الفرح الثاني الذي يحافظ به الإنسان على نعمه الخلاص نسميه فرح التوبة، والذي عبّر عنه الإنجيل بدقة وبروعة في الأصحاح الخامس عشر من إنجيل معلمنا لوقا الذي يحكي فيه الرب أمثال الدرهم المفقود والخروف الضال والابن الشاطر، والخط العام في هذا الأصحاح هو الفرح بالتوبة «إنَّهُ هكذا يكونُ فرَحٌ في السماءِ بخاطِئٍ واحِدٍ يتوبُ أكثَرَ مِنْ تِسعَةٍ وتِسعينَ بارًّا لا يَحتاجونَ إلَى توبَةٍ» (لو15: 7).
إذا كانت الخطية عبودية، فالتوبة حرة، والحرية فرح. والكنيسة تعلمنا فرح التوبة من خلال سر التوبة والاعتراف.
فإذا وجدت بيتًا مهمومًا أو شخصًا مغمومًا أو خدمة غير مستقرة، اعلم أن التوبة بعيدة عنهم، ويحتاج الإنسان في هذه الحال أن يراجع نفسه مثل الابن الضال، والذي كان شجاعًا وقام وعاد لأبيه، فعلى الرغم من أنه فقد كل شيء إلّا أنه لم يفقده الرجاء.