رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العدو يغير من خططه
مَكْتُوب أنَّ لِلرَّبِّ حَرْب مَعَ عَمَالِيق مِنْ دُورٍ إِلَى دُور ( خر 17 : 16) .. لأِنَّ الحَرْب مَعَ العَدُّو بَدَأت مَعَ بِدَايِة الخَلِيقَة .. يَوْم أنْ أوْجَد الله الإِنْسَان وَوُضِعَ فِي فِرْدُوس النَّعِيم وَكَانَتْ العِلاَقَة تَسِير بِحَسَبْ قَصْد الله .. أنْ يَكُون الإِنْسَان صُورْتُه وَحَبِيبُه وَخَاضِع لَهُ .. دَخَلْ العَدُّو وَأفْسَد هذِهِ العِلاَقَة وَصَارَ هُنَاك حَاجِز بِينْ الإِنْسَان وَالله .. وَبَدَأَ العَدُّو يَزْدَاد فِي شَغَفُه فِي حَرْب الإِنْسَان .. لَمَّا هَزَم الشَّيْطَان آدَم طِمِع أكْثَر .. وَلَمَّا نِجِح قَصْدُه بِخُرُوج آدَم مِنْ حَضْرِة الله بَدَأَ الشَّيْطَان يُعْلِن سَيْطَرَتُه عَلَى جِنْس البَشَر .. حَتَّى وَجَد شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَتَحَيَّر فِيهِ عَدُو الخِير كَثِيراً .. مُنْذُ المِيلاَد وَالشَّيْطَان يُرَاقِب مِنْ بَعِيد .. وَكَيْفَ إِنْسَان وُلِدَ بِدُون زَرْع بَشَر وَبِتَهْلِيل المَلاَئِكَة وَبِإِعْلاَن مِنْ السَّمَاء . وَحِينَمَا بَدَأَ يَسُوع الْمَسِيح فِي الخَطْوَة الأُولَى فِي بِدَايِة خِدْمِتُه الجَهْرِيَّة ﴿ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى البَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيس ﴾ ( مت 4 : 1) .. يَسُوع لَم يَصْعَد مِنْ إِبْلِيس وَلكِنُّه صَعَدَ بِالرُّوح إِلَى البَرِّيَّة مِنْ أجْل أنْ يُحَارِب العَدُّو إِبْلِيس .. فَهُوَ يُرِيدْ حَسْم هذِهِ المَعْرَكَة .. الشَّيْطَان طَامِع فِي الإِنْسَان لإِفْسَاد عِلاَقْتُه بِالله .. وَرَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يَضَعْ حَد لِهذِهِ المَعْرَكَة وَالشَّيْطَان كَعَادَتُه وَاثِق أنَّهُ سَيَقَعْ بِالإِنْسَان لأِنَّهُ قَدَر عَلَى أبُونَا آدَم وَهُوَ فِي حَضْرِة الله .. وَقَدَر عَلَى الأنْبِيَاء – دَاوُد النَّبِي أوْقَعُه فِي خَطِيِة الزِّنَا .. وَمُوسَى النَّبِي عَظِيم الأنْبِيَاء وَالحَلِيم أوْقَعُه ذَاتَ يَوْم فِي خَطِيِة الغَضَبْ – .. أسْقَطْ كُل هؤُلاَء البجَبَابِرَة لِذلِك طَمَع فِي قَلْب رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِيُسْقِطُه . اليُوْم يُوْم إِنْتِصَارْنَا .. لَمْ يَعُد لِلعَدُّو سُلْطَاناً عَلَيْنَا لأِنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِسْتَدْرَج العَدُّو لِكَيْ يُفْشِل حَرْبُه وَالعَدُّو يُخْرِج أسْلِحَتُه وَحُرُوبُه الثَّلاَثَة وَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح غَلَبْ فِيهَا وَانْتَصَر .. لأِنَّ الحَرْب مُوَجَهَة ضِد الرَّبَّ .. ﴿ الحَرَب لِلرَّبِّ ﴾ ( 1صم 17 : 47) .. الشَّيْطَان حِينَمَا يُرِيدْ سُقُوطْنَا لَيْسَتْ الحَرْب مُوَجَهَة لَنَا بَلْ لله .. هُوَ يُرِيدْ إِسْقَاط صُورَة الله .. فَالحَرْب مُوَجَهَة ضِد الله وَمَسِيحُه مِنْ خِلاَل صُورَتُه وَهَيَاكِلُه الَّتِي هِيَ نَحْنُ .. لِذلِك سَنَتَعَرَّف عَلَى مَفْهُوم الحَرْب الرُّوحِيَّة . مَا هُوَ مَفْهُوم الحَرْب الرُّوحِيَّة ؟ هِيَ حَرْب مِنْ دُورٍ إِلَى دُور .. مِنْ قَدِيم الأزَل .. مُنْذُ أنْ أوْجَد الإِنْسَان فِي الفِرْدُوس وَحَسَدُه لِتَمَتُّعُه بِالله أكْثَر .. فَهُوَ يَحْزَن بِسَبَبْ العِلاَقَة الجَمِيلَة بَيْنَ الإِنْسَان وَالله .. لأِنَّهُ كَانَ طَغْمَة سَمَائِيَّة وَيَعْرِف حَلاَوِة العِشْرَة مَعَ الله وَلَمَّا سَقَطْ أصْبَح يَحْسِد وَيِشْتِهِي الرُّجُوع لِلعِلاَقَة مَعَ الله .. فَهُوَ المُضِل .. المُشْتَكِي .. الكَذَّاب .. المُعَانِد .. رَئِيس هذَا العَالَمْ .. أسَد زَائِر يَجُول مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُه .. لاَ يَهْدَأ يَظِل يَشْتَكِي عَلَى أوْلاَد الله حَتَّى يُوْم الدَيْنُونَة .. يِقُول لِرَبِّنَا هُمْ صُورْتَك وَمَمْلَكَتَك وَفَدَيْتَهُمْ وَأحْبَبْتَهُمْ وَأعْطَيْتَهُمْ مَجْدَك .. وَالآنْ أُنْظُر أعْمَالْهُمْ وَمَاذَا سَأصْنَع فِيهُمْ .. الَّذِي يَسْقُط فِي الخَطِيَّة يُهِين الله .. المُشْتَكِي يُعَيِّر الله بسَبَبْنَا وَيَرْتَفِع عَلَى الله بِسَبَبْنَا . فِي كِتَاب القِدِيس أثَنَاسْيُوس الرَّسُولِي عَنْ الحَرْب الرُّوحِيَّة لِلقِدِيس الأنْبَا أنْطُونْيُوس يَقُول بَعْد حُرُوب كَثِيرَة إِنْتَصَرَ الله فِي أنْطُونْيُوس لأِنَّ الحَرْب لِلرَّبَّ * .. المُنْتَصِر هُوَ الله وَالحَرْب لِلرَّبَّ .. فَحِينَمَا نَسْقُط يِنْغِلِب الله لِلعَدُّو .. وَحِينَمَا نَغْلِب الله يَغْلِب العَدُّو .. وَحِينَمَا نَقَعْ تِنْغِلِب الكِنِيسَة وَالله .. وَلَمَّا نِغْلِب تِغْلِب الكِنِيسَة وَالله .. لِذلِك تِجَاهِد الكِنِيسَة حَتَّى النُّصْرَة .. يِشْتِكِي عَلَى أوْلاَد الله وَيُحَارِب بِلاَ مَلَلْ وَلاَ كَلَلْ .. الكُل يَضِل .. حَتَّى المُخْتَارِين .. الحَرْب مُوَجَهَة ضِد الكُل .. الشَّاب .. الطِّفْل .. الفَتَى .. الفَتَاة .. الشِيخ ..... حَتَّى وَلَوْ تَجَرَّد الإِنْسَان مِنْ كُل شِئ وَظَلْ فِي وِحْدَه مَعَ الله سَتَظِل هُنَاك حَرْب لاَ تَنْتَهِي أبَداً . لِذلِك لاَ تَفْزَع حِينَمَا تَجِد الكِتَاب المُقَدَّس يَقُول عَلَى لِسَان القِدِيس بُولِس الرَّسُول ﴿ فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ بَلْ مَعَ الرُّؤسَاءِ مَعَ السَّلاَطِينِ مَعَ وُلاَةِ العَالَم عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ مَعَ أجْنَاد الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ ﴾ ( أف 6 : 12) .. فَنَحْنُ فِي صِرَاع خَفِي .. الصِرَاع المَرْئِي أضْعَفْ مِنْ الصِرَاع الخَفِي لأِنَّ العَدُّو لاَزَالَ يُرِيدْ غُوَايَتْنَا وَيَضِل أفْكَارْنَا وَيُشْعِل غَرَائِزْنَا وَيَسْتَخْدِم فِي كُل ذلِك كُل السُبُل .. ﴿ لِلرَّبِّ حَرْب مَعَ عَمَالِيق مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ ﴾ ( خر 17 : 16) .. فَكَانَتْ هُنَاك حَرْب طَوِيلَة بَيْنَ بَيْت دَاوُد وَبَيْت شَاوُل .. فَهُوَ عَدُو خَبِير بِالضَّعْف البَشَرِي وَخَبِير بِضَعَفَات وَنَقَائِص الإِنْسَان وَلاَ يَهْدأ . تَغَيُّر خِطَطُه : الجُوع أمر غَرِيزِي فِي الإِنْسَان وَاحْتِيَاج ضَرُورِي عَنْد الإِنْسَان فَقَالَ العَدُّو لِلرَّبَّ حَوِّل الحِجَارَة إِلَى خُبْز ( مت 4 : 3 ) .. وَمَرَّة أُخْرَى حَرْب بِالكَرَامَة .. وَبَعْد حُبْ العَالَمْ حِينَمَا تَنْتَهِي الحَرْب لاَ تَعْتَقِد أنَّكَ فِي أمَان أنَّكَ لاَ تَدْخُل فِي حَرْب جَدِيدَة .. الطِّفْل يِحَارْبُه بِالخُوف وَالكِذْب .. وَيِكْبَر لِيَجِد الغَرَائِز ثُمَّ العَاطِفَة ثُمَّ حُبْ العَالَمْ ثُمَّ الظُّهُور ثُمَّ القَلَق وَالخُوف عَلَى المُسْتَقْبَل .. وَهُوَ طِفْل كَانَ يَعِيش فِي سَلاَم مِنْ جِهَة خَطَايَا مُعَيَّنَة .. وَكُل مَرْحَلَة وَلَهَا سِمَاتْهَا حَتَّى تَنْتَهِي حَيَاة الإِنْسَان بِحُرُوب لاَ تَنْتَهِي . إِنْسَان قَرِيب مِنْ الله يِحَارْبُه – وَهُوَ قَرِيب – وَهُوَ يَعْرِف كَيْفَ يُغَيِّر خِطَطُه .. وَكَيْفَ يِحَارْبُه بِشَهْوَة .. كِبْرِيَاء .. غِيرَة .. حِقْد .. كُرْه .. وَكُل أمر مِنْ هذَا يَفْصِل الإِنْسَان عَنْ الله .. لَيْسَ شَرْط أنْ يَمُوت الفَرْد بِـ 20 مَرَض فَيُمْكِنْ أنْ يَمُوت بِمَرَض وَاحِد .. وَهكَذَا العَدُّو أيْضاً إِذَا كَرَه إِنْسَان أحَد يَفْقِد المَلَكُوت .. أوْ يِفْسِد عِفِّتُه .. تَكْفِي هذِهِ الضَرْبَة . عِنْدُه حِيَل كَثِيرَة .. هذَا لِكَيْ لاَ تَخَاف العَدُّو بَلْ لِكَيْ تَعْرِفُه .. يَقُول القِدِّيسِينْ ﴿ لأِنَّهُ لاَ يَغْلِب إِلاَّ مَنْ حَارَب .. وَلاَ يُكَلَّل إِلاَّ مَنْ إِنْتَصَر .. وَلاَ يَنْتَصِر إِلاَّ مَنْ حَارَب ﴾ ..حَرْب مَعَ الأجْسَاد وَالأفْكَار وَالعَدُّو يُحَرِّك الأُمور مِنْ بَعِيد .. إِنْسَان بَعِيد عَنْ الله ثُمَّ يِرْجَع فَيَزْدَرِي بِالخَاطِئ لأِنَّهُ أصْبَح أفْضَل عَنْ مَنْ حَوْلُه .. مِثْل الفِرِّيسِي الَّذِي وَقَفَ يَقُول ﴿ أشْكُرُكَ إِنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ ..... ﴾ ( لو 18 : 11) .. هذَا هُوَ عَدُو الخِير يُغَيِّر الخِطَّة وَيُوقِعْ الإِنْسَان فِي خَطَأ أوْ تَمَرُّد عَلَى الله أوْ غِير