رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
· يارب لماذا كثر الذين يحزنوني ؟ عظة البابا تواضروس الاسبوعية الأربعاء ٧ نوفمبز ٢٠١٨ م .. ٢٨ بابه ١٧٣٥ ش. يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ ..... .تأملات في المزمور الثالث لقداسة البابا في اجتماع الأربعاء الأسبوعي بالكاتدرائية يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ. كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: «لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ». سِلاَهْ. أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ. سِلاَهْ . أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي.لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب الْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي . قُمْ يَا رَبُّ! خَلِّصْنِي يَا إِلهِي! لأَنَّكَ ضَرَبْتَ كُلَّ أَعْدَائِي عَلَى الْفَكِّ. هَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ عَلَى شَعْبِكَ بَرَكَتُكَ. سِلاَهْ. أحب أتأمل معكم اليوم في المزمور الثالث وقد قرأته لكم من الإنجيل ولكن سوف أقرأ لكم الترجمة من الأجبية ومعظمنا حفظها: "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني، كثيرون قاموا علي. كثيرون يقولون لنفسي، ليس له خلاص بإلهه. أنت يا رب أنت هو ناصري، مجدي ورافع رأسي. بصوتي إلى الرب صرخت. فاستجاب لي من جبل قدسه. أنا اضطجعت ونمت، ثم استيقظت لأن الرب ناصري. فلا أخاف من ربوات الجموع المحيطين بي القائمين على. قم يا رب خلصني يا إلهي، لأنك ضربت كل من يعاديني باطلا . أسنان الخطاة سحقتها. للرب الخلاص وعلى شعبه بركته. هلليلويا." سفر المزامير من الأسفار العظيمة في الكتاب المقدس التي نستخدمها في معظم صلواتنا تقريبا . نستخدمها في الأجبية في الصلوات اليومية وفي القداس عشية وباكر وقراءات القداس. سفر المزامير أجمل ما فيه أنه يعبر عن الكيان الإنساني أنت إنسان هذا الزمان كان هناك شخص مثلك تماما بنفس مشاعرك لكن في العهد القديم إسمه داود النبي بتحزن هو كان بيحزن بتفرح هو أيضا كان يفرح بتتألم هو أيضا نفس المشاعر الأنسانية لم تتغير ولذلك يا أحبائي عندما نلجأ إلى المزامير إنما نرى نفوسنا في داخل هذا السفر مشاعرنا إحساستنا الداخلية ما يحيط بنا ويمر علينا كنا صغارا أم كبارا نجده في هذا السفر وهذا السفر بالألام والأفراح أو الأبتهاجات أو حالات البؤس تعبر عن النسان في مراحل حياته الأنسانية . هذا السفر مهم لنا جدا وأريدك أن تأخذ معلومة صغيرة أن داود النبي عندما كتب هذا السفر كتب تقريبا نصفه أو 73 مزمور منسوبين لداود بقية المزامير منسوبين لآخرين كآساف. شخصية داود شخصية غنية سوف تجد نفسك في أي مراحل من حياة داود ..مراحل الأنتصار ..الأنكسار ..الوقوع في الخطية..التوبة ستجدها في حياته التي بها مجموعة متكاملة من المشاعر الأنسانية. مزمور اليوم مزمور رقم 3 هو أحدى مشاهد في حياة مرنم إسرائيل الحلو. داود كان ملكا وهذا مكانه قديرة جدا في العهد القديم وبالرغم من هذا تأذى من كثيرين ولكن الأذى الأكبر كان يشعر به من أبنه أبشالوم. وعندما قام أبشالوم بمشورة أخيتوفل وهي مشورة شريرة وتمرد على أبيه...