رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
🕆تفسير إنجيل يوحنا البشير الطاهر الذي يُتْلى في أحد العنصرة المقدسة🕆 + "38 مَنْ يؤمِنْ بِي، كَمَا قَالت الْكُتُب، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». (يو ٧: ٣٨) + إن الكثيرين برؤيتهم العجائب الباهرة كانوا يؤمنون بأن المسيح هو نبي وقديس "فقال قومٌ منهم إنه يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون أرميا أو واحدٌ من الأنبياء" (مت ١٦: ١٤). غير أنهم ما كانوا يؤمنون بأنه ابن الله المولود من العذراء كما كرز به الكتاب المقدس قائلاً: "لذلك يعطيكم الرب نفسه آيةً ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (أش ٧: ١٤). فلأجل هذا كان المخلص يقول "من يؤمن بي كما قالت الكتب" أي يؤمن بي لا كيفما شاء ولاح له بل كما علَّمت الكتب بأنني ابن الله (راجع تفسير هذه الآية للذهبي الفم وثيوفيلاكتوس). وقد استعمل هنا كلمة بطن بمعنى القلب كما وَرَدَ ذلك في قول داود النبي "وشريعتك في وسط بطني" (مز ٣٩: ١٢). بدلاً من قوله في وسط قلبي. وأما الماء الحي فهو تعليم حُسن العبادة الذي يُحييّ القلوب المائتة بالكفر والضلال وقلة التقوى ويرطِّبُ الأذهان التي قد يبسَّتها الأهواء والشهوات وقد قال أنهار ماء حي ليبين غنى الكرازة الإلهية وغزارتها وعدم فروغها. وقد أيَّدَ الرسل المُلهمون من الله صدق وحقيقة هذه الأقوال السيديّة ، فإنهم مع كونهم صياديّ سمك وأُمييِّن إلا أنهم كانوا يتكلمون بحكمةٍ روحيةٍ عُظمَى، حتى أنه لا الحكماء ولا العلماء كانوا يقدرون على مقاومة قوة أقوالهم. وعليه فقد قال لوقا الإلهي عن استفانوس أول الشهداء "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع ٦: ١٠). وقد كان سلسبيل كرازتهم عظيماً جداً وغزيراً حتى رَوُّوا به المسكونة بأسرها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|