![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ليس الإيمان بالثالوث الأقدس عقيدة نظريّة أو فلسفيّة أو عقليّة مجرّدة، بل هو عقيدة قائمة على الكشف الإلهيّ الذي تمّ بتجسّد كلمة الله في التاريخ واكتمال سرّ التدبير الخلاصيّ بموت المسيح على الصليب وقيامته. لقد عرفت الكنيسة منذ نشأتها الإيمان بالثالوث الأقدس المؤسَّس على الكتاب المقدّس
فالأناجيل وكتاب أعمال الرسل ورسائل القدّيس بولس تضمّ تعابير وتسابيح ثالوثيّة كانت تُستخدم في العبادة الجماعيّة. لم تدوّن الكنيسة العقيدة في دستور للإيمان إلاّ بسبب انتشار البدع والهرطقات التي شوّهت صورة الثالوث فأنقصت من ألوهة السيّد المسيح والروح القدس. لهذا وجدت الكنيسة نفسها مضطرة إلى إيضاح التعليم الحقيقيّ المسلَّم إليها من الرسل، ما دفعها إلى عقد المجامع المحلّيّة والمسكونيّة، فوضعت في المجمع المسكونيّ الأوّل دستوراً للإيمان هو صيغة موحّدة للإيمان الإنجيليّ الرسوليّ بلغة تناسب العصر الذي وضعت فيه. المجامع لم تخترع شيئاً جديداً ولم تضِف إلى الإيمان عقائد غير معروفة أو غير مبنيّة على ما سبقها، بل هي صاغت الإيمان الذي وصلها بواسطة الرسل والشهداء والآباء والمعلّمين والمؤمنين... القدّيس ثيوفيلُس أسقف أنطاكية هو أوّل من استعمل تعبير "الثالوث" للإشارة إلى "الله وكلمته وحكمته". قبله كان الكتّاب الكنسيّون يتحدّثون عن الآب والابن والروح القدس كإله واحد من دون إطلاق لقب "الثالوث" عليهم. فالقدّيس الشهيد أغناطيوس الأنطاكيّ يقول: "اثبتوا إذاً على تعليم الربّ والرسل، لتنجحوا فيما تعملون... في الابن والآب والروح، في البداية والنهاية". ما يلفت النظر في هذا المقطع هو ذكر الابن قبل الآب، وهذا دليل على أنّ الكاتب يؤمن بالمساواة بين الآب والابن. والقدّيس الشهيد بوليكاربُس أسقف إزمير يحمد الله ويمجدّه متوجّهاً إليه بالقول "بابنك الحبيب، الذي له المجد معك ومع الروح القدس تشهد أقدم العبادات أيضاً للإيمان بالثالوث كحقيقة إيمانيّة خلاصيّة، وهنا نذكر النشيد الذي يرتَّل في صلاة الغروب "يا نوراً بهيّاً"، ويعود تأليفه إلى القرن الثاني. يرد في هذا النشيد: "نسبّح الآب والابن والروح القدس الإله"، ويطلق فيه على المسيح لقب "ابن الله المعطي الحياة". ومَن يعطي الحياة سوى الله؟ أمّا القدّيس يوستينُس الفيلسوف الشهيد فيعلن: "نحن نكرّم الآب ونعبده مع الابن الذي جاء من عنده والروح النبويّ". هذا النصّ واضح في تأكيده على أنّ العبادة تليق بالابن والروح القدس كما بالآب. |
||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|