منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 06 - 2020, 12:27 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,510

واليوم سنتقابل مع...

** اسحق ورفقة**....
*عندما نقرأ قصة أبينا إبراهيم، نرى أنفسنا إزاء عملاق من عمالقة العصور، وبطل من أبطال الإيمان ، ورجل من أعظم رجال التاريخ...

*فإننا عندما نتحول فجأة إلى ابنه إسحق، سنجد أنفسنا إزاء رجل آخر يختلف تمام الاختلاف عن أبيه، فإذا كان أبوه يتسم بالحركة، فإن الابن يميل إلى السكون...

*وإذا كان إبراهيم أظهر في الإقدام والجسارة..
فإن إسحق يميل إلى الهدوء ...

*وإذا كان أبراهيم نموذجاً غير عادي لمن يطلق من بني البشر، فإن إسحق أقرب إلى الإنسان العادي الذي نكاد نلاقيه بين عامة الشعب...

*وإذا كان أبراهيم يكشف في مجمل حياته عن "الصداقة الكريمة المتعمقة مع الله"

*فإن السمة البارزة في حياة إسحق، هي سمة "السلام" فهو الإنسان الهاديء الذي يحب السلام، وينشده من كل وجه، وهو الذي يرغب دائماً في الجلسات الهادئة دون معكر أو منازع،..

*ولذا يحسن أن نتحدث معه فهيا بنا أصدقاء إتبعونى...

**إسحق ***

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (اسحق  ورفقة)

إن الصورة التى رسمها الكتاب المقدس عنى قد تعطيكم إنطباع، بأننى الإنسان الضعيف البنية، وربما نشأ هذا فى ذهن الكثيرين من المفسرين لمجيئ المتأخر من أبوين مسنين، إذ كنت ابن الشيخوخة، ولست كما وصف يعقوب رأوبين: "أنت بكرى قوتى وأول قدرتى فضل الرفعة وفضل العز"..

*ولعل الذى زاد هذا التصور عند البعض القول الذى ورد في رسالة غلاطية عن علاقتى بأخى إسماعيل "ولكن كما كان حينئذ الذة ولد حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح، هكذا الآن أيضاً" ومن المعلوم أن أخى كان أوفر قوة، وأصح بدناً، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه،..

حقا يا أبى إسحق لا يجب أن نقارنك به من الناحية البدنية، والذى كنت تقع دائماً تحت سطوته ورهبته إلى الدرجة التى أصرت معها سارة على طرد هاجر وابنها، الأمر الذى ساء فى عينى أبينا إبراهيم واستجاب له عن ضيق وألم واضطرار.

* وقد يكون هذا الاضطهاد المبكر، من الوجهة البشرية الخالصة، هو الذى أورثنى نوعاً من الحياة الانطوائية المنعزلة، فأنا لست الإنسان الذى يتفتح قلبه للجلسات مع المجتمع الصاخب حوله كما إننى لست الإنسان الذى يهرع إلى الناس، يبادلهم الزيارة والحديث والتعامل والضجيج، بل هو على العكس من الصبح الباكر فى حياتى، كنت إنسان أأنس إلى الوحدة، وألوذ بها..

*لقد كنت منعزلاً ولكننى كنت ابناً لله، لقد كنت أتمشى مع الله فى سفوح الجبال، وكأنما الطبيعة كلها قد تحولت عندى إلى هيكل أو محراب لله..

*ولعله مما يجدر ذكره أن رفقة رأتنى لأول مرة عندما "خرجت لأتأمل فى الحقل عند إقبال المساء"..

وهكذا كنت على الدوام فى الحقل أو الصحراء، فى المساء أو الشروق،كنت ذلك الإنسان المتأمل الذى ينصت فى السكينة إلى صوت الله، ويتحدث في عمق وهدوء وتأمل إلى سامع الصلاة الذى يأتى إليه كل بشر....

*كنت إنسان هادىء وساكن وأفضل الوحدة والعزلة والإنصات والتأمل، وكنت أقرب إلى الله منى إلى الناس....

