|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
26 - 06 - 2019, 08:50 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ جرجس المزاحم يعني طفل مصري اتولد في القرن العاشر الميلادي، لأب مسلم اسمة (جمعة العطوي) متزوج بالقوة من أرملة قبطية متدينة بتعشق الكنيسة ، ويتولد جرجس وعينه منجذبة لخطوات أمة المتسللة للقداسات، وملامحها اللي بتجمع الحزن مع الرجاء، وعنيها المنوطة بالسما. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني لما يحصل بصعوبه شديدة في يوم من الأيام على شذرة من لقمة البركة (الأولوجيه) من أمة ، بمجرد ما يدوقها بشوق وفضول، تتحول في فمه بنعمة الله لشهد عسل، وذهنه يتاخد للسما، وقلبه يتخطف بمحبة المسيح، ويبدأ يحلم باليوم اللي يكون فيه مسيحي ويقدر ينول شرف التناول من الأسرار المقدسة والحياة الكنسية.. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني واحد حب المسيح جدا، وقرر يكون مسيحي مهما كان التمن، يفضل يلف ويدور بحثا عن حد يعمدة والناس خايفة من بطش العرب لو عرفوا انة اتنصر، ويلف جرجس البلاد، وأخر ما يغلب يروح يغطس في جرن معمودية بكل شوق محاولا تعميد نفسة، إلى أن جاءت الفرصة له فصار مسيحيا واتعمد، وكان عيد مارجرجس، فسموه جرجس، واتجوز بنت بارة وعاشوا في طهارة وعفة وكان سنة 18 سنة. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني كل ما يروح في بلد ويحاول يعيش بسلام يتصادف ان حد يتعرف عليه ويفضح سره ، ويسافر طريد من بلد لبلد هو ومراتة، وهو شايل روحه على كفة ، لأنه مجرم بتهمة الإرتداد، وجزاء ثباتة هايكون التنكيل والقتل بلا رحمة. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني في النهاية يقبضوا علية، ويطلع من سجن لقاضي لشيخ بلد لمحاكمة لتعذيب لإغراء لتهديد ، وهو ثابت زي الحديد، زي الأسد، زي المسيح قدام السنهدريم، زي اسطفانوس تحت الرجم، ناظر للرجاء بعين مفتوحة، مش قادر يحول نظرة عن المجد الأسنى، عيون روحه وكيانه في السما وجسده بين إيدين الغوغاء عالأرض، والرب منتظر يفتخر ببطل جديد حقيقي زي مارجرجس الروماني وزي مارمينا وزي مرقوريوس.. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني يظهرله الملاك ميخائيل ويقولة أنا ليا أسبوع أسأل الله عنك لأنك تشفعت بي، واداله رداء أبيض ناصع وقالة دة هايخليك تحتمل الآلام وتثبت في وقت العذابات.. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني يفضلوا كل يوم يضربوه لغاية ما يقطع النفس، ويفتكروه مات، يرموه في سجن قذر، تاني يوم يلاقوه بيتنفس، يفضلوا يعذبوا فيه، وهكذا لمدة سعبة أيام متواصلة. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني في النهاية المعتادة يُترك جرجس الشاب النوراني الرقيق العفيف الطيب المسالم ليد الغوغاء لينكلوا به، أكثر من ألف شخص غير مسيحي مسلح بكل أنواع الاسلحة من جريد لعصي لطوب لشقف لقاذورات، ووصولا للسيوف والاسلحة البيضاء، وكل واحد عايز ياخد بركة قتل الكافر المرتد، وجرجس بيبص وساكت وقلبة فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب، بيبص بصمت، بابتسامة تسامح، بحزن على غلاظة القلوب، بشوق لملاقاة العريس بثياب الشهادة اللائقة بالمجد الأسنى ، بالدخول للأقداس حاملا أثقالا من الاتعاب والعذابات يطرحها أمام المنبر بكل حب، والملايكة حوالين جرجس بتضمد جراحة وبتديلة لحظات ثبات وقوة أخيرة، بتبعت فيها رسالة حية للناس إن ابن الملك ثابت مش مهتز، وإن آلام الجسد لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن.. يعني إيه مار جرجس المزاحم؟ يعني يجري عليه فارس عربي ويضربة بالسيف على راسة ويقسمها نصين، ويتوقف النبض الطاهر، ويحاولوا يحرقوا الجسد الطاهر، والنار تصمت احتراما لنعمة الشهيد وكرامته ، وتتوقف قوانين الطبيعة لبرهة أمام مجد الشهيد، والروح تلملم نفسها بثبات وسكينة، وتستسلم لأيدين الملايكة الحنينة في إذعان وهدوء، ويطلع جرجس يقابل الملك بالأحضان، ويسجد قدام العرش ، ويقعد على مائدة العريس، ويجلس في المتكأ الأول مزين بثياب العرس، ويشوف ايد النعمة بتمسح كل دمعة وتطرد كل حزن وكآبة، وتمحي كل ذكرى مزعجة وكل خبرة ألم.. جرجس المزاحم مكانش مجرد إنسان، مكانش مجرد شهيد، جرجس كان صورة اترسمت بإيد الروح القدس، كان مثال عظيم وفائق لخصوبة الحب الإلهي في تربة مستعدة ، كان أعجوبة تمت بالانسجام المتقن المثالي بين الجهاد البشري المحدود ولا نهائية القوة الإلهية، كان نبتة سمائية مثمرة مبهرة خرجت من عمق شر العالم وقسوتة، كان زهرة عطرة رقيقة شقت صخر قاسي واشرقت للقلوب المتعطشة للنعمة.. السلام للبطل حامل الثلاث اكاليل، السلام لحبك الكامل وايمانك الفائق وشجاعتك الجسورة. تذكار استشهادة 19 بؤونة 675ش (26 يونيو 959م ) 
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
العرض الشجري