رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس موسى النبي معاين الله 4 أيلول غربي (17 أيلول شرقي) من قبيلة لاوي. ولد في مصر أيام كان العبرانيون في خدمة فرعون. عندما ولد، كان هناك أمر فرعوني قد صدر بأنه لا يجوز لأولاد العبرانيين الذكور أن يعيشوا. ألقته أمّه في سلّ في نهر النيل، فرأته ابنة فرعون وتبنته. اسم موسى معناه: "المنقَذ من الماء". نشأ موسى بين المصريين وأتقن حكمتهم. ولما بلغ الأربعين قتل مصريا كان يتعارك وعبراني، واضطر إلى الفرار. لجأ إلى بلاد مدين حيث تزوّج سيفورا ابنة يثرو، كاهن مدين، فأنجبت له ابنا سمّاه جرشوم الذي معناه (أنا غريب في أرض غريبة). في مدين عاش موسى راعيا لأغنام عمّه. هناك بين الجبال والبرّية، في كنف الوحدة والسكون، أعد الله عبده موسى لعمل عظيم، ليكون راعيا لشعبه إسرائيل. وحدث يوما انه ساق قطيعه إلى جبل سيناء الذي هو حوريب، فظهر له الله وعاينه موسى، على قدر ما يمكن الإنسان أن يعاين الله. رأى موسى، بأم العين، علّيقه ملتهبة بنور أشدّ ضياء من نور الشمس ولم تحترق. فكان ذلك بمثابة رسم للسرّ الكبير الذي تمّ بمجيء المخلّص في الجسد من مريم البتول. قضى موسى في مدين أربعين سنة، ثم عاد إلى مصر بناء لأمر الله. عاد ليخلّص الشعب العبراني من عبودية فرعون. و إذ بدت المهمة صعبة عليه وحده، وهو الذي لا يملك موهبة الكلام، أعطاه الرب الإله هارون أخاه معينا ومعبّرا لدى الشعب. دخل موسى وهارون إلى فرعون وأبلغاه بكلام الله أن يدع الشعب الإسرائيلي يذهب، فلم يصغ إليهم، لأن العبرانيين كانوا عبيدا نافعين، لاسيما في البناء. وضرب الله مصر عشر ضربات بواسطة عبده موسى. حوّل مياه مصر إلى دم، وأرسل لهم الضفادع فملأت الشوارع والمخادع، ونفخ الغبار فصار بعوضا وفتك بالناس، وبعث بالذباب فأفسد الأرض، وأمات مواشي المصريين وملأ الدنيا رمادا، وضرب الناس والبهائم بالقروح، وأمطر البرد فخرّب المزروعات، وأرسل الجراد فغطّى وجه السماء، وكسف نور الشمس، وأخيرا ضرب كل بكر من أبكار المصريين. كل ذلك نجده مفصّلا في الكتاب المقدّس، في سفر الخروج. أخيراً، ترك فرعون الشعب يذهب. وفي الطريق، شقّ الرب أمام شعبه البحر الأحمر فعبر على اليبس، ثم ردّ المياه على المصريين بعدما ندموا لتركهم العبرانيين يذهبون ولحقوا بهم طالبين إعادتهم إلى مصر عبيدا. وقاد موسى الشعب العبراني في الصحراء أربعين سنة، يربّيه بإيعاز الله، ويعدّه لاقتبال خيرات أرض الميعاد. ورغم التعديات والجحود الذي أبداه العبرانيون في الطريق، رغم اشتياقهم إلى ارض العبودية، مصر، وإلى الثوم والبصل هناك، وإلى عبادة الأصنام، لم يتخلّ الله عنهم، بل صبر عليهم واعتنى بأمرهم، وكان لصلاة موسى ووساطته دورها الكبير في ذلك. في البريّة، أظهر الرب الإله رأفته على شعبه من خلال آيات شتى صنعها أمامهم، فأنزل لهم الّمن من السماء يقتاتون به، وحلّى المياه المرّة، وقادهم بالغيمة نهارا، وبلمعان النور ليلاً، ونصرهم