* و فى كل الحالات الإنسان الذى يؤثر الهدوء، ويغرى بالسكينة، ويمتلىء فرحاً بالنسمة الهادئة، والجدول الرقراق، والعصفور الصغير الذى يزقزق فى عشه من غير خوف أو فزع أو اضطراب،..

*هل كان عنف أخيك هو الذى حبب إليك الحياة الهادئة من مطلع العمر؟ أم أنك ورثت الهدوء عن أمك، وكنت أقرب فى طباعك إلى هذه الأم ؟

*نعم لقد أعجبت بالحياة الساكنة الهادئة لأمى سارة ، لقد كانتأمى هى حضنى الهادىء الآمن الذى ألوذ به من عنف أخى وقسوته وشراسته، وأن هذا الفارق البعيد بين دعة أمى، وعنف أخى هو الذى جعلنى أتشبث بالسلام، ووأهرع إليه، وأحبه، وأنشده طالما وجدت السبيل إلى ذلك، فى رحلتى التى طالت إلى المائة والثمانين من عمرى بين الناس....

*إسحق وقصة السلام مع الناس*
وربما نستطيع أن نفهم قصة إسحق مع السلام في علاقته بأقرب الناس إليه وأبعدهم عنه، إذا سرنا وإياها مع التتابع الزمنى...

*إسحق وأخوه*
*كان اسماعيل أخى الأكبر قبلة النظر ومحط الآمال، عندما جاء مولوداً من هاجر الجارية المصرية، وكان –كما أشرت ، قوى البنية،ومن غير المتصور أن يقبل التزحزح إلى الظل عند مولدى ، ومن ثم كان لابد أن يظهر بطبيعته البطاشة وذراعه القوى، تجاه من هو أصغر منه وأضعف،..

*ولم تقبل أمى الحبيبة سارة هذا الوضع أو تحتمله على الإطلاق، فأجبرت أبى إبراهيم على طرد الجارية وابنها،..

وكانت العزلة الواسعة بيننا شديدة الوقع على نفس أبى إبراهيم، لكنه يبدو أنه أنصت إلى صوت الله فى الأمر، ولعل هذا هو الذى خفف وقعها، وهون أمرها، وسار كل منا فى طريقه مع الحياة وكانت العزلة ونحن ندرى او لا ندرى هى السبيل الأصلح والأنجح لحفظ السلام بيننا،..

*فإذا كان المزاح الأول، والاضطهاد الأول، ونحن صبيان هو الذى شجع فى داخلى الرغبة الانطوائية المسالمة التى صاحبتنى حياتى كلها، فإن الفرقة بيننا كانت ولا شك أصلح الطرق وأفضلها، فى القضاء على كل نزاع يمكن أن يثور بين أخوين يجمعهما بيت واحد وأسرة واحدة، ومكان واحد مثلنا...
يسهل أن يتطاير فيه لأتفه الأمور، وأقل الأسباب....

*إن الكثيرين تحت العاطفة أو المشاعر، لا يستطيعون تطويق النزاع بين أخوين أو قريبين، بمثل هذا الحل من التفريق بينهما...

*لكن إبراهيم أدركه كالحل الوحيد في المنازعة مع لوط يوم قال له: "لا تكن مخاصمة بينى وبينك وبين رعاتى ورعاتك لأننا نحن أخوان، أليست كل الأرض أمامك، اعتزل عنى إن ذهبت شمالاً فأنا يميناً وإن يميناً فأنا شمالاً"..

**إسحق وأبوه**
كنت من يوم مولدى الشمعة المنيرة المضيئة فى بيت أبى كنت كما أطلق على "ضحك" البيت ومسرته وبهجته، ولا أحسب أنه فى يوم من الأيام سببت لأبوى تعباً أو مشقة أو ألماً أو ضيقاً بأية صورة من الصور...