رَاضِي أوْ غِير شَاكِر عَنْ كُل أُمور حَيَاتُه .. إِحْذَر لأِنَّ العَدُّو يِعْرَف مَتَى وَكَيْفَ يُوقِعْ إِنْسَان بَعِيد عَنْ الله .. فَيُشْعِرُه أنَّ الصُوم لَيْسَ لَهُ مَعْنَى فَيَدْخُل فِي حَرْب أُخْرَى فَيَتَشَكَّك فِي الصُوم وَيُرِيدْ إِثْبَاتَات عَنْ الصُوم مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس .. وَهَلْ الله يَأخُذ بِالطَّعَام وَالشَّرَاب ؟ ..وَالقَرِيب مِنْ الله يِحَارْبُه بِالصُوم الرُوتِينِي .. وَإِذَا وَصَلْ إِلَى حَالِة الصُوم بِالرُّوح وَيُزِيدْ فِي عِبَادَاتُه وَلَوْ نَجَى مِنْ هذِهِ الحُرُوب يِحَارْبُه بِالإِفْتِخَار .. فِي بُسْتَان الرُّهْبَان يَحْكِي عَنْ رَاهِب هَلَك بِسَبَبْ بِرُّه لأِنَّهُ شَعَر أنَّهُ بَار وَلاَ يَفْعَل خَطَأ .. وَالكِتَاب المُقَدَّس يَقُول ﴿ لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ ﴾ ( مت 6 : 3 ) .. أي أنَّكَ عِنْدَمَا تَصُوم أوْ تُصَلِّي لاَ تَشْعُر أنَّكَ بَار فِي عَيْن نَفْسَك ..﴿ مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا إِنَّنَا عَبِيد بَطَّالُون ﴾ ( لو 17 : 10) . لأِنَّ عَدُو الخِير يَسْتَغِل الأُمور وَالمَرْحَلَة العُمْرِيَّة وَيُزِيدْ فَصْل وِحْدِتْنَا عَنْ الله .. إِذَا صُمْت يَجْعَلَك تَشْتَهِي .. وَإِنْ صَلِّيت يِشَتِّتَك وَيِبْعِد عَنَّك تَعْزِيِة السَّمَاء .. وَإِنْ أخَذْت تَعْزِيَة فِي الصَّلاَة يِحَارْبَك بِالتَّعَالِي وَالغُرُور وَالكِبْرِيَاء .. كُل يُوم تَقُول لله * نَجِينَا مِنْ الشِّرِّير * .. * وَنَجِينَا يَارَب مِنْ سِهَام العَدُّو إِبْلِيس المُتَقِدَة نَار * .. يَرَى ضَعْف كُل إِنْسَان وَيُحَارِبُه بِهِ .. إِنْسَان بِالجَسَد وَآخَر بِالقَلَق وَآخَر بِالخُوف ..فَلاَبُدْ أنْ نَكُون حَذِرِين لأِنَّ العَدُّو بِاسْتِمْرَار يُحَارِب الكُل . وَفِي وَقْت مُعَيَّنْ يَقُول لإِنْسَان * أنْتَ خَاطِئ وَلَيْسَ لَكَ وُجُود عَنْد الله * .. وَأنْتَ تَرُد عَلِيه أنَا خَاطِئ وَلكِنْ مَرَاحِم الله وَاسْعَة * .. وَفِي وَقْت آخَر يَقُول لِلإِنْسَان * مَرَاحِمْ الله وَاسْعَة إِخْطِئ وَلاَ تَخَفْ * .. وَلكِنْ الإِنْسَان يَرُد * أنَا خَاطِئ وَمِثْلِي لاَ يَسْتَحِق مَرَاحِم الله * .. وَأحْيَاناً أُخْرَى يِحَارِبْنَا بِاليَأس .. وَحِينَمَا نَرْتَفِع رُوحِياً يِحَارِبْنَا بِالتَّعَالِي عَلَى مَنْ حَوْلَنَا .. وَحِينَمَا يُحَارِبْنَا بِالكِبْرِيَاء تَقُول لَهُ أنَا خَاطِئ وَمِسْكِين .. وَحِينَمَا يَقُول لَك لَنْ تَدْخُل لِلسَّمَاء .. تَرُد عَلِيه وَأيْنَ مَحَبِّة الله .