رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاجة من الحاجات اللي لا يمكن أنساها وبتيجي مناسبات كتير بتفكرني بيها، هو اللي حكيتهولي إنسانة قريبة مني وأنا باعلق لها على إزاي حُضن ابنها ممتع وجميل وهو بيسلم عليَّ. ضِحكِت ساعتها وقالت لي "آه لو تعرفي هو إزاي بقى كده ". الولد الصغير ده كان عنده أختين أكبر منه مش بكتير. وهم لسه مش كبار قوي لكن بدأوا يلاحظوا إن أخوهم مالهوش في الأحضان . فمسكوه همَّ الإتنين وعلموه إزاي يُحضُن أصحابه وإخواته وقرايبه تعبيراً عن تحية وحب . وقفوا قدامه ومدوا إيد ورا إيد وحضنوا بعض وبعدين وروه إزاي وهمَّ حاضنين بعض عمالين بإيديهم يطبطبوا على ظهر بعض بحب وحنية. وقعدوا يمرنوا أخوهم الشقي اللي أصلاً كان من الصعب يقعد دقيقة من غير ما يتحرك لحد ما إتعلم. صحيح في الأول كان الموضوع ميكانيكي بس شوية شوية قدر يحس بالمشاعر اللي بتطلع من القلب بحقيقي وقدَّر قيمة الدرس. غريبة قوي الإختراع ده. إزاي مُجرد لفة الإيدين ومحاوطتهم للشخص ممكن تنقل مشاعر الحب والحنان ده. هأموت وأعرف إبتدى إزاي ومين أول واحد اكتشفه. ناس كتير ماجربتش تتحِضِن وبالتالي مااتعلموش يحضنوا. أكيد ده طبيعي لإن فاقد الشىء إزاي يعطيه؟ أنا شخصياً أعرف ناس قريبة جداً مني عاشوا سنين طويلة في بيت والديهم وعمرهم مااتحضنوا. ممكن الآباء نفسهم ماكانوش عارفين معنى ولا قيمة ده لإن يمكن هم نفسهم آباءهم ماحضنوهومش. آه صحيح ممكن يعبروا عن حبهم بإهتمام ورعاية لكن نيجي عند الأحضان، نلاقيهم مابيفهموش فيها وهم مالهوش ذنب خالص في ده. وساعتها المشكلة بِتَعُّم الجميع وتلاقي مجتمع طالع مفتقد نوع التعبير العجيب ده اللي بينقل معاني كتير للطرفين. ومايصدقوا يلاقوا حد بيحبهم فيرموا نفسهم في حضنه ولو فعلاً الشخص ده حقيقي بيحبهم ، تلاقي شعور دفا وراحة عُجاب وتلاقي الشخص مش عايز يطلع من الحضن ده. ناس كتير وهي بتدور فعلاً بتلاقي حضن مُخلص بيحب بجد بس للأسف من كتر الحوجة ناس بترمي نفسها في أحضان غريبة غير أمينة وبتجني بعدها ثمار مؤلمة وخيمة. ياما ناس عاشت بعدها في ألم وحسرة على نتايج فضلت عايشة معاها، ومكملة بأهوال توابعها وذِكرَاها. قالها سليمان الحكيم بعلو صوته:“أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلَا تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟” (أمثال ٢٧:٦). الصورتين دول جم في سكتي ورا بعض. مجرد النظر ليهم دوب قلبي . مين اللي علم الطفل الصغير ده يحضن بيبي واضح إنه حتى مش اخوه ولا شبهه. حسّيت إن الطفل ده لسه محتفظ بالصفات الروعة اللي اتخلق بيها ولسه ماوصلتلوش إيد الشر اللي بتخرب كل اللي ربنا خلقنا بيه على صورته . والصورة التانية برضه فيها حضن والعجيب اللي آسرني إن لمسة إيد الطفلة كأنها لمست قلب بينبض بالحب لها. عارفين؟ أنا اكتشفت إن أبويا السماوي اللي مش شايفاه بعينيا لسه، أقوي مصدر للحضن. ياما وأنا في محضره شعرت إنه مادد إيدين سماوية وبيضمني لصدره ويطبطب عليَّ ويديني حُضن روحي عجيب. وياما حسّيت إن إيدي لمست قلبه زي صورة البنت دي وأنا في حضنه. إتعلمت إن مهما كانت الظروف، المصدر الحقيقي اللي بيضخ الحب اللي مالهوش أي غرض غير توصيل رسايل قبول واهتمام وإحتواء وحماية هو بس اللي مبعوت من عنده. وعارفين كمان؟ لما إنت بتاخد الحضن المظبوط ده بتتحول إنت كمان لحضن دافي لناس كتير محرومة منه وكأنك بحضنك الصافي ده بتحميهم من البحث عن أحضان غلط. وتلاقي نفسك إنت كمان نايبك واصل لك من الحب لإن “ .. ٱلْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى.” (أمثال ٢٥:١١). شكراً يارب على حضنك. صحيح “شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي.” (نشيد الأنشاد ٦:٢). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شكراً من كل القلب شكراً للقدوس الرب شكراً لأنه أعطانا ابنه |
شكراً يارب |
شكراً أوي علي حضنك الدافي |
شكراً ع سنة عدت يارب |
شكراً ليك يارب |