رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استشهاد الأنبا موسى الأسود
استشهاد القديس الأنبا موسى الأسود، قديس دير البراموس القوي. ويعتبر القديس القوي الأنبا موسي الأسود من أشهر قديسي التوبة؛ فهو رمز قوي للتحول الكامل من حياة الشر والجريمة إلى حياة الطهارة والنقاوة. كان في حياته الأولى عبدا لقوم يعبدون الشمس جبارا قويا كثير الإفراط في الأكل وشرب الخمر يقتل ويسرق ويعمل الشر ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعانده، وكان في أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلا: " أيتها الشمس إن كنت أنت الإله فعرفيني" ثم يقول "وأنت أيها الإله الذي لا أعرفه عرفني ذاتك" فسمع يوما من يقول له: "أن رهبان وادي النطرون يعرفون الله فاذهب إليهم وهم يعرفونك" فقام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية. فالتقي بالقديس ايسيذوروس القس، الذي لما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلا إنه إنما أتي إليهم ليعرفوه الإله فأتي به إلى القديس مقاريوس الكبير وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبا وأسكنه في البرية فاندفع القديس موسى في عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الآكل والشرب وغير ذلك فيخبر القديس ايسيذوروس بذلك فكان يعزيه ويعلمه كيف يعمل ليتغلب على حيل الشيطان ويروي عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذي كان يحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة في الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة في رجله أقعدته وطرحته مريضا.. ولما علم أنها من حرب الشيطان ازداد في نسكه وعبادته حتى صار جسده كخشبة محروقة فنظر الرب إلى صبره وأبرأه من علته وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله ثم بعد زمان اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم وانتخبوه ليرسموه قسا.. ولما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يجربه فقال للشيوخ: "من ذا الذي أتي بهذا الأسود إلى هنا.. اطردوه "فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه: "حسنا عملوا بك يا أسود اللون" غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له: "يا موسى لقد صرت الآن كلك أبيض". واتفق أن مضى مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير فقال القديس مقاريوس: "أني أري فيكم واحدا له إكليل الشهادة " فأجابه القديس موسى لعلي أنا هو لأنه مكتوب: من قتل بالسيف فبالسيف يقتل "ولما عاد إلى ديره لم يلبث طويلا حتى هجم البربر على الدير. فقال حينئذ للأخوة الذين كانوا عنده:" من شاء منكم أن يهرب فليهرب " فقالوا له: "وأنت يا أبانا لماذا لا تهرب ؟" فقال: " أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين" ودخل البربر فقتلوه وسبعة أخوة كانوا معه غير أن أحد الأخوة اختفى وراء حصير.. فرأى ملاك الرب وبيده إكليل وهو واقف ينتظره فلم يلبث أن خرج مسرعا إلى البربر فقتلوه أيضا، يوم 24 بـؤونة من الشهر القبطي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|