* كنت أنشودة السلام فى هذا البيت القديم العظيم، على أنكم لا تستطيعون أن تروننى فى أروع مظهر من مظاهر السلام، إذا لم تروننى أو يعرفوننى فوق جبل المريا مع أبى إبراهيم.
كنت فى ذلك التاريخ فى الخامسة والعشرين من
عمرى شاب فى ريعان الصبا وأوج الشباب

**وسأروى لكم الحوار بينى وبين أبى إبراهيم بعد أن بنينا المذبح الذى نوى أن أبى أن يقدمنى محرقة عليه...

***قال أبى " ولدى إسحق : لقد رفعت من أجلك صلوات متعددة حتى جئت ابناً لى، ومنذ ذلك التاريخ كانت مشيئة الله أن أكون أباك، والآن إنها مشيئته أن أقدمك له، ‎.ولنحمل يا بنى هذا التكريس بذهن متفتح، إذ يلزم يا ابنى أن تموت، وليس بطريق من طرق الموت العادى، ولكن الله يريدك ذبيحة له، أنا أعتقد أنه يراك جديراً بأن تخرج من هذا العالم، لا بالمرض أو الحرب، أو بأى وسيلة أخرى قاسية، بل سيقبلك بالصلاة وعلى مذبحه المقدس
وسيجعلك قريباً منه...

**وأجبته بكل طاعة أبى الحبيب إبراهيم أنا لست أهلاً للحياة،ولن أخذل إرادة الله وإرادتك يا أبى ، بل سأنفذ إرادة الله

وصعدت بنبل فى أروع تكريس على المذبح مجهزاً عنقى لطعنة أبيه..

*آه يا أبانا إسحق مع أنى أتفق مع الرسول بولس الرسول ، أن إبراهيم قدم ابنه وهو يعلم أنه سيذبحه، وبعد ذلك سيقوم من الأموات، كما جاء في الرسالة إلى أهل رومية،.

* لكن هذه الطاعة العظيمة تنسينا أن فضلك لا يقل عن فضل إبراهيم. ومن الواجب أن نراك هذا الشاب العظيم رمزاً للأعظم الذى سيأتى بعد ألفى عام ليصيح فى جسثيمانى"لتكن لا إرادتي بل إرادتك"..

*ونرى إسحق فوق المذبح في سلام الشهداء وعظمتهم، وأن السلام العميق الذى يربطه بالله حياً هو هو بعينه الذى يربطه به مذبوحاً وشهيداً،..

*وهو ليس فى كل الأحوال جهداً بشرياً أو شجاعة إنسانية، بل هو سلام روحانى سمائى يأتى في أدق الظروف وأرهبها وأتعسها على وجه الإطلاق، ...

*لقد تعلمت أن ينام هادئاً فوق المذبح، كما لو كنت فوق فراش من حرير ..
أليس يذكركم هذا بشئ يا أولادى؟؟؟

نعم يا أبانا يذكرنا هذا بالشونمية العظيمة، عندما فقدت ابنها، وأرسل إليشع غلامه يسألها "أسلام لك: أسلام لزوجك، أسلام للولد؟ فقالت سلام".. حقاً إنه سلام الله الذى يفوق كل عقل عرفه إبراهيم وعرفته فى أعظم امتحان لبشرى أمام الله..

*إن هذا السلام يتحقق فى العادة لمن يبلغون نقطة "التسليم التام" لله، التسليم الذى توثق فيه الذبيحة بربط إلى قرون المذبح...

*هذا التسليم الذى يصعد فيه الإنسان رغم قسوة الامتحان ودقته، بقدميه على المذبح مكتف اليدين والرجلين، مادا عنقه لما يقضى به الله ويأمر به، ولا حاجة إلى القول أنه سيكون على الدوام مصحوباً بالفرح والبهجة...

*إن أبى إبراهيم بعد أن قدم كبش الفداء، احتضننى ، وضمنى بقوة إلى صدره، وعاد كلانا أسعد اثنين على هذه الأرض، نتمتع ببهجة السلام الذى تموت فيه النفس عن كل رغبة فى الأرض. إلا بأن تعطى أولاً وأخيراً المجد لله...

*حدثنا يا أبانا عن أولادك*...

