إيقونة والدة الإله "الوردة العادمة الذّبول. "

[souad jaalouk]

إيقونة والدة الإله "الوردة العادمة الذّبول. "

يعود تاريخ إيقونة والدة الإله "الوردة العادمة الذّبول" إلى العام 1890 بشهادة سكّان منطقة "بيريا" الّذين عاصروا الحدث. ذات يوم من تلك السّنة، عثر صيّاد من المنطقة على إيقونة بين صخور شاطىء "بيريا". في الإيقونة، والدة الإله تحمل الرّبّ يسوع بيد، وباليد الأخرى وردة.
انتشر الخبر للحال في كلّ المنطقة. تبنّت عائلة "كاتسارو" التّقيّة إشادة مزار صغير على اسم الإيقونة اعتاد المؤمنون تكريمها فيه لسنوات.
لكن مع تقاطر المؤمنين على المزار الصّغير، برزت الحاجة إلى كنيسة تقدر أن تضمّهم، وقد تبرّعت عائلة "كوتسودونتي" بشراء الأرض. ورغم المصاعب والعقبات، تمّ تدشين الكنيسة الصّغيرة سنة 1973، وتكوّنت رعيّة تسمّت باسم الإيقونة. وعندما نمت الرّعية تمّ بناء كنيسة فخمة تمّ تدشينها سنة 1986، نُقلت إليها الإيقونة وما زالت محفوظة هناك.
الوردة العادمة الذّبول أو وردة والدة الإله، أو الوردة الّتي لا تذبل، أو وردة القيامة، هي هذه النّبتة الّتي ترمز إلى الأبديّة وعدم الفساد، وقيامة النّفوس!. يقول القدّيس بولس: " لانّنا رائحة المسيح الذكية للّه في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون".(2كو2: 15). فالمسيح هو "الوردة العادمة الذّبول" وكلّ الّذين يدنون من المسيح يشتمّون رائحة الطّيب السّماويّ.
المسيح هو وردة الخلاص الّتي تضوّعت في أرضنا العقيمة. إنّ أجمل أزهار الأرض تذبل عاجلًا أم آجلًا. حياة كلّ إنسان تسير إلى الفناء، بسبب آثار الخطيئة في طبيعتنا، لكنّ الزّهرة الوحيدة النّقيّة والمنزّهة عن أيّ فساد هي الرّب يسوع المسيح. فهو وحده وُلد من مريم العذراء، دون أن يحمل فساد الخطيئة الأصليّة.
الأم العذراء هي "الوردة العادمة الذّبول"، الّتي بها شعّ نقاء البتوليّة العادمة الفساد. بحث الله في العالم عن طيبِ زكيّ الرّائحة ووجده في العذراء مريم. الإنسانة الوحيدة، في العالم، النّاصعة النّقاء، والبريئة من الفساد. عندما رآها الله، وتنسّم طيب فضيلتها-"افرحي يا من ولدت التفّاحة الزّكيّة العرف لمشامّ ملك الكلّ"- اختارها إناءً له. إنّ زهرة بتوليّة والدة الإله الإلهيّة ستبقى إلى الأبد عادمة الفساد، لن يستطيع الزّمن أن يُذبلها ولا تجاديف الملحدين.
كلّ مؤمن مدعوٍّ لأن يصير وردة، بالتّوبة والجهاد. يصف القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ الصّوم بالطّيب: "إذا ما دنوتَ من الصّائم، اشتممت رائحة طيب زكيّ روحانيّ، ينبع من العينين، واللّسان، ويملؤكَ نشوةً روحيّة".
يعيّد لإيقونة والدة الإله الوردة العادمة الذّبول في كلّ عام في الثّالث من نيسان وفي المديح الكبير. وهذا العام (2020) التقى العيدان معًا. فيا ربّ، بشفاعات والدتك، ارحمنا وخلّصنا من كلّ ضيق، شافيًا نفوسنا وأجسادنا، بشفاعة والدتك، ومفرّحًا قلوبنا المتنسّمة عرف طيبك الإلهيّ. آمين.....