|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوطن ترصد روايات الحادث الإرهابي من داخل مستشفى العريش مجند شاهد الموت: الضرب ساعة الإفطار والفاعلون ملثمون يرتدون ملابس سوداء احداث رفح هي مستشفى على خط النار دائما، تعيش حالة طوارئ مستمرة، لا تخلو من أصوات التأوهات، وأغلب روادها مصابون بطلقات نارية، قربها من الحدود الفلسطينية جعلها مستشفى ميداني في حالة تأهب لا تهدأ؛ حيث عاشت مستشفى العريش العام ليلة دامية، أمس الأول، لم تشهدها منذ أحداث ثورة 25 يناير، على حد تعبير الدكتور سامي أنور، مدير مستشفى العريش العام، فمع دقات الساعة الثامنة مساء انهالت جثث شهداء الهجوم على نقطة تمركز مجندين قوات الجيش، والعديد من القتلى والجرحى، ساعات من الرعب قضاها العاملون والمرضى والمرافقون لهم، على حد السواء داخل دهاليز المستشفى التي تضم 5 طوابق بأقسام مختلفة، للجراحة والولادة والباطنة وأقسام أخرى. ترصد "الوطن" من داخل مستشفى العريش العام روايات شهود عيان عن الواقعة. يقص البداية الطبيب حياء الدين حسن، ويؤكد أنه في تمام الساعة الثامنة والنصف، سمع كافة العاملين بالمستشفى دوي "سارينة" سيارات الإسعاف أمام قسم الاستقبال، فهرعوا نحو باب المستشفى ليستقبلوا الجرحى، ليداوهم، في الوقت ذاته ينتشر الذعر في المستشفى وينتشر الخبر في أرجائها، بوقوع قتلى من الجيش في اشتباكات، يتجه المرافقون للمرضى إلى مكان الاستقبال، تبدأ الحالات في النزول من سيارات الإسعاف، يصفها "حسن" بالمجزرة البشرية، قائلا "شاهدت مناظر لم أرها في حياتي رغم أنني أعمل في مجال الطب منذ 30 عاما، شاهدت جثث مهشمة مقتولة بسبب تلقيها أعيرة نارية في البطن والرقبة، ومناطق عديدة بالرأس، ووصل لاستقبال المستشفى 15 شهيدا وقع عليهم الفحص الطبي السريع للتأكد من وفاتهم، ثم أودعوا بمشرحة المستشفى. ويستكمل حسن، المذهل في كل الحالات، أن متوسط عدد الأعيرة في جثامين الشهداء من 5 إلى 10 أعيرة، بجانب وجود تهتكات في الرأس وبعض مناطق الجسم قد تكون ناتجة عن اصطدام بسطح صلب. وفيما يتعلق بالمصابين، أكد أن كافة المصابين الذين وصلوا للمستشفى، تم تخديرهم على الفور، لاستخراج ما بهم من أعيرة نارية وإجراء عمليات استكشافية لمعرفة إذا كان هناك نزيف داخلي من عدمه، ولتشخيص الحالة على أكمل وجه، لم يستطع الحديث سوى جندي لم يصب بإصابات خطيرة، وخرج من عملية الهجوم آمنا، بخلاف بعض الإصابات السطحية، ولم يبق في الاستقبال وتم نقله في إحدى غرف المستشفى بقسم الجراحة. وأضاف أن هناك غرفة المجند الذي نجى من الرصاص المنهمر؛ حيث يحكي محمد محسن مرافق لأخيه الذي تعرض لأعمال بلطجة، لـ"لوطن" على لسان المجند، أنه دخل في حالة صدمة عصبية ونفسية شديدة إلى عنبر الجراحة وظل صامتا رغم الأسئلة المنهمرة عليه من الأصدقاء والزملاء في الوحدات الأخرى، عن كيفية وقوع الحادث، ولم يجبهم إلا بعد أن استقر قلبه وعلم أن الخطر قد زال، وهو حي يرزق الآن، ويضيف محسن "أول ما بدأ كلامه معنا قال الحمد لله أنا شفت الموت بعنيا، كنا قاعدين بنجهز الفطار في النقطة، ومستعدين لأذان المغرب، وأول ما أذن بدأنا نأكل، وبعد خمسة دقائق من الأذان، تركنا سلاحنا وفطرنا، وإحنا بنفطر سمعنا أصوات لسيارتين خارج المبنى اللي إحنا فيه تقترب أصوات السيارات منا، وفجأة وجدنا مجموعة من الناس الملثمين مرتدين ملابس سوداء، يقتحمون علينا المكان، ويطلقون علينا النار كلنا من غير تحديد أحد، تضرب بشكل عشوائي، وتخيلت أني خلاص هتقتل، والحمد لله ربنا نجاني". يحكي أيضا محمد عن مشاهد قاسية، فيروي أن إحدى الحالات التي رأها ليلة أول أمس، مجند محمول على الإسعاف، به ثقب في بطنه، من كثرة الرصاص الذي وجه إلى بطنه، كما رأى إحدى ذراعيه مفتكة. من جانبه، أكد الدكتور سامي أنور، مدير مستشفى العريش العام، أن المستشفى تلقت أربع حالات مصابين في الأول، ثم حالتين ثم حالة أخيرة، كان هناك ثلاثة حالات من السبع حالات التي استقبلتهم المستشفى وأحالتهم إلى مستشفى المعادي العسكري. ويضيف "أنور" بمجرد أن انتشر خبر قتل الجنود، وانهالت على المستشفى مئات طلب التبرعات بالدم، وامتلأت ساحت المستشفى الخارجية وخصصت 7 سيارات إسعاف لتلقي تبرعات الدم في الوقت ذاته. ويكمل، بعد هدوء الوضع ومعرفة القتلى وتحويل الحالات الحرجة، جاءتنا أوامر بتجهيز الجثث، تمهيدا لنقلها إلى القاهرة، وبناء على عليه تم تسليمها إلى قوات الجيش. من جهة أخرى، ينتقل مدير المستشفى، للحديث عن أزمة مستشفى العريش لأنها تواجه ظروفا صعبة من ضعف في الإمكانات وافتقاد لاحتياجات كثيرة ومتطلبات كي نرفع درجة الخدمة داخل المستشفى، ويضيف "مستشفى العريش العام أصبحت تتعامل مع حالات ذات طبيعة خاص مثل، القتلى بالرصاص والأعيرة النارية. كما أن لها تاريخ مع الحروب والاشتباكات مثل حرب غزة 2008 وأحداث ثورة 25 يناير ومحاولة اقتحام قسم ثاني العريش وغيرها، لذلك لابد من توفير كافة الإمكانات لأننا معرضون لكوارث كل يوم. الوطن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|