08 - 05 - 2020, 03:07 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الخطية والخلاص
في واقع الخبرة الإنسانية وبحسب إعلان الكتب المقدسة
أن الإنسان لم يحتفظ بمكانه الطبيعي، الذي هو الجو الإلهي، لأن المكان الطبيعي للإنسان هو في الحضرة الإلهية، لأنه خُلِقَ في هذا الحضور، وكانت حياته كلها عبارة عن شركة مع الله في الفردوس الأول، لكن حينما لم يحتفظ بمكانته وطرح عنه الوصية ووثق في كلام آخر واستمع لغير الله، سقط من رتبته الأولى وانعزل عن الحضرة الإلهية، وبكون الله هو النور والحياة، والإنسان اتحرم من حضوره، فقد دخل إليه الموت وسرى في البشرية كلها، ولم يستطع أحد أن ينقذ نفسه ويفلت منه بل الكل مات، حتى الذين لم يخطأوا على شبه تعدي آدم، لأن ميراث البشرية كان الموت وليس أنواع الخطايا، لأن الخطايا متنوعة كثيرة ولا يفعل كل إنسان نفس خطايا وأخطاء غيره، لكن حتى لو لم يخطئ فأنه سيموت، وأيضاً لا يستطيع أن يرى ويعاين مجد نور وجه الله الحي، لأنه لا يستطيع، لأن الظلمة لا تستطيع أن تصمد أمام النور، وهو مثل الإنسان الذي يُريد ويشتهي أن ينظر للشمس الطبيعية المخلوقة لكنه لا يستطيع لئلا تتلف عينه وتفسد، بل يحتاج أن يعالجها معالجة خاصة لكي ينظر ويُعاين ويبصر الشمس دون أن يتأذى، لذلك قال الله لموسى لا يراني إنسان ويعيش..
هكذا البشرية كلها تحتاج لغرس نور الحياة فيها
وانتزاع سلطان الموت، فأتى شخص ربنا يسوع المسيح في ملء الزمان حسب التدبير، ليغرس نفسه فينا باتحاد غير قابل للافتراق، وبكونه هو نفسه الحياة، وقد اتخذ جسد قابل للموت، ليدوس الموت بموته مظهراً حياته في إنسانية جديدة كلياً هو بشخصه مثالها الحي، لأنه طعمها بحياته الخاصة حسب التدبير الخلاصي فانطرد الموت عنها ولم يعد لهُ سلطان على كل من يؤمن بالابن الوحيد النور والحق والحياة، لأن كلنا حينما آمنا به صرنا خليقة جديدة فيه، تحيا من حايته وتستمد نورها منه، والأشياء العتيقة كلها مضت وصرنا في حالة تجديد مستمر، فالغرض الذي أتى إليه مسيح الله هو أن يتمم مشيئة الآب لكي نعود لرتبتنا الأولى وندخل لحضرته ونحيا بحياته إلى الأبد، ونعود نراه ونبصره كخليقة جديدة لها حق الدخول للأقداس بدم يسوع الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب ليطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي كما قال الرسول في العبرانيين.
وبسبب العمل الخلاصي الذي تممه الرب بتقدمة نفسه ذبيحة حية
وبغرس حياته الخاصة فينا، صرنا نرنم قائلين: أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية، وصارت تسبحة الكنيسة كلها في كل مكان بهتاف الفرح العميق والتهليل بسبب قيامة الرب: [المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت، والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية] فالرب يسوع هو شجرة الحياة الدائمة التي غُرست في البشرية
ولن تنتزع منها أبداً إلا لو الإنسان لم يتقبل هبة الحياة التي لنا في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس آمين
|