على أعدائهم. ولما قرب الشعب من جبل سيناء، دعا الرب الإله موسى ليصعد إليه. هناك، على الجبل، أظهر العلي نفسه لموسى في غيمة مضيئة وصوت الأبواق. وكلّم موسى الله كما يكلّم الصديق صديقه، وأجابه الله بالرعود. أظهر الله مجده وعلّم موسى أحكام الشريعة. وبقي موسى، فوق، أربعين يوما تلقّن خلالها ما كان ضروريا لاقتناء الفضيلة ومعرفة الله. كذلك تلّقى من الله المواصفات الدقيقة الخاصة ببناء الخيمة، والطقوس التي ينبغي على الشعب تأديتها انتظارا لمجيء المسيح بالجسد. وبعدما تملأ موسى من كل هذه الإعلانات السماوية، نزل مزوّدا بلوحين حجريين عليهما الوصايا العشر خطّها الله بإصبعه. كان النور الإلهي قد دخل عميقا إلى قلبه وطفح على وجهه. وإذ لم يكن الشعب قد تلقّن، بعد، أسرار الله، لم يستطع تحمّل النظر إلى وجه موسى، فاضطر لأن يضع برقعاً على وجهه. ورغم كل العلامات والآيات التي أعطاها الله لشعبه، استمر الشعب يخطئ إلى الرب إلهه ويمرمر عبده موسى. ومع أن موسى لم يكفّ عن التوسط لدى الله من أجل الشعب، فانه شكك في عون الله عندما عطش الشعب في مريبا. ولكن، بأمر من الله، ضرب موسى الصخرة، فخرج منها ماء حي وشرب الشعب. وكان لخطيئة موسى والشعب ثمنها، فقال الرب الإله انه لا يدخل إلى ارض الميعاد كل ذلك الجيل الذي خرج من مصر لأنه لم يؤمن بوعود الله. وبالفعل، عندما بلغ موسى سنّه المائة والعشرين، وكان الشعب على وشك الدخول إلى الأرض التي تفيض لبناً وعسل، صعد موسى، بناء لأمر الله، إلى قمة أباريم وعاين أرض فلسطين من بعيد. وهناك، على تلك الأكمة، رقد موسى ودفن. ولا يعرف أحد إلى اليوم الموضع الذي دفن فيه. هذا هو موسى، كليم الله، الذي جاء في سفر العدد أنه كان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عدد 3:12 ). موسى رمز من رموز المسيح في العهد القديم. فالرب يسوع حرر البشرية من عبودية الخطيئة والموت, موسى حرر الشعب من عبودية فرعون. الرب يسوع المسيح يقودنا الى ملكوت ابيه عبر حياة التوبه, وموسى قاد الشعب الى ارض الميعاد عبر صحراء التروض على طاعة الله. الرب يسوع علم كلمة الحياة, وموسى كان معلما للشريعة. الرب يسوع وسيط وحيد بين الله الآب والناس, وموسى كان وسيطا وحيدا بين الله وشعبه اسرائيل. في العهد الجديد, ظهر موسى مع ايليا يتحدثان, على قمة ثابور, الى الرب يسوع, فكان ذلك بمثابة اشارة الى انه في المسيح اكتمل سعي موسى, وللمسيح كانت شهادة الشريعة في العهد القديم, واعدادا لمجيء المسيح كانت هذه الشريعة. طروبارية للنبي موسى باللحن الثاني إننا معيّدون لتذكار نبيّك موسى، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلّص نفوسنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موسى النبي معاين الله |
ايقونة القدّيس موسى النبي |
القدّيس موسى الحبشي البار |
القدّيس موسى النبي معاين الله |
تفسير التوراة اسفار موسى النبى ودراسات روحية فى شخصية موسى النبى لابونا داود لمعى |