رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كوب اللبن
في أحد الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع المناديل في إحدي القري الفقيرة ليدفع ثمن دراسته و يُسدد إحتياجاتُه و يُعيل أسرته الفقيرة حد العدم !! و في إحدي الأيام المريرة وجد أنه لا يملك سوى أربعة جنيهات لا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه ، و لكنه خجل من نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة و جميلة، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء. و عندما شعرت الفتاة بأنه جائع،أحضرت له كوب من اللبن، فشربه ببطء و سألها: بكم أدين لك؟ فأجابته: " لا تدين لي بشيء... لقد تعلمنا في الكنيسة أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير". فقال: " أشكرك إذا من أعماق قلبي"، و عندما غادر الولد المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل أن إيمانه بالله و بالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطا. بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين، فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم استدعاء كبير الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر، وقد أسُتدعي كبير الأطباء للاستشارة الطبية، و عندما سمع أسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب، و انتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها، و هو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها، حينها فر سريعاً عائداً إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها، و منذ ذلك اليوم أبدى اهتماماً خاصاً بحالتها. و بعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة. أما هي فكانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة، أخيرا... نظرت إليها، وأثار انتباهها شيئا مدوناً في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات: "مدفوعة بالكامل بكوب واحد من اللبن" و عليها توقيع كبير أساتذة الطب اغرقت عيناها بدموع الفرح، وصلى قلبها المسرور بهذه الكلمات: وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|