*إسحق وإبناه*

وهنا نأتى إلى المعاناة والاضطراب والعواصف التى عكرت الكثير من هذا السلام، ومن المؤسف أننى كنت الملوم الأول فى هذا الأمر، إذ غلب فهمى البشرى على إرادة الله
ومع أننى كنت أعلم وعد الله، عندما ذهبت رفقة وهى حبلى لتسأل الرب:

*"فقال لها الرب فى بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير".. وخرج الاثنان إلى العالم، وأحببت عيسو لأن فى فمه صيدا، وأما رفقة فكانت تحب يعقوب،كان كلا منا يحب كل واحد الشخص الذى يعتبر مكملاً لحياته، فأنا الهادى الوديع الساكن، كنت أميل إلى الابن الأشعر المهيب الطلعة الممتلىء الحركة، الذى تخشاه القبائل، وتحسب له ألف حساب وحساب.

* فى الوقت الذى كانت رفقة المتحركة المتحفزة تميل إلى الابن المطيع المحب الوادع، ‎ وأمعن كل منا فى التعبير عن حبه دون مبالاة أو تغطية أو تحفظ، ولم ندرى بذلك أننا نصنع الصدع أو الشرخ فى البيت، فى السلام الذى لا يمكن أن يتحقق على الإطلاق للأسرة المنقسمة على ذاتها، وما يتبع هذا الانقسام من فرقة وتحزب وتحيز. أجل..

*ولعله من الواجب أن أرفع هنا صوت التحذير، لكى يتعلم الأب أو الأم أنه إن عجز بينه وبين نفسه أن يميز ابناً عن آخر لما قد يكون في هذا الابن من السمات أو الصفات، ما يجعله أقرب أو أدنى إلى عواطفه وحبه ونفسه،..

*ترى هل أفسدت عيسو بهذه التربية المتحيزة المتميزة المدللة؟ وهل كان من المتعين أن يكون عيسو إنساناً آخر لو أن أباه اهتم برائحة حياته الروحية، قدر اهتمامه برائحة ثيابه الفاخرة التي تعود أن يشمها كلما جاءه الابن الأكبر بصيد دسم سمين؟..

*أنتم تظلموننى كثيراً إذ اتهمتونى بشهوة الطعام التى ضيعت كل شىء فى حياة عيسو، عندما أأخذ من يد ابنى بنهم كبير، وشهوة بالغة، مما صاد بسهمه وقوسه، من الصيد أو الطعام الذى كنت أحبه وأشتهيه،..

*ولكننا فى الوقت عينه وإن أخفى عنا قصد الله الذى أحب من البطن يعقوب وأبغض عيسو لا نملك إلا أن نلوم إلى درجة السخط إسحق الذى ترك الحبل على الغارب لابنه، ونسى النبوة الإلهية الخاصة به، حتى وصل عيسو إلى الوصف الرهيب القبيح الذى وصفه به كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لئلا يكون أحد زانياً, أو مستبيحاً كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته، فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع".

* لقد جاء إبنى عيسو إلى البيت بيهوديت ابنة بيرى الحثى، وبسمة بنت إيلون الحثى، زوجتيه اللتين أضحتا ينبوعاً من المرارة لرفقة ولى والبيت كله.....

أستأذنكم يا أولادى سأذهب للخيمة وأرسل لكم رفقة لعلكم تريدون الجلوس معها والتعرف عليها...

*آه يا أصدقاء إن قصة التوأمين هذه تزيد حيرتى ...
فإذا أضفنا إلى هذا كله قصة الصراع الرهيب المديد الطويل، الخفى حيناً، والظاهر أحياناً، حول البركة والبكورية، وما لحقهما من تهديد عيسو بقتل أخيه وغربة هذا الأخير لفترة ظن أول الأمر أنها لشهور قليلة، فإذا بها تطول إلى عشرين من الأعوام، ماتت أثناءها رفقة على الأغلب، وعاد يعقوب إلى أرضه ولو رحمة من الله وضمانه الأبدى، لهلك فى الطريق، وفى الصراع مع الأخ المتحفز المتربص، الذى لم يهدأ الثأر فى قلبه طوال هذه السنوات بأكملها.

