ليس سهلا رؤية كلب البحر (القضاعة )، قد يسعفك الحظ أحيانا فتری صدفه أحدها يسبح في النهر ، لكن معظم الناس لم يروا هذا الحيوان، وإذا أمعنت النظر في ضفاف الأنهر الموحلة فإنك قد توفق إلى رؤية آثار اكفها في الوحول. وقد تجد فضلات طعامها على الضفة، أو لعلك تسمع كلب بحر يصفر، فمن عادة كلاب البحر أن تفعل ذلك لتبقى على اتصال بعضها ببعض على أنك تكون كبير الحظ في كل حال إذا استطعت أن ترى الحيوان بالذات وذلك لأن كلاب البحر تصطاد في الليل وتحرص إذا خرجت في النهار أن تكون غير مرئية.
ومع ذلك فإننا نعرف شكل كلب البحر، جسمه طويل مغطى بفروة كثيفة سمراء لا تخترقها المياه ، ذنبه طويل أيضا وسميك عند اتصاله بالجسم، مستدق باتجاه الرأس، وهو يستخدم ذنبه القوي المسطح للسباحة، قوائمه القصيرة ذات نسیج متشابك في الأقدام . يسبح بسرعة بان يدفع نفسه في الماء مقلبا جسمه وذنبه من جانب إلى جانب ، متلويا يمينا ويسارا لشق طريقه بسرعة.
لكلب البحر رأس مفلطح، عيناه صغيرتان، وأذناه صغيرتان أيضا تكاد الفروة تغطيهما ، وله شاربان قويان من شعر منتصب خشن وقوي ، ويستطيع كلب البحر أن يسد منخريه حين يكون تحت الماء، وهو يغطس إلى عمق كبير قد يبلغ العشرين مترا في بعض الأحيان . ويستطيع أن يبقي تحت الماء بدون أن يصعد إلى السطح مدة أربع دقائق، وهذا هو أحد أسباب صعوبة رؤيته إذ أنه حين يحس بوجودك يغطس في الماء من دون أحداث أي رشاش ولا يظهر ثانية إلا بعد أن يكون قد بعد عنك نحو کیلومتر تقريبا ، عند ذاك يصعد بين القصب ولكنه يرفع وجهه فقط ليرى ما حوله.