أرجو أن تعيشوا هذه المشاعر معي. ماذا يفعل داود ؟! لم يكن له ملجأ سوى الصلاة لكنها ليست صلاة اليأس أو الشكوى لكنها صلاة الثقة في يد الله التي تعمل ومن هنا عظمة داود النبي. نصلي هذا المزمور في صلاة باكر صباحا لأن ربما في يومك تصادف من يتمرد أن من يضايقك أو من يحزنك. وأحب قبل أن نتأمل في المزمور المكون من 8 آيات ورقم 8 عندما تصادفه تذكر السما والأبدية. كما تعلمون رقم 7 هو رقم الكمال رقم 6 يشير للنقص أما 8 فهو كمال الكمال والسماء هي كمال الكمال ولذلك أقرأ معك مشهد الذي جعل داود يصلي هذا المزمور. هذا المشهد في 2 صم 15 – 17 هو مشهد طويل وسوف أقرأ جزء صغير من 2صم 15 : 1 -4 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ أَبْشَالُومَ اتَّخَذَ مَرْكَبَةً وَخَيْلاًوَخَمْسِينَ رَجُلاً يَجْرُونَ قُدَّامَهُ.وَكَانَ أَبْشَالُومُ يُبَكِّرُ وَيَقِفُ بِجَانِبِ طَرِيقِ الْبَابِ، وَكُلُّ صَاحِبِ دَعْوَى آتٍ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ الْحُكْمِ، كَانَ أَبْشَالُومُ يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «مِنْ أَيَّةِ مَدِينَةٍ أَنْتَ؟» فَيَقُولُ: «مِنْ أَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ عَبْدُكَ فَيَقُولُ أَبْشَالُومُ لَهُ: «انْظُرْ. أُمُورُكَ صَالِحَةٌ وَمُسْتَقِيمَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ مَنْ يَسْمَعُ لَكَ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ. ثُمَّ يَقُولُ أَبْشَالُومُ: «مَنْ يَجْعَلُنِي قَاضِيًا فِي الأَرْضِ فَيَأْتِيَ إِلَيَّ كُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ خُصُومَةٌ وَدَعْوَى فَأُنْصِفَهُ؟» كان إبشالوم يفعل هذا مع أبيه داود كلما جاء أحد الى داود بشكوى كان يقول له أن هذا الملك لا يستمع إلى أحد فكما تعلمون من وظائف الملك قديما أنه قاضٍ. هذا الملك لا يقضي لأحد يشوه صورة أبوه ... من جعلني ملكا وسأنصف دعوة كل إنسان .. إبشالوم هل نسيت مكانتك؟! نسيت من تجرح ؟! وكإن أبوه الملك ليس قاضيا ولا ينصف أحد. ... ما أعظم خطيتك 2 صم 15 : 5 – 6 وَكَانَ إِذَا تَقَدَّمَ أَحَدٌ لِيَسْجُدَ لَهُ، يَمُدُّ يَدَهُ وَيُمْسِكُهُ وَيُقَبِّلُهُ. وَكَانَ أَبْشَالُومُ يَفْعَلُ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ لأَجْلِ الْحُكْمِ إِلَى الْمَلِكِ، فَاسْتَرَقَّ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ. ... رياء وخداع جعل قلوب رجال إسرائيل بدلا من أن تتجه إلى الملك الذي هو قاضي هو يسرقها ... ما أبشع خطيتك ..أنها تركيبة من الخطايا إن حللناها 2 صم 15 : 7 – 8 وَفِي نِهَايَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ أَبْشَالُومُ لِلْمَلِكِ: «دَعْنِي فَأَذْهَبَ وَأُوفِيَ نَذْرِي الَّذِي نَذَرْتُهُ لِلرَّبِّ فِي حَبْرُونَ، لأَنَّ عَبْدَكَ نَذَرَ نَذْرًا عِنْدَ سُكْنَايَ فِي جَشُورَ فِي أَرَامَ قَائِلاً: إِنْ أَرْجَعَنِي الرَّبُّ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَإِنِّي أَعْبُدُ الرَّبَّ.... يظهر بصورة مختلفة أمام أبيه يظهر كأنه حبيبك لكن يطعنك من الخلف. يقف أبشالوم في الخارج يتجمل ويتعظم ويتكبر ويهين ويشوه أبوه الملك وضم حوله ناس ويتمرد0 يتمرد على من على أبوك ... هل نسيت نفسك يا ابشالوم؟! الخطية تصنع ذلك تفقد الإنسان الرؤية0 فوقف داود النبي صاحب النية الحسنة وقال له أذهب بسلام زكما تعلمون جميعا أن إبشالوم هذا ظل يقع في الخطأ إلى إن كانت نهايته نهاية شريرة جدا وهو يركب الخيل ذاهبا متباهيا بنفسه لكي يأخذ مكان أبوه الملك وشعره حول رأسه يتعلق بفروع شجرة والخيل يجري من تحته ويظل هو معلقا .. نهاية الشر. ... الرب ليس بنائم او ساكت. الشر يكبر ويكبر لكن كما قال المسيح في مثل الحنطة والزوان "دعهما ينميان معا" مز 3 : 1 – 2 أسمع داود وهو يتألم ويشكو إلى الله ويبث آلامه ... كان لديه مضايقيين ... أعداء...خصوم ... مقاومين ومتمردين عليه والسبب أبنه. وكإن أبشالوم يريد أن يصنع بلغتنا اليوم ثورة ضد أبوه ... لكن ما هي النهاية؟! من يذكرك اليوم يا إبشالوم ؟! في كل قداس نذكر داود النبي وعندما نمسك الأجبية لنصلي بها نفتكر داود. في نظر البشر المحدود كإن ليس أحد لينجده ..كلام البشر محبط يقولون أين إلهك الذي تسبحه نهارا وليلا؟! ماذا سيفعل لك؟ كأنهم يعطونه جرعات من اللا أمل اللا رجاء وإن شئتم الدقة جرعات من اليأس. وهذا اليأس يزيد الألم النفسي جدا. أريدك أن تعلم أمرا هاما أن عدو الخير الشر ليس امامه سوى سلاحين سلاح اليأس وسلاح التشكيك. يزرع بداخلك اليأس من ظروفك ومن هم حولك أو يشكك في كل شئ يشكك في محبة ربنا في محبة من حولك في قدراتهم في عملهم كلامهم وخدمتهم. عدو الخير له قدمين اليأس والشك. عندما نودع أحبائنا نودعهم على رجاء القيامة نودعهم بلا يأس (مز 3 : 3 -4 ) أما الجزء الثاني من المزمور يتكلم عن السلام الذي كان في قلب داود بالرغم من كثرة المضايقيين والذين يتسببوا في حزنه ... هذا واقع الحال لكن من داخله يملك سلاما" أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي . مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ." في الخارج هياج لكن في الداخل وضع آخر فهو يستخدم صيغة إيجابية وكتعبير أدبي تسمى صيغة المحارب الشجاع... لا ينكسر ولا ينهزم. بالرغم ما عندي من مضايقات لكن عندي ثقة أكثر في آلهي. فالترس أداة من أدوات الحرب تصنع من خشب أو معدن وتغطى بالجلد ثم يدهن هذا الجلد بالزيت فيصبح لامعا ويكون للحماية في الحرب ..صورة للحماية من الخطر. صحيح هناك الأعاء والمضايقيين والمحبطين لكنك مجدي ورافع رأسي فهناك قول يقول إذا كنت مع الله فأنت مع الأغلبية. بصوتي إلى الرب أصرخ فيجيبني وكإن ربنا ليس له سوى داود يستمع لما يقوله ... كلما إشتدت الضيقات كلما إستمع الله إلى صرخات القلب. والصراخ ليس الصوت العالي لكنه الطلبة من الأعماق. أنت يا رب رافع رأسي ترد إعتباري ترد لي كرامتي فكرامتي هي منك يا رب. " يجيبني من جبل قدسه" ما اجمل هذا التعبير ...الجبال دائما رمزا للقديسين في العلو والشموخ في القامة الروحية. مجرد أن يصرخ في الضيقة يجاوبه الله فأَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي. كيف سيكون لك نوم في هذا الوضع المضطرب؟ أنا في يد الله محفوظ ..في منتهى الراحة. هذه هي الثقة في حماية الله. هو ينام ليلا في سلام في أقسى الظروف والأحوال لأنه محفوظ في يد الله. النوم هنا قمة الثقة في الله. وهذه الآية أيضا ترمو إلى أحداث القيامة. لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب الْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي الربوة هي عشرة آلاف ويصف أنهم يحاصرونه لكنه واثق. لأن الشطارة في وسط الضيقات إلا ترى عينيك سوى المسيح. فالعين يمكن أن ترى حاجتين الضيقة فتخاف أم الله فيكون كلك إيمان وثقة. ماذا سوف ترى عينيك؟ إن نظرت إلى التراب لن يكون هناك سوى الخوف والضيقة لكن إن نظرت إلى السماء سيكون هناك الثقة والرجاء والأمل قُمْ يَا رَبُّ! خَلِّصْنِي يَا إِلهِي! لأَنَّكَ ضَرَبْتَ كُلَّ أَعْدَائِي عَلَى الْفَكِّ. هَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ. قم هنا تعني أظهر قوتك يا رب للآخرين. الرب يصنع أمور عجيبةُ. الفك يستخدم في حاجتين أما الكلام أو الطعام. الفك يعطي صفة الوحوش والأفتراس وعندهم أيضا صفة الكلام الخاطئ الذي يقال. ونحن في عصر الكلام الكل يؤلف كيفما يريد ويرى من أعجب أو نشر كلامه فيشعر أن هناك من يستمع لما يقوله فيتعظم ويفتخر في نفسه وهو لايساوي شئ. مثلما نصلي في المزمور الأول " يكون كالشجرة ... ليس كذلك المنافقون ليس كذلك لكنهم كالهباء الذي تذريه ريح " كالقشة الصغيرة التي ليس لها قيمة أو إعتبار. هشمت أسنان الأشرار... لك ان تتخيل أسدا دون أسنان بلا أي قوة فأنت يا رب جردت العدو من قوته وقدرته على الإيذاء وفي ترجمة الأيجبية " أسنان الخطاة سحقتها " أي أصبحت كالمسحوق هذه الأسنان الصلبة التي تستمر مع الإنسان طوال العمر .. .يفقده كل قوة لا يستطيع أن يتكلم. أريد ان أشاركك بإمر هام الشجاعة وحدها لا تكفي دون معونة الله. معونة الله هي اللازمة. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ عَلَى شَعْبِكَ بَرَكَتُكَ الخلاص ليس شيئا الخلاص شخصاً هو الله هو صاحب النصرة وليس هذه فقط لكنه صاحب البركة. في حين أن المزمور يدور حول مشكلة داود مع أبشالوم لكننا نجد داود يصلي من أجل شعبه فهو لا يصلي من أجل نفسه فقط. فهو يضع كل ما يعيانيه جانبا لأن له مسئولية آخرى هي شعبه . داود يطلب البركات لكل الشعب لأنه شخص مسئول. هو مزمور قصير لكنه يعبر عن حياة كل إنسان في وسط الضيق وما يصادفه من متاعب هو صلاة ناشئة عن تمرد إبشالوم أو تمرد أي إنسان. لذلك لا نهتز على الإطلاق ما يحدث اليوم مثلما حدث أيام داود وكما سيحدث لاحقا ولا يهم في إي عصر نحن ...من يرى الله لا يهتز أبدا مهما إن كان الثقة الكاملة كلها في يد الله. لتقرأ المزمور الثالث و 2 صم 15 -17 لتعيش المشهد كاملا وترى كيف داود صلى هذه الصلاة الحارة والواثقة في عمل الله . لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا كثر الذين يحزنوني؟ |
لماذا كثر الذين يحزنوني |
لماذا كثر الذين يحزنونى ؟ |
يارب لماذا كثر الذين يحزنونى كثيرين قاموا علي |
يارب لماذا كثر الذين يحزنونى ....؟؟!!!!!!!!!!!!!! |