سلاما على من هم موجودون حقا

[walaa farouk]

سلاماًعلى أولئك الموجودون بأصالتهم وسط عالم مليء بكل ماهو زيف ورياء....
سلاماً على من اختاروا شجاعة التعرى وسط كل تلك الاشكال والأقنعة التى يختبىء حولها البشر....
سلاماً على من اختاروا صعوبة المواجهة، بدلا من الدوران حول الكلمات أو الهروب من الأفعال....
سلاماً على من أختاروا مشقة البحث عن معنى يحيونه لأنفسهم، بدلا من الانسياق والتشكل بالقطيع.....
أولئك الذين أختاروا برودة وعذاب الوقوف منفردين ، بدلاً من دفىء القطيع المزيف...
سلاماً على هؤلاء الموجودون بضعفهم وعجزهم فى عالم يمجد الاقوياء والكاملين فقط....
سلاماً على من يسمحون لأنفسهم بالفشل، فى عالم لا يفهم أى شىء عدا النجاح والكمال المطلق....
سلاماً على الحاضنين لنقائصهم وجروحهم، فى عالم رافض لكل ماهو ليس فى شكل معين من الجمال
سلاماً على هؤلاء الموجودون بهدوء وسلام فى عالم ملىء بالضوضاء والاصوات الصارخة التى تحاول أن تعلن عن وجودها بصياح الكلمات والافعال....
سلاماً على من هم موجودون هنا والآن....
هؤلاء الذين قبلوا واقعهم ومعاناتهم ولم يهربوا ولم يحيوا فى إنكار مريح....
سلاماً على من أصبح وجودهم قبلات حياة لأشباه الأحياء من حولهم....
سلاماً على من كان وجودهم روحا محيية لمن حولهم، فشجعهوهم أن يكونوا هم أنفسهم وليس مايتوقعه من حولهم....
الى هؤلاء الذين كان مجرد وجودهم، بدون أفعال مبتذله، بدون بطولات عظيمة، بدون وعظات رنانة وكلمات منمقة، مجرد وجودهم كان مساحة من الأمان تسمح لى أن أكون ما أكونه حقا....
بدون أى رتوش أو تجميل....
الى هؤلاء الذين كان وجودهم مطمئناً لى في عزلتى...
الى من صبروا على فى انعزالى وقوقعتى.....
الى من احتملوا جنونى ، وضعفى ، وتوهانى....
الى من تفهموا معاناتى ، الى من تواجدوا معى فى ألمى بدون وعظ ولا حكم على ما أشعر أو أفكر به....
سلاما لكم ولوجودكم....
سلاما على من يعطون للوجود طعماً ....... فقط بوجوده