رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يظن كثيرون أن تعب الأعصاب خاص فقط بخطية الغضب، على اعتبار أن النرفزة مشتقة من كلمة Nerve بمعنى غضب. على أن هناك أسباباً كثيرة لتعب الأعصاب نذكر منها: + فربما يكون سبب تعب الأعصاب مرض جسدي. فأحياناً يحدث أن بعض العظام في الجسد تضغط على أحد الأعصاب، كما يحدث في بعض أمراض العمود الفقري، إذ يضغط العظم على الـ Sciatic Nerve، فيشعر المريض بألم وتعب في أعصابه. + ويحدث أيضاً أن يكون الإنسان مرهقاً جداً من التعب، وفي حاجة إلى الراحة أو إلى النوم. وتكون أعصابه غير محتملة أي نوع من الجدل. وتكون المناقشة معه في هذه الحالة عبارة عن ضغط على أعصابه قد لا يحتمله، ويظهر أمام غيره أنه ضيق الصدر! لذلك نصيحتي لكل زوجة أنها لا تضغط على زوجها في مناقشة وهو مُرهق، وأيضاً لا تلح عليه وهو قي مثل هذه الحالة. فإن تعبت أعصابه من الجدل أو الإلحاح، وثار عليها أو إنتهرها أو رفض الحديث معها، فلا تتهمه بشدة أو جفاء. إنما تلوم نفسها لأنها كلمته في وقت غير مناسب وهو مُرهق عصبياً. + إن اللَّه ـ تبارك اسمه ـ يعرف مضار الإرهاق وحاجة الجسد إلى راحة، ولذلك منحنا يوم راحة في الأسبوع. + كذلك مِمَّأ يُتعب الأعصاب أكل لحوم لا يزال فيها شيء من الدم. فالذي يأكل لحماً بدمه، تكون أعصابه أكثر إثارة. صدقوني حتى الوحوش أيضاً من آكلة اللحوم، يحرص المشرفون عليها في حديقة الحيوان أن يُقدِّموا لها لحوماً مسلوقة ليأكلوها. فإن أكلوا لحماً بدمه، من السهل أن يزدادوا وحشية. + هناك أيضاً ألوان لها علاقة بالأعصاب، كاللون الأحمر مثلاً. أمَّا اللون الأخضر فهو مهدئ للأعصاب. لذلك تحرص بعض الدول على أن تكون المناطق السكنية مُحاطة بمساحات خضراء green areaبالإضافة إلى فوائدها الأخرى. + نلاحظ أيضاً أن الموسيقي على أنواع: منها ما هو مهدئي وما هو مسئي. وقد كان الموسيقي الشهير بيتهوفن يستطيع أن يعزف لحناً يجعل السامع يُثار وآخر يهدئه. وهكذا يتلاعب بمشاعره كما يشاء. ومن المعروف أن موسيقى الجيش تلهب المشاعر وتثير العواطف، وتوقظ الأعصاب وتشدها ... فاختر لنفسك لوناً من الموسيقى يشيع الهدوء في نفسك. كذلك يمكننا أن نقول أن نوع الطباع له تأثير على الأعصاب: فعُلماء النفس يقسمون الطباع إلى أنواع: الناري، والهوائي، والترابي، والمائي. فالنوع الناري هو أكثرها ثورة وجرأة وإنفعالاً، وأقربها إلى الإثارة والإستثارة. وليس هذا الأمر خاص بالأفراد فقط، إنما حتى بالشعوب. فيُقال إن الشعب الفلان الفلاني بارد بطبعه. حتى في فكاهاته، تكون فكاهاته باردة أيضاً! ويقولون عن شعب آخر أنه (زربون) أي يثور بسرعة. لذلك بحسب نوعية الطبع تكون الأعصاب في تعبها وراحتها. + مِمَّا يؤثِّر على تعب الأعصاب أيضاً أخطاء الآخرين التي قد تثير الأعصاب أو تتعبها. ومنها الكلام المُتعب، وهو على أنواع: فيه إطالة الكلام بدون