رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
مر الإسكندر الأكبر وهو راجع من إحدى معاركه المشهورة منتصراً، على فيلسوف يعيش في برميل، فلم يقف له الفيلسوف إحتراماً وإكراماً. وإذا أظهر الإسكندر استياءه الشديد وسأله عن عدم احترامه له قال: "أنا سيد شهواتي وأنت عبد لشهواتك، فأنت عبد لعبدي". ذلك أن الإسكندر كان سكيراً ومستعبداً لشهوات مختلفة. الحرية تنقذنا من عبودية الشهوات الذاتية:
a لقد كانت أجمل الدروس واقواها التى لقنها الرب يسوع لكنيسته الناشئة – للتلاميذ – تلك التى كان مكانها السفينة السائرة فى وسط الامواج الهائجة (مر4: 34- 41) ، (مر6: 45- 54) . لقد اختبر التلاميذ فيها اهمية وجود الرب فى السفينة وتعلموا فى وسط البحر الهائج ما لم يتعلموه من اعظم المعجزات ولقد رأى الآباء فى حياة المسيحى فى العالم وفى حياة الكنيسة كلها شبها كبيرا فى السفينة العابرة لبحر هذا العالم ، شراعها الصليب المقدس ، وربانها الرب يسوع ، والكنيسة فى عبروها تمخر عباب بحر العالم وهى حذرة فى عدم دخول مياه العالم فيها ، وهى تعلم انها تسير فى اتجاه مضاد لتيارات العالم . تسير بطاقة الروح القدس ضد تيار البحر المتلاطم ، وهذا السير المتواصل علامة حيويتها وقوتها . والمسيحى وكنيسته رغم انهما ليسا من هذا العالم ولكنهما ينفعان العالم كثيرا ، فالمسيحى نور والنور يبدد ظلمة العالم والسفينة تحمل رئيس الحياة والحياة تبتلع فساد الموت . والكنيسة تحنو على العالم لتنتشل النفوس التى لاطمتها امواج العالم لتغرقها ، فالكنيسة سفينة إنقاذ وسفينة نجاة تعمل عمل السامرى الصالح مع كل الاجناس الذين خارجها اكثر من الذين بداخلها ... تعمل دائما وباستمرار لان طبيعتها العمل الدائم " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل " (يو5: 17) . ( اولا ) الكنيسة ليست من هذا العالم : يا رب انت تعلم ان سفينة حياتى تعيش فى بحر العالم ، بل انك نبهتنى لذلك وقلت لى " لو كنت من العالم لكان العالم يحب خاصته " (يو15: 19) . آبائى القديسين كان بينهم وبين العالم خط واضح ولم تتسرب مياه العالم لحياتهم . العالم الآن أمواجه شديدة أمواج مادية وشهوانية ودوافع حب امتلاك وحب ظهور وطمع فى مراكزه ... وأنت يا رب يسوع وُلدت فى مذود الاتضاع وهربت فى هدوء من بطش العالم الى ارض مصر ، وذقت يا حبيبى الغربة من طفولتك ولُطمت واتهموك انك مجدف وضد لقيصر ... وفى كل هذا شهدت ضد باطلهم لانك لم تكن من عالمهم . ربى ما هو اسلوب حياتى فى العالم ؟ 1- العالم يهتم بالخارج – خارج الصحفة – وانت قلت لى : ملكوت الله داخلك . ليس المهم شكل المذود ولكن المهم يسوع داخل مذود حياتى . هل الانسان المسيحى يهمه شكل الموضة واللبس ... أم شكل الداخل الذى يسكنه يسوع . العروس تتزين لتعجب عريسها يوم زفافها ، وأنت يا نفسى اهتمى بداخلك لتعجبى يسوع . العريس السماوى لا يهمه نوع الموضة بل يهمه الجمال لداخلى للنفس . والكنيسة اليوم ليس المهم فيها المظهر المادى وكثرة وسائل