* أجل وإنه لأمر مؤسف حقاً، أن الرجل الذى نجح فى السلام مع العالم الخارجى، كان فى حاجة إلى الصرخة القائلة: أيها الطبيب اشف نفسك، وحقق السلام قبل وبعد كل شىء بين ولديك التوأمين المتنازعين..

*نعم من الغريب أن الرجل الذى تعثر السلام فى بيته نجح أكبر النجاح مع العالم الخارجى، المتربص به، والمتحفز له، والذى كان من الوجهة البشرية الخالصة يمكنه أن يقضى عليه، ويأتى على كل ما يمتلك،..

*لقد كانت حياة إسحق فى مجملها حياة الإنسان الهادىء الطيب، وربما كانت طيبته المتزايدة نوعاً أكثر من مجرد المرونة المحبوبة التى ينبغى أن نتصف بها فى معاملة الناس،..

*أو إن شئنا الحقيقة كانت فى الكثير من المواطن نوعاً من الليونة التى تنتهى فى العادة إلى العكس مما يقصد صاحبها، ومن المؤكد أن إسحق كان من الممكن أن يكون أهنأ حالاً وأسعد بيتاً، لو أنه أخذ بيته بنوع من الحزم، لا يشجع استباحة عيسو، أو خداع يعقوب، أو استهانة الزوجة،..

*ولكنه وقد جبل على الوداعة والطيبة، شجع هذه الأطراف على أن تتصرف بما لا يليق من أفعال أو تصرفات..

*ومع ذلك فهذا الرجل المسالم أعطى أروع الأمثلة وأعظمها على القدرة التى يستطيع بها المؤمن أن يعيش فى وسط الوحوش والأشبال،..

* لقد أدرك إسحق أن الهدوء والأمن والسلام تسير أطرادا مع ثقته الموطدة والممكنة فى الله، فهو مثلاً على شفا الضياع إذ خاف وفزع وفعل ما فعله أبوه إذ زعم أن رفقة أخته، خوفاً من أن يقتلوه ويأخذوها لأنها كانت جميلة فاتنة حسنة المنظر،.

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (اسحق  ورفقة)

* وهو قوى إذا طرح الخوف، وآمن أن الله أقوى وأقدر من كل القوات التى تتربص به، وتتعرض له أو تحاول أن تنال منه بأية صورة من الصور،..

*وقد أكد الله هذا إذ ظهر له وشجعه وأعاد له العهد الذى سبق فأعطاه لإبراهيم أبيه، وإذ أراد الله أن يعطيه البرهان الفائق العظيم، باركه فى سنة المجاعة القاسية..

*"وزرع إسحق فى تلك الأرض فأصاب فى تلك السنة مائة ضعف" "وتعاظم الرجل وكان يتزايد فى التعاظم حتى صار عظيماً جداً" فإذا كان إسحق يريد أن يطمئن ويهدأ ويستريح فى النهار، وينام قرير العين فى الليل، فلن يكون ذلك إلا بشىء واحد ألا وهو التأكد بأن الذى معه أقوى من الذى عليه، وأن العين التى تحرسه لا تنعس أو تنام، فى الوقت الذى تغفو أو لا تغفو عيون الناس المتربصة به، الحاسدة له، والراغبة كل الرغبة فى الإيقاع به والقضاء عليه،..

*كان الذين حول إسحق وحوشاً ازدادت قسوتهم ووحشيتهم لأن إسحق، دائماً ينجح وهم فاشلون، وإسحق دائماً يتعاظم وهم متهاونون، وإسحق فى وقت الجدب والمجاعة يزرع ويحصد مائة ضعف وهم يزرعون وتجف مزارعهم ويتحول ما يزرعون إلى عصافة تدفعها العواصف وتذروها الرياح...

