أكد الأطباء بأنهم شهدوا منفعة بكاء الأطفال وحكمته وقالوا أن في أدمغة الأطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أضرارا كبيرة. فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم فتقوى أدمغتهم وتصح وأيضا فإن البكاء يوسع مجاري النفس ويفتح العروق ويقوى الأعصاب وكم للطفل من منفعة ومصلحة فيما تسمعه من بكائه وصراخه والذي خفي على أكثر الناس واضطرب عليهم الكلام في حكمه فكلما بكى طفل من حول الآباء كلما سارعوا إلى إسكاته بأيّ وسيلة وبأيّ أسلوب حتى وإن لم يكن تربوياً !! ولذا نرى الأطفال يستخدمون هذا السلاح للضغط على من حولهم وخصوصاً الأمّ لتلبي كل متطلباتهم.
و هناك قصة عن احد الأمهات بكى طفلها بين يديها في إحدى المناسبات ولم تلتفت إلى بكائه فلما زاد بكاؤه أشارت عليها النساء من جليساتها بالالتفات إليه فأجابتهنّ بأسلوب لبق بأن طفلها لا يشكو من جوع أو عطش فقد تعاهدته بذلك قريباً , كما لا يشكو من ألم لأنني أميّز أسلوب بكائه إذا أصابه ذلك , أيضاً تمّ تبديل ما يلزم من ملابسه الداخلية قبل قليل , فبادرتها النساء : مم يشكو إذاً ؟؟ قالت: يريدني أكون على ما تهواه نفسه, ما به إلا دلال زائد وأنا دون ذلك, أنا في مجال تربية لهذا الطفل فلن أدعه يفرض عليّ ما يريد كما يريد أخواتي – ولازال الكلام لها – إنّ أيّ أم ستقفز عند أدنى صوت بكاء تسمعه قد تتعب كثيراً
وتأمّلن حال الكثير من الأمهات اللاتي يلتفتن بزيادة مفرطة إلى هذا قد مللن وسئمن , في ظلّ وجود طفل ذكيّ يختبر استجابة أمّه عند كل ملمّة , قالت النساء : متى سيتوقف طفلك عن بكائه ؟ قالت: بعد قليل, وستلاحظن ذلك جيّداً, وما هي إلا دقائق حتى عاد إلى وضعه الطبيعي من اللعب ونحوه, و لكل أم مادمت مطمئنة على وضع طفلك من حيث عدم الجوع والعطش ومن حيث تبديل ما يلزم تبديله من ملابسه الداخلية ولم تتغيّر طبقة صوت بكائه من ألم قد أصابه فما الذي يقلقك ويفزعك ويقيمك من مجلسك وهو أمام ناظريك ؟ لا بأس دعيه يبكي قليلاً لتحققي ما أشار إليه ابن القيم – يرحمه الله تعالى - في أدمغة الأطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثا عظيمة فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم فتقوى أدمغتهم وتصح وأيضا فإن البكاء يوسع عليه مجاري النفس ويفتح العروق ويقوى الأعصاب وكم للطفل من منفعة ومصلحة فيما تسمعه من بكائه وصراخه