رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ
إنجيل القدّيس متّى 12 / 14 – 21 خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه. وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا، وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه، لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا: «هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر. وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.» التأمل: “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ…” “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر..” استعمل المسافرون في الصحراء القصبة ليتكئوا عليها في مسيرتهم فهي خفيفة وسهلة الاستخدام. وإذا تلقت رضة قوية لا تنكسر ولكنها تصبح غير صالحة وقد تجرح صاحبها اذا استمر بحملها، لذلك يرميها من يده ويكمل مسيرته.. القصبة المرضوضة تشبه الانسان الذي “عطبته” الخطيئة وجرحته وحطمت كرامته، ولكن الرب لا يرميه خارجاً بل يحنو عليه ويحمله بوداعة وهدوء مع الكثير من العناية والرفق والحب.. ويسنده بكل قوته حتى يستقيم ويصل الى الخلاص.. “وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ …” الفتيل مصنوعٌ من الكتان على شكل خيطٍ يوضع في وعاءٍ مملوء بالزيت، يُضاء عند المساء ليكسر عتمة الليل. لكن عندما يُستهلك الزيت ويجف من الوعاء ولا يبقى منه سوى القليل، يصعد منه دخانٌ يزعج صاحبه، الذي يلجأ فوراً الى إطفائه. الفتيل المدخن يشبه الشخص الذي استهلك النعمة في المعاصي، ولكن الرب يسوع يصبر عليه وينظر الى القليل من النعمة التي بقيت فيه، ولو كانت غير قابلة للحياة، ويملأه من ذاته حباً ورجاءً بدل اليأس الذي يُطفىء ما فيه من نور.. يسوع الخادم المحبوب “يشجع صغار النفوس، يسند الضعفاء، يتأنى على الجميع” (1 تس 5: 14) إِلى أَنْ “يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر”.. “يا رب هب لي أن تكون سقطات كل إنسان أمامي، حتى احتملها معه، ولا انتهره في كبرياء، بل أحزن وأبكي. ففي بكائي من أجل الآخرين أبكي على نفسي، قائلًا: “هم أكثر برارة مني” (تك 28: 26).(القديس أمبروسيوس). آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|