* وإسحق يربى الماشية فتتوالد وتتكاثر، وهم يربون ومواشيهم تضمر وتموت، وإسحق يحفر آبار فتنفجر وتروى، وهم يحفرون فلا يجدون إلا رمالاً وجفافاً، وخيبة أمل فيما يحفرون، فإذا ضاقوا بجهدهم وحسدهم، فما أسهل أو أيسر عليهم إلا فى المشاكسة والمنازعة والخصومة، فإذا بهم يطمون الآبار التى حفرها أو يغتصبونها، وينازعون فى حقه فيها، ويتحرشون به، لعلهم يجرونه إلى المصارعة والمنازلة عليها،..

*والرجل مع ذلك هادىء قرير، لم يخرجه الاستفزاز يوماً عن طوره، أو الظلم عن طبع السلامة والمسالمة فيه،..

*وهو أشبه الكل بالولد الصغير أمام الأسد المتوحش المحبوس فى قفصه لأنه يعلم علم اليقين أنه الأقوى والأعظم بربه وسيده ومخلصه وفاديه،فإذا نازعوه فى مرعى، فإن ‎الأرض واسعة ومراعي الله الأخرى في كل مكان،.. وإذا طموا له بئراً، فإن الله سيعطيه غيرها آباراً، فليترك البئر "عسق" بئر المنازعة، ويترك البئر "سطنه" بئر المخاصمة لأن الله سيعطيه بئر "رحوبوت" حيث يمكنه أن يقول: "إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض" ثم بئر "شبعة" التى تزيد شبعاً ورياً، حيث يعطيه الله الفيض الذي لا يمكن أن يحجزه الإنسان...

*فإذا كان الإنسان يحقد أو يحسد، فإن إسحق المسالم قد وجد الحل الأعظم والأمثل للحقد أو الحسد، إذ أنه يحول قضيته من الإنسان إلى الله، ومن حقد البشر إلى عدالة الله، ومهما كان الإنسان عنيفاً...

* فإن الخصومة فى العادة تحتاج إلى طرفين، فإذا تعدى أحد الطرفين ورفض الآخر أن يرد العداء أو يقاوم الشر، فإن المعتدى لا يمكن أن يستمر في شره وعدائه، وتخف أو تموت حدة النزاع مهما بدأت عنيفة شرسة مخيفة قوية، بل فى أغلب الحالات تنتهى إلى المصالحة والسلام،..

*كان إسحق رائداً من أقدم الرواد وأعظمهم فى هذا السبيل، وهو الرائد الذى انتصر آخر الأمر عندما سعى إليه أبيمالك وأحزات من أصحابه وفيكول رئيس جيشه، فقال لهم إسحق: ما بالكم أتيتم إلى وأنتم قد أبغضتمونى وصرفتمونى من عندكم، فقالوا إننا قد رأينا أن الرب كان معك، فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك ونقطع معك عهداً أن لا تصنع بنا شراً كما لم نمسك وكما لم نصنع معك إلا خيراً، وصرفناك بسلام...

* أنت الآن مبارك الرب فصنع لهم ضيافة فأكوا وشربوا ثم بكروا فى الغد وحلفوا بعضهم لبعض وصرفهم إسحق فمضوا من عنده بسلام. وحدث في ذلك اليوم أن عبيد إسحق جاءوا وأخبروه عن البئر التى حفروا وقالوا له قد وجدنا ماء فدعاها سبعة لذلك اسم المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم..

* والحق أن هذه البئر ليست مصادفة أن تفجر ماءها في اليوم الذي يتعاهد فيه إسحق مع أبيمالك على السلام.. إذ هى فى الحقيقة مكافأة الله وجزاؤه لصانعى السلام، ومحبيه بين الناس فى كل مكان وزمان، على توالى العصور وامتداد الأجيال....

*إن مقاومة الشر بالشر لا تبقى عليه شراً واحداً بل تضاعفه إلى اثنين، كما أن آثار الشر لا يمكن أن تنال طرفاً وتترك الآخر، فهي كالحرب، ويل فيها للغالب والمغلوب على حد سواء، ولقد فطن الحكيم القديم إلى هذه الحقيقة فقال
"إن جاع عدوك فاطعمه وإن عطش فاسقه ماء فإنك تجمع حجراً على رأسه والرب يجازيك"

**وسار فى أعقابه بولس يوم قال: "لا تجازوا أحداً عن شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس، لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكاناً للغضب لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه، لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"..

