رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنا اليوم في صلاة انتقال لاخت و قريبة و خادمة حبيبة على قلوبنا و بعد الصلاة ذهبنا للدفن و وصلنا انا و زوجتى و اخى و عائلته مبكرا.. فسرنا متمهلين بالداخل.. و لفت نظرى بعض الأشياء التى تدعو للتأمل.. شاهدت مستويين من المدافن.. مدافن أنيقة البناء و فخفخة و عز و رخام و تماثيل ملائكة .. و مدافن أخرى عادية.. و كأن الطبقية بين الموتى تطاردهم.. و كأن من بنوا هذه المدافن لم يكتشفوا الحقيقة بعد .. حقيقة الموت.. الكلمة الشهيرة في هذه الأمور.. "بقيمتهم" اى قيمة لتراب.. اى قيمة لاجساد قيل عنها في معجزة لعازر.. قد انتن.. قال لى اخى اريد ان التقط صورة للمدافن و نضع بجوارها المال في صورة واحدة لنعلم كم نحن أغبياء.. و انه لم تشفع للغنى مخازنه و لم تؤجل أمواله موعد رحيله.. نصنع قبورنا بايادينا و نحيا و كأننا لن ندفن فيها.. من أجمل الشهادات التى قالها اب اعترافها عن الأخت المنتقلة انها من ايام و بعد جلسة الاعتراف قالت له عاوزة اسافر بقة و قالت له مش لانى زهقت او متذمرة على الألم.. لكنى عاوزة اقعد عند رجلين المسيح.. هذه هى الحياة الحقيقية .. من يعطينى هذه العطية ان اتنقي و اتجاسر فاشتهى قدميه.. فأعطى و ارحل .. من يعطينى هذه النعمة و لتلقوا بجسدى وقتها في اى أرض او اى خرابة فقد عاش في الظلمة للذاته و شهواته و لم يحيا في النور..المسيح هو الحياة و من يؤمن و يصدق و يعمل تنتقل له الحياة و لا يموت.. الموت الحقيقى في هذا العالم.. شاهدت أيضا أوراق ملصقة على المقابر و كتابات على باب القبر.. ذاك يعتذر لأبيه او لزوجته و تلك لأمها او زوجها بكلمات دامعة يملأها الندم و الحسرة.. اى حب يقدم بعد الرحيل.. اى كلمات رطبة لاجساد لا تسمع..اى دفء في احتضان صندوق خشب مصمت.. لماذا لا نحب و نعتذر و نحضن و نحن أحياء.. لماذا لا نطلق لانسانيتنا و مشاعرنا العنان و نحن نتنفس.. لماذا نقيدها بقضبان سجن الكبرياء و الذات و التصيد و العراك و الظلم و الخصام و المال و القنية .. لماذا نتذكر بعد أن نفقد.. لماذا نتحسر بعد أن يمضى او تمضي .. اه ياسيدى كم نحن قساة القلوب غليظى الرقبة.. اعطنا ان نستيقظ من نوم الغفلة و غباء الموت.. نحن نبكى الفراق و نفتقد من يغادرنا و لا نجتهد للقاؤهم في سماء و فردوس الفرح بل نظل نعيشهم في صور و سطور الذكريات و ندفن وزنتنا في غلافها... ايقظنى ياسيد لانه ليس في التراب من يسبح و لا في الجحيم من يشكر.. و عند مفارقة نفسي من جسدى احضرى عندى لئلا يبتلعوا نفسي يا عروس بلا عيب للختن الحقيقي منقول |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | القبور لي |
من القبور إلى أورشليم |
صمت القبور |
زيارة القبور |
معتز مطر يفحم نائب المرشد .. دة مراسلكم ! |