رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثق بأن لله قصداً لماذا تخاصمه؟ لأن كل أموره لا يُجاوب عنها ( أي 33: 13 ) صديقى المتألم الذي بين شقي الرحى وترى كل ما أنت فيه بلا غاية مما يجعله شديد الوطأة، لكن عندما تنظر إلى ما أنت فيه بمنظار الله سوف تتجمل بصبر، لأنك تثق بأنه لن يصيبك شيئاً إلا بسماح من محبته، وتجد أن هذه المحبة قد سيَّجت حولك، وتدرك أن كل ضائقة دخلت فيها نفسك لم تكن بمحض الصدفة، ولا هي بإرادة أحد من البشر كائن مَنْ كان، محب أو خصيم، بل كل شيء هو بقصد إلهي وخطة حكيمة وله غاية في قلب معبودنا. أخي ستصل في النهاية إلى معرفة أن مَنْ قصدوا لك شراً قصد الله به خيراً. .. إنك لا تدرك الآن ما هو صانع، ولكنك ستفهم فيما بعد "إن الشونيز (حبة البركة) لا يدرس بالنورج ولا تُدار بكرة العجلة على الكمون ، بل بالقضيب يُخبط الشونيز والكمون بالعصا. يُدق القمح لأنه لا يدرسه إلى الأبد". تامل في هذه الحبوب التي يسمح لها الخالق الحكيم بالتخبيط والدرس، أخي إنما لإزالة الغلاف الخارجي يسمح لها الله بذلك، أي لقهر الجسد وإماتة الذات وإبراز الثمر في روعته .. هكذا المؤمن بعد خروجه من بوتقة الألم يستخدمه الله في شفاء اخوته كما نرى في الشونير (حبة البركة). كما أن الكمون يرمز للمؤمن ذي الرائحة الطيبة، والقمح أيضاً يرمز للمؤمن المُستخدم من الله لإشباع شعبه. وهكذا فهناك فوائد كثيرة من وراء معاملات الله. وأنت تعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله. والذين يتألمون بحسب مشيئة الله يستودعون نفوسهم كما لخالق أمين مستمرين في عمل الخير . واعلم يقيناً أنه سيُخرجك من التجربة كما نوى في علمه، وسوف يتمم قصده الذي هو لخيرك. اسمع القول: "قولوا للصديق خير". واعلم أن كل ما يحدث يخرج من رب الجنود الذي هو عجيب الرأي عظيم الفهم. بحق نقول عنه قول أليهو: "القدير لا ندركه. عظيم القوة والحق، وكثير البر لا يجاوب" ( أي 17: 23 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة فوستينا | يا يسوع إنّي أقصُدُ قصداً ثابتاً وأبديًّا |
ثق بأن لله قصداً |