* ولعل أمثلة حديثة من هذا القبيل يمكن أن تعطي الصور الناجحة لانتصار الروح المسالمة على العناد والقسوة والخصومة،..

*لم يكن إسحق عملاقاً إذا قسنا حياته فى ضوء حياة إبراهيم من قبله أو يعقوب من بعده، لكن هذه الحياة هى الدرس الذى يحتاجه العالم الباحث عن السلام في كل مكان وزمان، وهيهات له الوصول إليه قبل أن يصل إلى المعادلة التى نجح إسحق فى حلها، معادلة السلام التى تأخذ سلامها من الله لتقتل به الحقد والنزاع والخصومة والضغينة، بروح من الحب والتسامح والتساهل والوداعة: "وطوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون"..

***أما عن رفقة فها هى قادمة من بعيد إنها جميلة بحق .....
سلام يا أولادى لقد باركتونا بزيارتكم تلك...
لقد أخبرنى زوجى اسحق أنكم تودون الحديث معى حسنا..

*أنا رفقه (المرأه التى جلبت الحزن بسبب المحاباه).
ذكرت فى (تك23:22/ 24)(20:25-28)(رو6:9-16).

*معنى إسمى (حبل-رباط-قيد)
ذكرت لأول مرة فى سلسله نسب أولاد ناحور ،اخى إبراهيم،عندما إبتدأت المسيرة من أور الكلدانيين ،كان ناحور واحداً من العائله،واستقر به المقام فى حاران حيث مات تارح أبوه ومن بين ابناء ناحور بتوئيل،الذى أصبح والداً لى ،وأنا أخت لابان،ثم تزوجت من إسحق.
وأنجبت عيسو ويعقوب.

*إن قصتنا أنا وإسحق ،تعتبر قصيدة حب شعريه ،مليئه بالجمال والرقه.

*فقد كنت إلى جانب جمالى العظيم الذى وهبنى الرب إياه، من النوع الحالم الطموح البعيد الرؤى والأحلام والآمال كنت ولا شك قد سمعت عن رحلة إبراهيم وسارة ولوط، يبحثون عن عالم آخر أسمى وأعظم وأجمل وأجل من العالم الذى أعيش فيه مع بقية الأهل والعشيرة والوطن، وكنت أسرح بخيالى ولا شك إلى ذلك العالم، وعندما رأيت شعاعات منه فى القافلة من العشرة الجمال وجميع الخيرات التى تحملها القافلة، وأليعازر القائد لها، وعندما سمعت كيف بارك الله إبراهيم ومنحه وأعطاه الغنم والبقر والفضة والذهب والعبيد والإماء والجمال والحمير، لم تعد أرغب في عالمى أو تقبل البقاء فيه، وعند أول نداء للدعوة للعالم الجديد، قلت مدفوعة برؤى الشباب وأحلام اليقظة: أنا أذهب....

***«وكان أسحق ابن أربعين سنة لما أتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الآرامى أخت لابان الآرامى من فدان آرام».

*من خلال زواج إسحق بى ،رأى إبراهيم يوم المسيا الذى تصبح فيه الكنيسه عروساً للمسيح.

*إن مقاومه.إبراهيم للوثنيه نراه فى طلبه ألا تكون شريكه حياه إبنه إسحق من بنات الكنعانيين ،وبما أنه قد رفض أن يكون لزوجته سارة قبر بين قبور بنى حث،(تك23).

*لذا فزوجه إبنه لا يجب أن تكون من بناتهم،لذا إختار عبده الأمين أليعازر الدمشقي،فذهب إلى حاران وكان يطلب من الله علامه لا ليثبت أمانه الله،بل لتكون دليلاً على توجيهه فى الطريق الصحيح،لإختيار الزوجه المطلوبه.

*وصل لعازر لبئر ناحور فى مدينه ناحور ورآنى حينما جئت لأستقى ماء إستجابه لصلاته وبحثه.
لم يضيع أليعازر وقتاً فأخبرنى عن هويته ومن أرسله والغرض الذى جاء لأجله.