داع، بطريقة مُملَّة تتعب الأعصاب. أو التكرار مما لا يحتمله الذهن أو كثرة المقدمات دون الدخول في الموضوع إلا بعد إرهاق السامع. أو شرح الشيء المفهوم والواضح. كما لو كان المُتكلِّم يتهم السامع بضيق الفكر. + وليس كل إنساناً سهلاً في مناقشاته. فهناك نوع من النقاش مثير للأعصاب. منه المغالطة في الكلام (المقاومة). وإصرار المُتكلِّم على ترجيح رأيه مهما كان مخطئاً! وهنا يدخل في لون من المغالطة غير المقبولة. وقد يمتزج في الجدل بالكذب واختلاق الأسباب. + ومن أسباب تعب الأعصاب الإهانة التي تصدر من الآخرين، وبخاصة إذا كانت ضد إنسان مُتمسِّك بكرامته. ويدخل في موضوع الإهانة الإتهام الظالم والكلام الموجع. وقد تكون الاهانة على شكل نوع من المزاح الثقيل، الذى يخرج عن حدود المزاح إلى لون من الإستهزاء أو التحقير أو الإستهانة بكرامة السامع. ورُبَّما تكون الإهانة بغير كلام، بالحركات أو الإشارة أو الملامح. + ومِمَّا يثير الأعصاب أيضاً الإحراج. وقد يكون ذلك بتقديم سؤال صعب الإجابة، أو بمحاولة جر السامع إلى موضوع لا يريد الحديث فيه، أو يحرجه الخوض فيه. وقد يكون الإحراج بكشف أسراره أو أخباره. ويزداد الإحراج فى اتعاب الأعصاب، إن كان مقصوداًً، أو أمام مجموعة معينة يجرحه الإحراج أمامها. + ومن أسباب تعب الأعصاب العناد. سواء بمخالفة أمر، أو باستمرار العصيان. أو إن وصل الأمر إلى جو من التمرد والعناد المقصود، أو التحدى والاستهانة. + ومما يتعب الأعصاب جو النكد، وبخاصة لو إزداد أو استمر. ويشبه الشخص النكدى إلى حد ما الشخص الكشرى الذى لا تستريح الأعصاب إلى مجرد رؤية ملامحه. + وتتعب الأعصاب أيضاً كثرة الأحزان والضيقات. وأيضاً معاملة الاضطهاد من الغير، وبخاصة لو كان مقصوداً أو مستمراً. وهكذا تتعب الأعصاب عموماً: الضغوط الخارجية التى ضد ضمير الإنسان أو حريته، أو ضد إمكانياته فى التنفيذ. ومنها الإلحاح فهو يتعب الأعصاب باعتباره لوناً آخر من الضغوط. + ومما يتعب الأعصاب أيضاً التسلط، سواء فى محيط الأسرة أو العمل. فالزوجة مثلاً تتعب أعصابها من الزوج المتسلط الذى يحد حريتها ويقيدها. كذلك يتعب الأعصاب التعامل مع رئيس متسلط، لا يعط حرية للحركة. ويريد أن يكون كل شئ بأذن وبتصريح منه. + نذكر أيضاً فى تعب الأعصاب: متاعب الأذكياء. فللاذكياء مستوى مرتفع فى العقل والتصرف. قد يتعب أعصابهم الأصطدام بمستوى أقل منهم بكثير. كأن يتعاملون مع شخص بطئ الفهم، أو عديم الفهم، أو سيئ التصرف فإن أخطأ فى الفهم أو فى التنفيذ، نرى بعضاً من الأذكياء يكثرون الانتهار لمساعديهم أو العاملين تحت قيادتهم... وهؤلاء أيضاً تتعب أعصابهم من أوامر الأذكياء ومن ردود فعلهم. نلاحظ أيضاً أن الشخص الذى يتعب عصبياً قد ينقل تعبه إلى غيره بالعدوى. كما أن معاشرة الهادئين قد تنقل هدوئهم إلى معاشريهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|