ولفراخ الغربان التي تدعوه
هل تعلمون كيف تأكل الغربان الصغيرة تبني أنثى الغراب عشها فوق مكان عال في منطقة مهجورة كل الطيور تقريبا تطعم صغارها بنفس الطريقة ... فالأم تذهب لتصطاد الطعام ... ثم تعود والطعام بفهمها ... ثم تقف فوق العش وتنظر أسفل لصغارها الذين يكونون في بداية حياتهم عميانا لم تنفتح أعينهم ... ونرى الصغار وهم ناظرون لأعلى وأفواههم مفتوحة وعيونهم مغلقة ... وتبدأ الأم بإسقاط بعض الطعام شيئا فشيئا من فمها لتلتقطه هذه الفراخ الصغيرة ... هكذا تتغذى كل فراخ الطيور إلا فراخ الغربان فأنثى الغراب لا تفعل مثل باقي الطيور ... فهي تأتي بالطعام في فمها ... وتقف فوق صغارها ... ويفتح الصغار أفواههم ناظرين لأعلى ... ولكن أنثى الغراب بدلا من أن تسقط لهم الطعام ... نجدها تبتلعه ثم تذهب الأم لتبحث عن صيد آخر ... ولعل هذا هو ما أكسب هذه الطيور صفة القسوة والآن ... لدينا بعض الغربان الصغيرة التي تربض في عش فوق مكان مرتفع ... هذه الفراخ ليس لها القدرة على الطيران ولا حتى الرؤية !! فلو أن حشرة مرت بجانبها فلن تراها فكيف إذن تأكل الغربان بحث يعض علماء الطيور عش أحد الغربان ... ووضعوا كاميرات مراقبة بالقرب منه فوجدوا أن فراخ الغربان هذه بعد رحيل أمها ... ومن شدة الجوع ... تنزل من عينها قطرات من سائل لزج يشبه الدموع ... ينزل من عينيها وحتى منقارها ...ووجد العلماء أن هذا السائل تلتصق به حشرات كالذباب أو البعوض ... وأثناء جريانه من العين ببطء يدفع الحشرة نحو فم الغراب فيأكلها دعونا نتخيل ونتذكر قوانين المساحة والأحجام والاحتمالات ... الغراب موجود في مكان مرتفع ومهجور قد يزيد حجمه عن 10متر × 10متر 10متر ...فوق هذا المكان يوجد العش الذي مساحته تقريبا 10سم × 10سم ...في العش توجد فراخ الغربان ... كل فرخ لا يزيد عن 3سم × 3سم × 3سم ...رأس فرخ الغراب لا تزيد عن 1سم × 1سم × 1سم ...المساحة ما بين العين والمنقار لا تزيد عن 5مم × 5مم ...الذبابة لا تزيد عن 5مم × 5مم × 5مم ...ترى ... ما هو احتمال أن تصطدم ذبابة تطير في هذه المساحة من الهواء هواء بفرخ غراب يطل برأسه من العش ... وليس جسم فرخ الغراب كله بل بالمنطقة بين عينه ومنقاره ؟وحتى لو افترضنا أنها ذبابة منحوسة لهذه الدرجة ... هل هي عمياء ألا يمكنها أن تميز هذا الطائر فتحيد قليلا في مسارها لتتفاداه ؟! لا يوجد إلا احتمال واحد ... أن يكون الله هو من ساقها بيديه الحانية لتكون وجبة لفرخ غراب يبكي من شدة الجوع ... لتكون مجرد حلقة في سلسلة غذائية في نظام محكم أسسه هو بيده ... الله الذي يعطي البهائم طعامها وفراخ الغربان التي تدعوه هذا هو ما ذكره الله لأيوب "من يهيئ للغراب صيده ، إذ تنعب (أي تصرخ ببكاء) فراخه إلى الله، وتتردد (أي تطل برأسها) لعدم القوت (أي الطعام)" (أيوب 38 : 41) يا الله ... كثيرا ما نتهمك ظلما أنك تنسانا وأنك تقسو علينا وأنك لا تحبنا وأنك .... وأنك ..... وأنك . وننسى أنك قلت لنا ... أنتم أفضل من عصافير كثيرة ...أو كثيرا ما نعتقد أننا نحيا بذواتنا وبقوتنا ... غير عالمين أنه لولا مراحمك لشابهنا الهابطين في الجب ...يا الله ... أنت لا تنسى أصغر المخلوقات التي خلقتها ... فما هي مقدار محبتك ورحمتك علينا ... تعطيها لنا حتى ونحن لا نقدرها ... لا تعطيها لنا فقط بل هي جديدة كل صباح ...سامحنا يا الله على جهلنا ... وامنحنا يا سيدنا بصيرة روحية نرى بها كل يوم كم أنك تهتم بنا ... حتى إن لم يكن بعيوننا فبإيماننا ...أعطنا يا رب بصيرة كما التي كانت لدى المرتل داود حتى قال ...سبحوا الرب لأن المزمور جيد ... ولإلهنا يلذ التسبيح الرب يبني أورشليم ... الرب يجمع متفرقي إسرائيل الرب يشفي منكسري القلوب ويجبر جميع كسرهم المحصي الكواكب ولكافاتها يعطي أسماءعظيم هو الرب وعظيمة هي قوته ... ولا إحصاء لفهمه الرب يرفع الودعاء ويذل الخطاء إلى الأرض ابتدئوا للرب بالاعتراف ... رتلوا لإلهنا بالقيثارة الذي يجلل السماء بالغمام ... الذي يهيئ الأرض للمطر ... والخضرة لخدمة بني البشريعطي البهائم طعامها ...
ولفراخ الغربان التي تدعوه لا يؤثر قوة الفرس ...
ولا يسر بساقي الرجل بل يسر الرب بخائفيه ...
وبالراجين رحمته هللويـــــــــــــــــــا