رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*فهيا يا أصدقاء لنكمل رحلتنا الطويلة لقد تقابلنا مع أبينا آدم وأمنا حواء واليوم سنتعرف على أولادهم وها هو قايين يبدو متعكر المزاج لنذهب إليه ونتحدث معه.... *قايين وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة"( تك 4: 7 ) *قايين ماذا بك ما الذى يعكر يومك؟؟؟ أتسألوننى ما الذى يعكر صفو يومى ألم تشاهدوا ؟ لقد قبل الرب تقدمة أخى هابيل أما أنا فلا لماذا ؟ لماذا يبارك هابيل وأنا لا؟؟؟ لماذا يفضله على؟ *إن مأساتى الكبرى أن كلمة "خطية" وردت لأول مرة فى الكتاب المقدس فى سياق الحديث عن قصتى الدامية. *وفى الواقع أن كلمة "خطية" وكلمة "قايين" كلمتان متقابلتان متلازمتان حتى ليسهل أن نضع أحدهما موضع الأخرى ونحن فى أمن من الزلل والخطأ . * ألستم تعلمون إننى أول بشرى يمكنه أن يقول: "ها أنذا بالإثم صورت وبالخطية ولدتنى أمى... *قايين هل تحدثنا عن حياتك؟؟ *أمامكم قصتى أنا أول مولود فى التاريخ البشرى، بل وأول شخص حاول الإقتراب إلى الله بطريقته الخاصة، وليس بالطريقة التى حدَّدها الله. *وأنا أيضاً أول قاتل وتائه وهارب فى الأرض. *إنه أنا قايين، الإبن الأول لآدم وحواء، والتى أسمتنى أمى بهذا الإسم قائلةً «إقتنيت رجلاً». *إننى أدعو كل شخص أن يقف لحظات أمام قصتى قليلا أنا هذا الرجل البائس والقاتل... *لقد عشت تائهاً ومت هالكاً،وحتى لا تسيروا فى طريقى لأنه مكتوب «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين». *أولاً *كنت رجلا شريرا* إذا أردتم تلخيصاً لحياتى وسر قتلى لأخى وسبب رفضى لصوت الله، ستجدون الإجابة ... ”أنه كان من الشرير“، أى مِن إبليس.. وقال الرب يسوع مرة لليهود الرافضين شخصه «أنتم من أبٍ هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو8: 44). * ولقد ظهرت صفات إبليس الشرير فى حياتى وتصرفاتى بصورة واضحة من رفضى لصوت الله المحب، وحسدى وكراهيتى لأخى هابيل، ثم قتلته بوحشية وهو الذى لم يفعل ذنباً لى... *وفى المقابل ما أروع ما يصف به الكتاب كل من يسكن فيه شخص المسيح «أيها الأحباء... نحن من الله» (1يو4: 6). *ثانياً * كانت أعمالى شريرة يظن البعض أن قتلى لأخيه هى الأعمال الشريرة، لكن الحقيقة عكس ذلك،فأولاً أعمالى كانت شريرة، ثم قتلت أخى ثانياً. *أى أن قلبى كان ممتلَكًا للشرير، وأعمالى شريرة، ثم برهنت على ذلك بقتلى لأخى. *ونلاحظ أن من يسلك فى الأعمال الشريرة لا يطيق البار الذى يعيش حياة البر والنقاوة.. *قال السيد المسيح عن العالم «يبغضنى أنا لأنى أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يوحنا7:7). * وهذا ما فعله قايين إذ قتل أخاه؛ لأن أعمال أخيه بارة وأعماله كانت شريرة. *ونلاحظ أن من يسلك فى الأعمال الشريرة لا يطيق البار الذى يعيش حياة البر والنقاوة.. *قال السيد المسيح عن العالم «يبغضنى أنا لأنى أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يوحنا7:7). * وهذا ما فعله قايين إذ قتل أخاه؛ لأن أعمال أخيه بارة وأعماله كانت شريرة. *ثالثًا :طـــريق قايين* ما هو الطريق الذى سلكته وقادك للهلاك الأبدى؟ لقد أردت الإقتراب إلى الله والتكفير عن خطاياى بطريقتى الخاصة بتقديمى من زرع الأرض، وليس بالطريقه التى يريدها الله أى الذبيحة. **ولتلاحظوا عدة أمور فى طريقى ** *العصيان وليس الإيمان.. فأخى هابيل قدَّم بالإيمان ذبيحه لله.. لكننى لم أصدِّق فكر الله، أى الفداء بموت الذبيحة، وتمردت عليه «والذى لا يؤمن بالإبن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (يو3: 36). *رفضت الحل الإلهى.. إن خلاص الله مقدَّم فى الذبيحة.. ففى الذبيحة نرى بديل جعله الله يموت بدل الأثيم، وهى صورة للمسيح «المجروح لأجل معاصينا»، «متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدَّمه الله كفارة بالإيمان بدمه» (رو3: 24). *رفضت النداء الإلهى.. ما أطيب قلب الرب الذى ينصحنى كثيرا ، لأن الله لم يقبل تقدمتى الباطلة، فقال لى الرب «لماذا إغتظت؟إن أحسنت أفلا رفع؟»... * أى أن الله نصحنى أن أحسن إختيار الذبيحة، فيقبلنى الله ويرفع آثامى فى الحال.. لكن.. للأسف، ضربت بكلام الله عرض الحائط وخرجت لينفذ جريمتى البشعة. *يقول الرسول يهوذا «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين». لنصلى معاً أن نسلك طريق الإيمان بعمل ذبيحة المسيح، غير متكلين على أعمالنا فنال البر الإلهى ولا نهلك. *رابعاً: القضاء الإلهى* ما أرعب نتائج الخطية، التى ولا بد أن يحصدها من يفعلها إن آجلاً أم عاجلاً: * اللعنة «ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها لتقبل دم خيك». *عدم البركة «متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها». *الرعب وعدم السلام «تائهاً و هارباً تكون فى الأرض». *الإنفصال الأبدى عن الله «فخرج قايين من لَدُن الرب». هل نقبل إلى المسيح الذى حمل عنا كل نتائج الخطية «والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إش53: 6). -فبدلاً منها يباركنا بكل بركة روحية فى المسيح فنعيش سالمين . *خامساً: الإستغناء عن اللـه* وبدلاً من أن أنوح وأصرخ أمام الرب بسبب شرورى وقضاء الله عليه، كنت فى إستهتار ولا مبالة كاملة أبنى مدينة، ومع أفراد عائلتى نخترع آلات الموسيقى الصاخبة التى تلهينى عن مصيرى الهالك، وننشغل بالتجارة والمكاسب، بل ونتعدّى ترتيب الله للزواج، ونعيش فى لهو وصفها أيوب قائلاً «يحملون الدف والعود، ويطربون بصوت المزمار... فيقولون لله إبعد عنا وبمعرفة طرقك لا نُسَرُّ» (أى21: 12-14). * لكن هناك مصير مرعب يصفه أيضاً أيوب قائلاً «فى لحظة يهبطون إلى الهاوية»؛ فيا للدمار *ما أروع ما قاله آساف «أما أنا فالإقتراب إلى الله حسنٌ لى) *أصدقائى لا يمكن أن ننتهى من الحديث عن قايين دون أن نذكر تلك العلامة التى أعطاها له الله لكى لا يقتله كل من وجده، ونحن لا نعلم ما هى؟ *أهى تحول غريب فى وجهه كما تزعم بعد التقاليد اليهودية؟ أم تغير تام فى لون جلده؟ أم شىء يشبه القرن نبت فى رأسه؟أم علامة على جبينه؟! أم غير ذلك من العلامات؟ لا نعلم *ومن العسير على أحد أن يجزم بنوع هذه العلامة وهيئتها؟ولكنها إن تحدثت وأكدت شيئاً فإنها تتحدث وتؤكد أن الله لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر، وإنه فى وسط الغضب يذكر الرحمة، وأنه حتى قايين الآثم الشرير الذي لم يرحم أخاه يمكن أن يجد رحمة عند الله. +ليت إيمان قايين كان قد اتسع لرحمة أشمل عند الله، ولم يخف فقط من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خاف بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم، إذاً لشملته رحمة الله، ولالتقى هو وأخوه فى السماء فى ظلال ذلك الذى هو وسيط عهد جديد، ودمه الذى هو دم رش يتكلم أفضل من هابيل... . *وهكذا هلك قايين الرب يحفظنا لنصير دوماً فى طريق الحب والرضا.... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|