ونُواظِبَ نَحْنُ عَلى الصَّلاةِ وَخِدْمَةِ الكَلِمَة
الثلاثاء الثالث من زمن العنصرة
وفي تِلْكَ الأَيَّام، كَانَ عَدَدُ التَّلامِيذِ يَتَكَاثَر، فَأَخَذَ الـهِلِّينِيُّونَ يَتَذَمَّرُونَ عَلى العِبرانِيِّين، لأَنَّ أَرَامِلَهُم كُنَّ يُهْمَلْنَ في الـخِدْمَةِ اليَومِيَّة. فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلامِيذِ وقَالُوا: “لا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتْرُكَ كَلِمَةَ اللهِ لِنَخْدُمَ الـمَوَائِد. فَابْحَثُوا إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، عَنْ سَبْعَةِ رِجَالٍ مِنْكُم مَشْهُودٍ لَهُم، مُمْتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والـحِكْمَة، فَنُقِيمَهُم عَلى هـذِهِ الـحَاجَة، ونُواظِبَ نَحْنُ عَلى الصَّلاةِ وَخِدْمَةِ الكَلِمَة. وحَسُنَ هـذَا الكَلامُ لَدَى الـجُمهُورِ كُلِّهِ، فَاخْتَارُوا إِسْطِفَانُس، وهُوَ رَجُلٌ مُمْتَلِئٌ مِنَ الإِيْمَانِ والرُّوحِ القُدُس، وفِيلِبُّس، وبْرُوخُس، ونِيقَانُور، وطِيمُون، وبَرْمِنَاس، ونِيقُولاوُس وهُوَ إِنطَاكِيٌّ مُهْتَدٍ إِلى اليَهُودِيَّة. وأَقَامُوهُم أَمَامَ الرُّسُل، فَصَلَّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِم الأَيْدِي. وكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وعَدَدُ التَّلامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورَشَلِيم، وجَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الكَهَنَةِ يَنْقَادُونَ لِلإِيْمَان. وكَانَ إِسْطِفَانُس، وهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ النِّعْمَةِ والقُدْرَة، يَصْنَعُ عَجَائِبَ وآيَاتٍ عَظِيمَةً بَينَ الشَّعْب. فقَامَ أُنَاسٌ مِنَ الـمَجْمَعِ الـمَعْرُوفِ بِمَجْمَعِ الـمُعْتَقِين، ومِنْ سُكَّانِ قَيرَوان، والإِسكَندريَّة، وآخَرُونَ مِنْ قِيلِيقِيَةَ وآسِيَا. وأَخَذُوا يُجَادِلُونَ إِسْطِفَانُس. فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُقَاوِمُوا الـحِكْمَةَ والرُّوحَ الَّذِي بِهِ كَانَ يَتَكَلَّم. حِينَئِذٍ دَسُّوا رِجالاً يَقُولُون: “إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكلَّمُ بِأَقْوَالِ تَجْدِيفٍ عَلى مُوسَى وعَلى الله”. وأَثَارُوا الشَّعْبَ والشُّيُوخَ والكَتَبَة، وبَاغَتُوهُ فَاخْتَطَفُوه، وسَاقُوهُ إِلى الـمَجْلِس.
قراءات النّهار: أعمال الرسل 6: 1-12 / يوحنا 16: 12-15
التأمّل:
لقد اكتشفت الكنيسة مبكّراً ضرورة تقسيم المواهب والقدرات كي يقوم كلّ واحدٍ بأفضل ما يستطيع لا بما يتمكّن من إنجازه فحسب…
ولكن، مع الوقت، توصّلت جماعة المؤمنين إلى القناعة بأنّه يجب الموازاة بين العمل والصلاة!
فالناسك يعمل كي لا يقع في مصيدة الكسل وعلى المؤمن المنغمس في الشهادة داخل العالم ألّا يهمل غذاء الرّوح: الصلاة!
التوازن ما بين الحياة الرّوحيّة والعمليّة يعطي شهادتنا مصداقيّة وقيمة أكبر وتأثيراً أوضح على من سنلتقي بهم في الحياة أو في الصلاة!