*وأظهر لباقته بالطريقه التى تودد بها لى ونال رضاى بالهدايا التى قدمها والكلام الذى قاله عن سيده ،ضمن له تأييد عائلتى وإستحسانهم.

*مما جعلهم يعطون الموافقه،ورحلت معه.
إتجهت القافله،لبيت إبراهيم ،وكان اسحق خارج البيت فى الحقول وقت إقبال المساء،ورأى الجمال مقبله وأحس بنجاح أليعازر فى إختيار زوجه.

*ولما وصلت إلى إسحق غطيت وجهى ،وفقاً للتقاليد،ما أجملها قصيدة حب رائعه تصف لقاء العروسين،ثم (أدخلنى إسحق إلى خباء سارة أمه ،وأخذنى فصرت له زوجه وأحبنى ).

*إن الزواج بلا رؤيه من كل طرف مغامرة غير محسوبه ولكن هنا كان إختيار من الله.

*كنت جميله وحسنه المنظر كحماتى سارة ولكن كان للجمال مخاطره ،فخلال تغرب إسحق فى جرار ،خشى لئلا يثير جمالى ملك جرار فقال عنى أننى اخته.

*إن افضل صفاتى تظهر فى تواضعى مع أليعازر وبساطتى فى قبولى الإرتحال معه.

*وجاءت الأمومه متأخرة عندما أصبح إسحق مسناً،لم يتخذ زوجه ثانيه أو سريه بل كانت تربطنا محبه عميقه متبادله.
بعد سنين من العقوريه أعطانى الرب توأمين (هما يعقوب وعيسو).

*وكانا شخصيتين متضادتين ،يظهران الجانب المظلم منى ،عيسو كان أول من خرج من رحمى ،فقد كانت له الاسبقيه ووارثاً لشيئين هما البكوريه والبركه فى العائله،وكان ماهراً فى الصيد ،أما يعقوب كان رجل بسيط يسكن الخيام،وعند ميلادهما أمسك يعقوب بكعب أخيه،وهى حادثه تنبئ عن اليوم الذى سيخلف فيه عيسو .
لقد كان الاختلاف بينهما واضحاً ،عيسو كان كثيف الشعر،إنسان البريه الخشن،صياد ماهر،لديه طبيعه جريئه وحشيه.

*أما يعقوب كان يفضل المسكن الثابت،سكن فى خيمه.
أحب إسحق عيسو لأن فى فمه صيداً ،أما أنا فأحببت يعقوب لأنه كان أرق من عيسو،لقد رأيت فى يعقوب صورة مصغرة من اسحق الذى إستمال قلبى فى ذلك اليوم عندما تقابلنا فى الحقل،لذلك لجأت للخداع فجعلت يعقوب يخدع اباه المسن الضعيف النظر ويسرق البركه كما سرق البكوريه من عيسو سابقاً بطبق عدس.وبسبب محاباتى وتفضيلى ابن عن آخر وقع بينهما حقد وضغينه.

*يعقوب تائها هارباً من وجه أخيه،وعيسو خرج من بيت أبيه محزناً ابويه بزواجه من إمرأتين شريرتين وثنيتين....
آه يا أمنا المحبوبة رفقة...
نخرج بدرس من شخصيتك
وهو سرعه إتخاذ القرار،لقد وافقت سريعاً على عرض زواجك
،وأسرعت لما قال لك اليعازر اتذهبين معى (،وقلت نعم أذهب ).

*أرى أنك تشيرى للنفس البشريه عندما يناديها العريس السماوى أتأتين معى ؟هل تتبعينى إلى الموطن الذى يملك فيه القديسين للأبد ؟

*فتقولين نعم يا رب اتبعك أينما تمضى
وايضاً اتعلم الاأفرق بين أولادى ولا أحابي احداً...
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( راعي من الرعاة ) شخصيات الميلاد
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( إبصان )
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (ابينا ادم)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (حواء)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( *نوح وفلكه*)


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024