رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كم أنا بائس؟! إلهي...متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة، وتعمل قوّتك الكاملة في؟! إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون والحق والنقاوة، هذه كلّها التي هي لك! أمّا أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة! أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير الحقيقي، رحوم، قدُّوس، عادل. .. أمّا أنا فشرّير، محب لذاتي، خاطئ، ظالم...! أنت النور، أمّا أنا فظلمة! أنت الحياة، أمّا أنا فموت! أنت الطبيب، أمّا أنا فمريض! أنت الفرح، أمّا أنا فحزن! أنت الحق الصادق، أمّا أنا فبطلان حقيقي، مثلي مثل أي إنسان على الأرض! بأية لغة تريدني أن أحدّثك يا خالقي؟! أتوسّل إليك أن تتفضّل فتُصغي إليّ. إنَّني من صنع يديك، وهلاكي أمر مخيف! إنّي جُبلتك، وها أنا أموت! إنّي من صُنْع يديك، وها أنا اَنحدر نحو العدم! إن كان لي وجود، فأنت مُوجدي، "يداك صنعتاني وأنشأتاني" (مز 119: 73). يداك اللتان سُمِّرتا على الصليب، فَلْيُعطياني السلام؛ لأنَّه هل تحتقر عمل يديك؟! أه! أتطلّع إلى جراحاتك العميقة، فقد نقشتَ اسمي في يديك! ِاقرأْ اسمي وخلّصني! إن نفسي التي تتأوه قدّامك، هي من عمل يديك. اخلق منّي خليقة جديدة ؛ فهذا هو عملك. لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: "يا أيّها الحياة، أَحْيني من جديد!" أنَّها من جبلة يديك، تلتف حولك متوسّلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول! اغفر لي يا إلهي، مادمتَ قد سمحتَ لي بالحديث معك . لأنَّه من هو الإنسان حتى يتكلّم مع الرب خالقه؟! نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده! إن الضرورة لا تعرف قانونًا! فالألم يدفعني إلى الحديث معك! والكارثة التي َحَلَّت بي تجعلني اَستدعي الطبيب لأنّي مريض! إنَّني أطلب النور لأنّي أعمى! أبحث عن الحياة لأنّي ميّت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلاَّ أنت؟! يا يسوع الناصري ارحمني! القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة جميلة للقديس شربل على القبر |
طفل المذود للقديس أغسطينوس |
صلاة للقديس أغسطينوس |
مناجاة للقديس أغسطينوس |
أقوال للقديس أغسطينوس |