التجديف على الروح القدس فلن يُغفَر للناس
إنجيل القديس لوقا 12 / 10 – 12
قال الرب يسوع: “مَنْ قالَ كَلِمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَهُ، وأمَّا مَنْ جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفَرُ لَهُ. وعِندَما تُساقونَ إلى المَجامِعِ والحُكَّامِ وأصحابِ السُّلطَةِ، فلا يَهُمُّكُم كيفَ تُدافِعونَ عَنْ أنفُسِكُم أو ماذا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُلهِمُكُم في تِلكَ السّاعَةِ ما يَجبُ أنْ تقولوا.” التأمل: “مَنْ جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفَرُ لَهُ…”
إستمعت الى من جدّف عليك لا بل تحدّاك وأنزلك الى مستوى وضيع جداً، وشاهدت بأم العين آخرته، كيف سمّرته الأيام وجمّده صمت الزمان…
التقيت بمن عاين معجزاتك وخاف أن تمتلك قلوب الناس فاستخف بك وقال أنك “بعل زبول”، وأنك من التاريخ تقبع في عقول العجزة وحكايات الاطفال، وشاهدت بأم العين كيف انسحبت نظريات الإلحاد وانهارت جبال جليدها وذابت تحت غمام وداعتك…
عاشرت من يجدّف على الروح القدس، من لا يصدق رسائل الحب المرصعة بدماء القديسين، ويتصدّى دائماً لعمل النعمة ويشكك بإلهامات الروح ويسخّف تألق الايمان عبر العصور ويغلق بارادته كل أبواب الرحمة والغفران… بالامس دُفن بإلحاده وكفره من أعلن يوماً أن الله مات منذ البدء…
أعترف لك يا رب في هذا الصباح، أنًّ في داخلي غليان معارك، لا بل صراع مستمر بين ثماري الشهية، الطيبة والصالحة، وثماري الرديئة والفاسدة، أعبر عن ذاك الغليان وتلك المعركة بما يخرج من فمي ويترجم في سلوكي.
أعترف لك يا رب أني أفسدتُ ما زرعتَ في داخلي من جمال بقطرات سمّ صغيرة استقيتها من العالم… وأكافح ليل نهار كي أحظى بنعمة الشفاء لتكون كلمتي ثمار زرعك شهيّة كشهد عسل ونقية كعين ماء على رأس جبل بعيدة عن تلوّث العالم…
أعطني يا رب قلباً تائباً يضخّ في عروقي نعمة روحك القدوس، يترجمها لساني بكلمات طَيِّبَة تطيّب جروح من يسمعها وتشفي قساوة قلوبهم من غضب الالحاد ودناسة التجديف، فيعملون بالهامات روحك القدوس ويتجدد وجه الارض. آمين.