سبعة رسائل اعتذار للأحباء الذين تركوا الكنيسة – وتركوا الله

[walaa farouk]

سبعة رسائل اعتذار للأحباء الذين تركوا الكنيسة – وتركوا الله




يومًا فيومٍ، تتبدي أمام عيني حقيقةٌ جليةٌ شديدةُ الألم
، أنَّنا نحن، مَنْ نظنُ أنَّنا خدامُ الربِ وحماةُ إيمانه وعقائده، كنا وما زلنا السبب الأول والمباشر، وربما الأخير، لهجركم للكنيسة ولله.
لذلك أكتب هذه الرسائل وقلبي يعصره الحزن والخجل،
مقدمًا سبعةً أسبابٍ تستحق أسفي واعتذاري.

رسالة ١:

نعتذر لكم من القلب لأنَّنا قدمنا لكم صنمًا كي تعبدونه وليس إلهًا. صنمًا صنعناه بجهلنا وكبريائنا وتعصبنا، فَصَلّنا إلهًا عنصريًا منتقمًا ديانًا، ثم أجبرناكم أن تتعبدوا له. ولما أمسكناكم "في ذات الفعل تفكرون" فيما تعتقدون، كفرناكم. ولأنَّكم لا تفكرون بنفس طريقتنا ولأنَّكم تمردتم على الصنم الذي نتعبد نحن له واهمين أنَّه الإله الحقيقي، نعتناكم بالملحدين.

رسالة ٢:

نعتذر لكم من القلب لأنَّنا أثقلنا ضمائركم بوصايا لم تملأكم سوي بالذنب والعار ونحن لا نستطيع حتى أن نفكر في هذه الوصايا أو نحيا ولو واحدةً منها. طالبناكم بالأمانة ونحن غير أمناء، حتى لأبسط أخلاقيات الإنسانية، طالبناكم بالصدق ونحن نكذب مثلما نتنفس، طالبناكم بالقناعة ونحن يملانُا الطمع، طالبناكم بالرحمة وقلوبنا لا تقطر سوي بالقسوة والغضب حتى بالقتل لكل مختلفٍ معنا.

رسالة ٣:

نعتذر لكم من القلب، لأنَّنا تركناكم في الألم وحدكم. وقفنا في أبراج الوعظ العاجية نوبخكم ونضغط أكثر علي جروحكم بدلًا من أن نُوجد لكم ونشارككم رحلة الألم بحبٍ حقيقي ومساندة مخلصة.

رسالة ٤:

نعتذر لكم من القلب لأننا بكبرياءٍ لم نقبل ضعفكم فأقمنا عليكم الحد، لم نغفر خطاياكم الصغيرة ونطالبكم دائمًا أن تغفروا لنا الكبائر المشينة، لأنَّنا نشوه أحاديثكم ونستقطعها خارج سياقها لننتقم من اختلافكم أو تميزكم ثم نطالبكم بمنهجية علمية للحوار والتفسير والجدل.

رسالة ٥:

نعتذر لكم من القلب لأننا طالبنكم بدوافع نقية ونحن نستخدم كل من حولنا لإرضاء غرورنا وكبرياءنا، لأننا طالبنكم بحفظ الوعود ونحن أول الخائنين. لأننا طالبناكم بالحب، ونحن لا نحب ولا نتعبد سوي لأنفسنا.

رسالة ٦:

نعتذر لكم من القلب، لأننا لم نستطع أن نجاريكم في المعرفة والفهم والعلم والنجاح فأتهمناكم بالعلمانية والكفر والضلال. وأتهمناكم بالتمرد والعصيان، وأتهمناكم بالبعد عن الله، وأتهمناكم بأننا الروحانيون وأنتم تخرجون من عباء الله لأنكم تخرجون من عباءتنا.

رسالة ٧:

نعتذر لكم من القلب لأنَّنا لم نحتمل أنكم حقيقيون لأنَّنا منافقون مظهريون مادييون مغرضون متدينون. لأنَّ ألسنتنا التي تترنم هي التي تشتم، وأفواهنا التي تعظ هي نفسها التي تدين، ولأنَّ شفاهنا التي تقطر حبًا أمام الوجه تنهش بالكره الظهور.

نحن الابن الأكبر، الضال مَن نعيش الاغتراب والعبودية والفقر داخل البيت، كنا سببًا في تطفيشكم من البيت ثم لا نكف عن دينونتكم ووصمكم بالضلال خارج البيت،
فلتغفروا لنا.