منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 02 - 2019, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,428

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر مزامير سليمان الابكريفي المنحول

ب - الأهميّة اللاهوتيّة
السفر أدبٌ في قلب الأزمة. ولكنها أكثر من أزمة سبّبها جيشٌ غريب أتى واحتلّ الوطن. هي واقعٌ قاسٍ يجتاحُ اللاهوت التقليديّ. فحين دخل جيش بومبيوس إلى أورشليم، وجالوا في حرم الهيكل، حطّموا المواعيد القديمة، وداسوا العهد الذي لا يمكن أن يُنتهك. ومع أن حقبات تاريخيّة عديدة، ومع أن أدباً كثيراً أنتجته هذه الحقباتُ فكان «أدب أزمة»، فصاحبُ مزسل قد انصدم بسيل من الأحداث كادت تجرفه، فحرّكت ضيقاتُ الزمن فيه شكوكاً لاهوتيّة عميقة. أمسكته فجاءةُ الأحداث، فبحث عن معنى لهذا الوضع، يكونُ معقولاً ويُبعده عن نظرة يائسة. فكانت نظرته إلى الله موضوعاً عاد إليه أكثر من مرّة (2: 1، 15- 18؛ 3: 3- 5؛ 4: 8؛ 8: 3، 23- 26؛ 9: 2).
أ - نظرة السفر إلى الله
هنا نرى صاحب المزامير ينتقل من حلول «بيبليّة» عُرفت قبل المنفى، وحلول تأمَّلها في أيامه. فمن الواضح أنه لم يتخلّ عن فكرة تقول بعدالة الله في هذه الحياة، حيث الأبرار يَنجحون والأشرار يُعاقَبون. فالنجاح والعقاب علامتان منظورتان تدلاّن على رضى الله أو عدم رضاه. ولكن هذه الظرة «البيبليّة» إلى الله حرّكت برهاناً ذا حدّين: فالأحداث الأخيرة أثّرت على الأمّة وعلى الفرد، فرمت الشكّ في نظرة كانت واثقة ممّا تقول. فقد لاحظ الكاتبُ بسرعة، أن الأمّة عُوقبت بسبب خطاياها. فهذه الضربات تتوخّى أن تعرض الخطايا الخفيّة وتبيّن أن الله هو الديّان القدير والعادل، الذي لا يُفلت أحدٌ من حكمه (2: 8؛ 9: 1- 3؛ 17: 1 ي). غير أن المصلّي العارف بعدالة عمل الله، واجَه صعوبةً حقيقيّة: كيف سمح الله للأمم الوثنيّة بأن تدمِّر اسرائيل؟ تذكّر كم كرّر الله أن اسرائيل هو شعبه المحبوب الذي عقد معه عهداً دائماً (7: 8- 9؛ 9: 8- 11؛ 11: 7؛ 14: 5؛ 17: 4)، وطلب من الله أن لا يسمح للأمم بأن تنتصر على شعبه انتصاراً كاملاً (2: 22- 25؛ 7: 3- 5؛ 8: 27- 31).
وكانت محاولتُه الأخيرة، إيجادَ حلّ لصعوبات اسرائيل في الملك المسيحانيّ، في الأيام الأخيرة (7: 10؛ 11: 1 ي؛ 15: 12؛ 17: 1ي؛ 18: 6- 10). ولكن هذا الرجاء الطيّب ليس لمستقبل بعيد. بل إن ضيق اسرائيل الحاضر أقنع صاحبَ المزامير أنَّ يومَ ملكوت الله قريب، لأن الله لا يقدر أن يسمح لهذا التهديد الخطير أن يستمرّ ويدوم.
وحين واجه المصلّي مسألة ألم الأبرار الضروريّ، كان موضوعُ تبرير الله أكثر حدّة. فمع أنه يقبل بأن يندّد بخطايا الأمّة (2: 8- 9؛ 17: 10)، فهو يُعلن أنه يعتبر نفسه وجماعة الأتقياء، بدون ذنب. إذن، لماذا يتألّمون؟ إن فكرة الذنب لدى الجماعة، ليست منتشرة بحيث تُتيح له بأن يبرّر الله الذي سمح أن يتألّم الأبرارُ كما يتألّم الأشرار. وفي بعض الجمل، سيرى أن اضطهاد الابرار لا يأتي من العالم الوثنيّ، بل من إخوتهم اليهود (4: 1 ي). وهذا يتطلّب حلاً يختلف عن الحلول التي استعملها من قبل، ليشرح ألمَ الأمّة كلِّها.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طيف بولس في الأدب المنحول
اختلاف ارقام مزامير الاجبية عن مزامير الكتاب المقدس
لماذا الصليب في التقليد الروميّ الأرثوذكسيّ يُرسَم بأربعة مسامير وليس بثلاثة مسامير ؟؟
نص إنجيل نيقوديموس المنحول
إنجيل نيقوديموس المنحول


الساعة الآن 10:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025