رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حبة الحنطة (2)
في الإرشاد الروحي الأب متى المسكين “إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها“ يوحنا 12 : 24 وهكذا تصبح الحياة كلها بكل أعمالها ومسئولياتها الكبيرة والصغيرة والمختصة بالناس أو بالله وقفاً على نفس الإنسان. حيث لا يحصد منها الإنسان في النهاية إلا حفنة من التراب. أما النفس بعد كل هذا الجهاد والعناء فمآلها إلى الهلاك, لأنها تكون قد استوفت مجدها الدنيوي وملذاتها الترابية, فتُحرم من الحياة الأبدية ومجد الله: “الذي يزرع لجسده, فمن الجسد يحصد فساداً“ (غل 8:6). لهذا يقف المسيح إزاء النفس الجسدية وقفة حازمة أشد من الحزم وقاطعة أشد من القطع: – “من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية“ (يو 25:12). وهكذا يصور المسيح إن“النفس“ عدو حقيقى, بل هى العدو الوحيد الذى يقف ضد خلاص الانسان وعبوره إلى الحياة الأبدية. فالمسيح أمرنا ببغضة النفس، لأنه يعلم إن بغضة الإنسان لذاته هى المدخل الوحيد إلى أعماق الروح. النفس (الذات) غلاف معتم يحجز الروح عن ممارسة أعمال الله ممارسة نقية مثيرة لنمو الإنسان الجديد الروحانى وإتصاله الدائم بالله، لحساب الحياة الأبدية. فإما تتسلط النفس وتستقطب كل نشاط الإنسان فى كل مجالاته الجسدية والنفسية والروحية، وحينئذ يبقى الروح القدس داخل روح الإنسان محبوساً ومطفأً, وإما يقمع الإنسان الجسد والشهوات ويضبط النفس ويجردها من كل سلطانها ويحطها بيديه إلى التراب, وحينئذ ينشط الروح القدس ويتلألأ, وتنبثق روح الإنسان من خلال عتمة الجسد والنفس لتمارس أعمال النور وتبتهج بخلاصها وتحيا لله. فإما حرية للجسد ومعها حرية للنفس, والإثنان يسوقان الإنسان إلى الفساد والخطيئة والهلاك الأبدى، وإما تقييد وقمع وسحق لكل حرية تسوق للفساد والخطيئة فيتحرر الروح وينطلق ليضىء. لا يمكن الجمع بين حرية النفس المتعاهدة مع الجسد، وبين حرية الروح المتحدة بالروح القدس. لابد وان يتوقف الانسان العتيق عن نشاطه المفسد وعن حريته التى تؤول حتماً إلى الخطيئة ، لكى ينشط الانسان الجديد المخلوق بحسب الله ليعيش حسب الله فى القداسة والحق. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حبة الحنطة (1) |
حبة الحنطة |
حبة الحنطة |
حبه الحنطة |
حبة الحنطة |