رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جلس الحكيم الي جواري .. يحاول ان يطمئنني ، يحاول اقناعي باننا في امان و ان تلك الامواج التي ترفع المركب و تخفضه مويجات صغيره، و ان الرياح التي تقاومنا ضعيفه و ان دفقات الماء التي تتناثر علينا مداعبه و لطيفه . حاول اقناعي بتذوق الرذاذ و بأن ملح البحر منعش ويضفي علي رحلتي مذاقها البحري المميز وأن الرياح لا تنوي سوي مداعبه شعري فلأعطها فرصتها.. لو نيتها الغضب لأماتتني رعباً .. حاول اقناعي ان اتمتع بضوء الشمس الذي يُعكس على الماء .. اتابع الزبد الابيض الفائر .. الذي يدغدغ جانب المركب الرشيق و استغرق في صوت فيروز و في البحر الازرق الرائق الشفاف و جزيره صخريه في الافق .. و امسك يدي بيد خشنه معروقه و صلبه. واصعدني واجلسني عند مقدمة المركب وباليد السمراء ازاح الجبال و كشف الافق .. و دفع بالقمر معلناً بدء المساء .. و بعثر السحب .. وغنى للبحر وغنى مع البحر .. فالموج دفوف و الرياح نايات الغروب .. وعلمني .. في مركب تتقاذفها الرياح .. لا تتركي الخوف يحجب الجمال .. وعلمني .. ان الخوف قرار ، و الرهبه قرار .. و ان الراحة قرار . افتحي قلبك للحياة و استنشقي رائحة البحر .. اشبعي من الجمال .. «فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38 وَكَـانَ هُـوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: ”يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟“ 39فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: ”اسْكُتْ! اِبْكَمْ!“. فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ”مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!“» |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|