشَّحاً الكاهنين "موسى" و"كورنيليوس". إستُشهِد المرشح الأول "موسى" خلال التعذيب بعد القبض عليه، وتصوَّر نوڤاتيانوس أنه صار قريب من الباباوية لأنه ذا العلم الغزير الذي سيُعطيه الأفضلية عندما تم وضع ترشيحه أمام السينودس مع كورنيليوس، إلا أن المجمع اختار كورنيليوس لمعرفتهم بقلبه المتحد بالمشيئة الإلهية وتواضعه ورحمته . وبذلك تم اختيار قديسنا حبراً رومانياً وأسقفاً لروما في 13 مارس 251م خلفاً للبابا فابيانوس . وقد دامت حبريته لمدة عامين فقط (251م – 253م) بمقتل "تراچان داسيوس" خلال حربه مع القوطيين هدأت وطأة الإضطهاد، وكان من أبرز أحداث فترة الهدوء النسبي هذه هي مناقشة الخلاف على مدىَ صحة قبول توبة المسيحيين الذين أنكروا الإيمان وقاموا بتقديم ذبائح ورفع بخور للأوثان في زمن الإضطهاد على يد تراچان داسيوس خوفاً من القتل . تمت إقامة سينودس لمناقشة الأمر، وإتفق البابا كورنيليوس والأسقف "كپريانوس" في الرأي على أن قبول توبتهم عن ضعفاتهم التي ندموا عليها أمراً بديهياً ماداموا تائبين بحق عن إنكارهم للإيمان، بحيث يكون ذلك بداية تأهيل روحي لهم حتى يكونوا أكثر شجاعة في موجات الإضطهاد التالية المتوقعة، كما أنه عليهم تقديم الإماتات والتكفيرات الجسدية التي تحددها الكنيسة كنوع من إظهار جدية التوبة (مثل إماتة الحواس بالصوم والقدرة على التضحية والإستغناء إستعداداً لتضحيات أكبر قد تُصادفهم مرة أخرى في حياتهم) كل ذلك عملاً بمبدأ الرحمة الإلهية والحب الإلهي الذي يُعطي كل إنسان الفرصة الكاملة للتوبة طوال حياته على الأرض والذي لابد للكنيسة أن تُعبِّر عنه كما فعل الأب الرحيم في مثل الإبن الضال، وأنه لا يجب إدانتهم لأنه على الواقف أن يحذر من الوقوع، ولا يصحّ أن يكون الإنسان ديّاناً لأخيه، مع عدم تجاهُل أن المعمودية "وَسْمٌ لا يُمحىَ . وقد نفاه الإمبراطور غاليوس الذى اضطهد المسيحيين فمات كرنيليوس في المنفى عام 253 م ونقل جثمانه إلى روما ودفن في مقبرة كاليستس . ". كبريانس ولد فى مدينة قرطاجه نحو عام 210م من ابوين وثنيين ، اهتدى إلى الإيمان ورسم كاهناً ثم اسقفاً للمدينة عام 249م . كان فى الظروف العسيرة مثال الراعى الصالح بسيرته وكتاباته . نفى خلال اضطهاد الإمبراطور ﭬـاليريانس ، أتى مرسوم إمبراطوري أكثر صرامة يَقضي بإعدام كل الإكليروس المسيحي. وفي 13 سبتمبر 258م، إعتُقِل الأسقف كپريانوس في سجن الوالي الجديد "جاليريوس ماكسيميوس"، وتم فحصه للمرة الأخيرة في اليوم التالي ليوم إعتقاله، لعل رأيه يتغير بعد صدور حكم الإعدام في المرسوم الإمبراطوري. إلا أنه ثبت على إيمانه ولم يُنكره برغم التهديد، ولم يكن ينطق سوى بكلمة واحدة طوال الفحص الأخير وهي: (الشكر لله) . تقرَّر تنفيذ حكم الإعدام الجماعي للأسقف كپريانوس وجميع أفراد الإكليروس المعتقلين معه في مكان مفتوح ليصبح إعداماً ميدانياً للترهيب، فتبع عدد كبير من أهالي قرطاچ المؤمنين ركب كپريانوس وإخوته إلى رحلتهم الأخيرة، ويذكر شهود واقعة استشهاده، بأنه خلع ثيابه دون مساعدة من أحد، وركع مُصلّياً بعد أن عُصِبَت عيناه كعادة جميع المحكوم عليهم بالإعدام، وتم قطع رأسه بالسيف. ودفن المؤمنين جثمانه بالقرب من مكان الاستشهاد بقرطاچ ومات شهيداً فى الرابع عشر من سبتمبر عام 258م . شهادة حياتهما بركة شفاعتهما فلتكن معنا. آمين . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديسان ثيوتمي وباتريكيوس الاسقف |
صورة القديسان كورنيليوس وكبريانس الشهيدان |
القديسان الشهيدان فيليكس وفرتوناتوس |
القديسان الباران كورنيليوس بسكوف وتلميذه باسيان |
القديسان الشهيدان يوستوس و متى |