يَقُول الشَّيْطَان لِلقِدِّيسِينْ إِنْ رَفَعْتُكُمْ إِتَضَعْتُمْ .. وَإِنْ وَضَعْتُكُمْ إِرْتَفَعْتُمْ . طَوِيل البَال : مِنْ أهَمْ سِمَات عَدُو الخِير أنَّ بَالُه طَوِيل .. وَيَبْدأ عَمَلُه مَعَ الإِنْسَان القَرِيب مِنْ الله وَيِبْعِدُه عَنْ الكِنِيسَة وَيَظَلْ كَمَا هُوَ .. ثُمَّ يَنْسَى الصَّلاَة وَالقِرَاءَة فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. وَيَفْتَح آذَانُه لِلعَالَمْ وَبَعْد ذلِك يَقَعْ فِي فَخ وَرَاء فَخ حَتَّى السُقُوط يَبْدأ مَعَهُ بِأمر فِي الظَّاهِر أنَّ لَيْسَ بِهِ خَطَأ وَلاَ ضَرَر يَقُول عَلِيه القِدِّيسِينْ فَتَّال حِبَال .. فَهُوَ يَجْدِل حِبَال يَصْنَع لِكُل إِنْسَان حَبْل قَوِي جِدّاً .. إِذاً عَدُو الخِير يَحْتَاج مِنَّا يَقَظَة وَأنْ نَكُون مُتَمَسِكِينْ بِالصَّلِيب وَنُعْلِن بِإِسْم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَنِتْنَاوِل وَنَتَسَلَح بِكَلِمَة الله .. لأِنَّهُ لاَ يَهْدأ وَيُبْطِئ فِي حَرَكْتُه حَتَّى يَصِل إِلَى هَدَفُه مَهْمَا طَالِتْ المُدَّة الزَّمَنِيَّة . هُنَاك قِصَّة تَقُول أنَّ رَئِيس الشَّيَاطِين إِجْتَمَع مَعَ أعْوَانُه الشَّيَاطِين لِيَعْرِف إِنْجَاز كُل وَاحِد مِنْهُمْ .. وَبَدَأ كُل وَاحِد يَعْرِض عَمَلُه وَيُكَافِئُه حَتَّى أعْلَمُه وَاحِد مِنْهُمْ أنَّ لَهُ 40 سَنَة يُحَارِب مُجَاهِد حَتَّى أوْقَعُه اليُوم فِي خَطِيِة الزِّنَا .. فَقَام الرَّئِيس مِنْ كُرْسِيه وَأعْطَاه تَاجُه !! أُنْظُر كَمْ هُوَ يَتَمَتَّعْ بِطُول البَال وَفَتَّال حِبَال .. يَقُول اليُوْم أسْقَطُه .. سِنِين وَهُوَ يَنْتَظِر حَتَّى أوْقَعُه .. أُنْظُر إِلَى خَطِيِة دَاوُد النَّبِي .. هَلْ العَدُّو قَالَ لَهُ تَعَالَ إِزْنِي ؟ .. لاَ .. بَلْ أخَذَت الخَطِيَّة مَعَهُ خَمْسَة مَرَاحِل وَهيَ :0 1.سَمَحَ لِنَفْسُه أنْ يَذْهَب جَيْشُه وَيُحَارِب وَهُوَ جَالِس فِي مَنْزِلُه . 2.بَدأ دَاوُد يَتَخَلَّى عَنْ حَيَاة التَّقَشُفْ وَالشِّدَة الَّتِي كَانَ فِيهَا أيَّام مُطَارَدَة شَاوُل لَهُ .. وَبَدأَ يَعِيش فِي رَفَاهِيَّة فِي قَصْرُه . 3.تَقَلَّد بِالعَالَمْ فِي أمر تَعَدُّد الزَوْجَات .. لَيْسَ خَطَأ فِي ذلِك الوَقْت وَلكِنْ بِلاَ شَك أنَّهُ أضْعَف رُوحِيَاتُه لأِنَّهُ نَظَرَ إِلَى جَسَدُه وَطَلَبَاتُه . 4.بَدأَ فِي وَقْت الفَرَاغ يَنْظُر إِلَى مَا لاَ يَلِيق – أسْرَار النَّاس – حِينَمَا تَنْظُر حَوْلَك وَتَجِد مَنْظَر يِخْدِش الحَيَاء تَبْتَعِد وَلَيْسَ لَك أنْ تَتَدَخَل فِي أسْرَار النَّاس .. ثُمَّ يِشْتِهِي وَيَفْعَل . 5.يُدَبِّر مَكِيدَة وَيَقْتُل بِهَا . فَهَلْ كَانَ يُعْقَل أنَّ عَدُو الخِير يَقُول لَهُ تَعَالَ إِشْتِرِك فِي القَتْل وَالزِّنَا وَاظْلِم ؟ .. بِالطَبْع لاَ .. هُوَ يَتَدَرَج مَعَ الإِنْسَان . القِدِّيسِينْ يِلَخَصُوا الوُقُوع فِي الخَطِيَّة فِي " 3 " خَطَوَات وَهُمْ : الإِتِصَال يَنْظُر فِيهِ بِعِينُه أوْ يَسْمَع حَدِيث رُوِيَ وَيَتَصِل بِالخَطِيَّة ثُمَّ يَنْفَعِل مِثْلَمَا رَأى أوْ سَمَعْ وَيَشْتَعِل بِالخَطِيَّة .. وَهكَذَا يَتَدَرَج العَدُّو فِي خَطَوَاتُه فَهُوَ فَتَّال حِبَال وَمُشْتَكِي وَكَذَّاب .. وَنَجِد كَثِير مِنْ النَّاس يُشَاهِدُوا الدِّش وَبَعْد مَا كَانَتْ قَنَوَات دِينِيَّة تَتَحَوَل إِلَى مَصْدَر لِلخَطَايَا .. لأِنَّ كُل شِئ يُمْكِنْ إِسْتِخْدَامُه فِي الجَيِّد وَالرَّدِئ .. يِعْرَف العَدُّو الإِنْسَان – وَهُوَ طَوِيل البَال – وَيِغَيَّر حِيَلُه وَمُتَدَرِج وَلاَ يَهْدأ أبَداً ..وَعَلَيْنَا أنْ نَحْذَر وَنَخَاف وَنَتَمَسَّك بِالإِيمَان .. ﴿ فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَان ﴾ ( 1بط 5 : 9 ﴿ قَاوِمُوا إِبْلِيس فَيَهْرَب مِنْكُمْ ﴾ ( يع 4 : 7 ) .. يَجِب أنْ أكُون وَاثِق أنَّنِي سَأغْلِب بِالْمَسِيح . دَاوُد قَالْ ﴿ الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتَال ﴾ ( 2صم 22 : 35 ) .. رَبِّنَا هُوَ الَّذِي يُعَلِّمْنِي الحَرْب .. وَكَيْفَ أُحَارِبُه لأِنَّهُ فَتَّال حِبَال وَيِشْتِكِي عَلَى أوْلاَد الله وَيُرِيدْ مُقَاتَلَتِهِمْ وَمُحَارَبَتِهِمْ وَيِحْزَن إِنْ كَانَ الشَّعْب فِي سَلاَم .. جَمِيل الإِنْسَان الَّذِي يَكُون وَاعِي وَيُقَاوِم مِنْ مَرْحَلِة الإِتِصَال .. يُقَاوِم مُجَرَّد شِبْه الشَّر وَيُقَاوِم المَشَاعِر مِنْ البِدَايَة وَلاَ يَتَدَرَّج مَعَ العَدُّو لأِنَّهُ يَسْتَغِل نِقَاط فِيهَا إِحْتِيَاج .. أُنْظُر إِلَى تَجْرُبِة الخُبْز لَمَّا جَاعَ يَسُوع .. وَشَاوُل حِينَمَا إِحْتَار لَجَأ إِلَى عَرَّافَة عِنْدَمَا إِحْتَاج ..وَضَعْت ثِقَتَك فِي العَدُّو المُضِل تِسْألُه وَتَأخُذ مَشُورْتُه ؟!! إِحْذَر أنْ تَسْقُط فِي خِطَطُه وَأسَالِيبُه ..الَّذِي جَعَلَ الشَّعْب يَعْبُد العِجْل الذَّهَبِي رَغْم جُلُوسْهُمْ فِي حَضْرِة الله حِينَمَا تَأخَّر مُوسَى عَلَيْهِمْ هُوَ أنَّ العَدُّو غَلَبْهُمْ .. الشَّعْب الَّذِي أخْرَجُه الله مِنْ أرْض العُبُودِيَّة لِيُعْطِيهُمْ الوَصَايَا عَلَى الجَبَل !!! عَلَيْنَا أنْ نَكُون مُتَأكِدِينْ أنَّ الَّذِي غَلَبْ سَيَغْلِب فِينَا وَنَتَمَسَّك بِالإِنْجِيل وَبِالحَيَاة الأبَدِيَّة لأِنَّ الحَرْب لِلرَّبَّ وَالعَدُّو يُغَيِّر حِيَلُه حَتَّى يُسْقِطْنَا وَنَحْنُ سَنُجَاهِد حَتَّى الدَّم وَلاَ نَكُفْ حَتَّى نَنْتَصِر عَلِيه . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشيطان يغير خططه |
الشيطان يغير خططه |
الشيطان يغير خططه |
الوقت الذي يغير الناس قد لا يغير الصورة التي احتفظنا بها لهم |
الشيطان يغير خططه |