رُوحَ القُوَّةِ والـمَحَبَّةِ والاعْتِدَال
الخميس من الأسبوع الخامس من زمن الصوم
لِذلِكَ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ الـَّتي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الـخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والـمَحَبَّةِ والاعْتِدَال. فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله، الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في الـمَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة. لـكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الـحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا. ولِذلِكَ أَحْتَمِلُ هـذِهِ الْمَشَقَّاتِ أَيْضًا، لـكِنِّي لا أَسْتَحْيِي، لأَنِّي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ ووَاثِقٌ أَنَّهُ قَدِيرٌ أَنْ يَحفَظَ لي وَدِيعَتِي إِلى ذلِكَ اليَوم. لِيَكُنِ الكَلامُ الصَّحِيحُ الَّذي سَمِعْتَهُ مِنِّي مِثَالاً لَكَ في الإِيْمَانِ والـمَحَبَّةِ الَّتي في الـمَسِيحِ يَسُوع. إِحْفَظِ الوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ القُدُسِ الـحَالِّ فينَا.
قراءات النّهار: 2 طيموتاوس 1: 6-14 / مرقس 4: 33-41
التأمّل:
إنّ روح الخوف تتناقض مع روح الله الّذي “لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الـخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والـمَحَبَّةِ والاعْتِدَال”!
لذلك، على المسيحيّ أن يحتمل “الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله” دون أن يخاف من الله والّا سيفقد مصدر قوّته الّذي سيجده حكماً في التعمّق في كلمة الله وفي عيش الأسرار التي نحيا من خلالها حضور الله بطريقةً جليّة وأقوى!
المسيحيّ قويّ بالله ولكن من دونه سيكون ضعيفاً وعرضةً للتجارب والضّيقات الّتي ستقوده بعيداَ عن الله!