رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
(( كيف يمكن للمرء أن يركض محمومًا في اتجاه إنسان ثم يعود يركض في الاتجاه المعاكس؟ )) .. رضوى عاشور في مقالة عظيمة بعنوان The Mechanics of Choice للكاتب ERIC WARGO و اللي بيحكي فيها عن سيكولوجية الانسان في اتخاذ اي قرار بيقول ان فيه طريقيتين اساسيتين و هما ، الطريقة السريعة في اللاوعي و الطريقة البطيئة في الوعي .. يعني قرار سريع زي ان قدامك اسد لازم تهرب و تجري ،، مختلف عن قرار بطيء محتاج دراسة و تحليل زي اشتري العربية دية و لا لأ ؟!! .. فيمكن سؤال الرائعة رضوي عاشور اجابته عشان الانسان خد قرار سريع بلاوعيه - بمعني اصح مكنش مركز اوي و هو بيجري محموم في الاتجاه ده - ،، و لكن في وسط الطريق خد باله و وعيه اشتغل فراح رجع في الاتجاه المعاكس .. فالسؤال الاصلي ليه الانسان في الاساس مياخدش باله ؟؟ ليه مياخدش القرار البطيء بوعيه ؟! خلينا نقول ان الانسان بطبعه في معظم اوقات حياته بيكون تحت سيطرة انفعال معين ، انت انهاردة صبح سمعت خبر ضايقك بقيت تحت عاطفة غضب او كأبه مش طايق تعمل حاجة و ضيعت فرص كتير يمكن ماكنتش حتضيع في ظروف تانية ، من اسبوع سمعت خبر حلو كنت وقتها في حاله من الـ euphoria و السعادة و شايف الدنيا كلها بتضحك و بتغني .. انت دلؤتي و انت بتقرأ الموضوع ده في حالة ما مسيطرة عليك اكيد اكيد حتأثر علي مدي ارداكك و تجاوبك مع الكلام ده .. فالسر في الحالة .. الحالة اللي بتاخدك بعيد عن اي وعي او منطق ! فالمرء يا استاذة رضوي جري محموم في الاتجاه ده عشان كان في حالة معينة سيطرت عليه شلت فكره و عمت منطقه .. كان مثلا مبهور أو مندهش ، كان تحت غريزة جسد او مادة ، كان في حالة نشوة او شهوة ! او العكس كان مكتئب عاوز يهرب من بؤسه و عزلته ، كان مقهور عاوز يحس بانفراجه او انتصار لحظي او يمكن كان خايف من وحدة او من نظرة مجتعميه توصمه او تقل منه !!! .. كل ده للأسف خلاه شخص غير مؤهل عقلانيا للقرار ده و عشان كدة في اقرب فرصة تراجع و تنازل عن قراره .. و يمكن عشان السبب ده بالاخص فقدنا جزء مهم في ثقتنا بقرارتنا و اختيارتنا ، بقينا احنا نفسنا نشك في سلوكياتنا !! بقينا مش متاكدين من حقيقتنا ، خايفين لتكون مجرد اكذوبة او وهم ، بقينا مهووسين لنرجع بعد فترة نلف في الاتجاه المعاكس ؟!! .. و الحقيقة ، ان طبع الانسان متردد و متراجع و نادم في كل الازمنه و العصور ،، و القرارات الغبية و الاختيارات الظالمه ليه و اللي حواليه حتفضل قايمه و موجوده ، بس الفكرة في اعتناق الانسان نفسه لمبدأ نسبية القرار او بمعني اصح ان كل حاجة في حياتنا مؤقته .. ففعلا مش كلام تشاؤمي او نظرية انسان بائس ، بس كل حاجة في حياتنا ليها expiry date تاريخ انتهاء صلاحية !! و اللي منها حالتنا اللي بتسيطر علينا من وقت للتاني ، و الذكاء الوصول لليقين ده و التعامل علي اساسه .. يعني احنا نفسنا و خصوصا مع اللي حوالينا وبنتعامل معاهم .. كلامهم ، وعودهم ، احلامهم كل ده ممكن يكون - مش بعمد منهم - مجرد انفعال او حالة .. لازم نتعامل ان برضة له الـ expiry date اللي حيجي في يوم و يكون واقع غصب عننا لازم نتقبله عشان نقدر نكمل حياتنا .. cpd |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|