الاعلام بقدر ما يهمها الآن أن تفوح منها رائحة المسيح الذكية ، ليس لها ان تعظ عن عظمة الآباء بقدر ما تسلك طريقهم . تحدث اب راهب مع نظير جيد ( غبطة بابانا المحبوب ) تحدث معه عن عمارات دير الانبا انطونيوس وعظمتها فى شارع كلوت بك ، فرد عليه نظير جيد قائلا : ( أنطونيوس كان يوزع امواله على الفقراء وأبناء أنطونيوس يجمعون الاموال ليبنوا بها العمارات ) !! يتحدثون الان عن وسائل الاعلام والدعاية للكنيسة ، ولقد كانت رائحة المسيح الذكية هى التى نشرت سيرة انطونيوس للغرب حتى شدت انظار الاوربيين ، فخلع أولاد الملوك تجانهم ليعيشوا مثل انطونيوس ، بل ان الذين تابوا بسيرة اوغسطينوس أكثر من الذين تابوا بعظاته . إن أكثر من 7000 كتاب كتب عن المسيح فى أمريكا والكل يسأل أين نجد المسيح !! فالمسيح لا يُعلن عنه بكثرة الكتب لكن بحياته فى اولاده فتفوح رائحته الذكية . 2- المسيح لا يقبل مجد العالم " مجدا من الناس لست أقبل " . لقد كان مجد الكنيسة فى حياة شهدائها ونساكها . مجد العالم فى الرياء والمراكز والراحة واللذة ... ومجدنا فى العرق والدموع والتوبة ... لان كل مجد أبنة الملك من داخل . نتضرع اليك يا رب ان تعيد للكنيسة مجدها الذى منك وليس الذى من العالم . 3- ينبغى ان يكون اسلوب التعامل فى الاسرة ، فى العمل ، فى الكنيسة هو أسلوب المسيح . فالدهاء والمكر والخداع والكذب والنفاق والمداهنة والدخول فيما لقيصر ... هذا الاسلوب عندما يدخل الكنيسة يكون بمثابة تسرب لمياه العالم فى سفينة حياتى . ربى يسوع اوصيتنى بالصدق ، المحبة ، الموجهة فى شجاعة واتضاع ، الفرز ما بين ما هو لقيصر وما هو لله ، الخضوع للرؤساء ، الاتكال على الله ، الز ، إنكار الذات . 4- وتحذرنى يا رب من الاساليب الاجتماعية العالمية وتقول لى " الماء الذى يعطيه العالم الذى يشرب منه يعطش ، أما الماء الذى أنا أعطيه فالذى يشرب منه لا يعطش الى الابد " (يو4: 13، 14) . فالخياة المسيحية باحتياجاتها عندما تشبع بوسائل العالم الاجتماعية ، ومشاكل الشاب عندما تُحل بالاشباع الجنسى وتركيز الحديث مع الشاب عن الكبت والاختلاط والجنس ... اكثر من الحديث عن المسيح والتوبة ... كل هذا بلا شك هو جنوح من السفينة لتصطدم بصخرة هذا العالم . الكنيسة اسلوبها الصلاة ، التوبة ، اللجوء لحضن يسوع ، الانسحاق ، أ،صاف الحلول فى حياتى هى عرض شيطانى ... 5- وعلمتنى يا رب داخل السفينة هذا الدرس الخالد : أن غرق السفينة يعنى غرق الكل ، ونجاتها يعنى نجاة الكل . الاتحاد والوحدة فى الرأى والهدف واختفاء الذات ، لم أعد أقول من هو الاعظم بل الكل يقول لنعمل كى ننجو . وهذه الروح مبنية على الطاعة والتفاهم وإنكار الذات ... لم تعد تقول أنا السبب فى نجاة السفينة ، بل الكل يقول أن الرب وحده هو الذى سمع الصراخ وسكٌن الرياح وقاد السفينة للأمان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوستينوس فيلسوف وشهيد |
ألبير قصيري فيلسوف الكسل |
فيلسوف الصمت |
فيلسوف الصمت |
تفكير فيلسوف |