منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 10 - 2018, 03:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ
يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ


(2) فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،
وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنــاً (لوقا 15: 21)

هنا تظهر قوة التوبة الصادقة التي تحمل الحزن النافع للنفس، لأنه القائد لتوبة حقيقية، غير حزن الندم المؤسف الموجع للنفس وطاعنها باليأس، لأننا نجد كلام الابن هنا بعد عودته لأبيه وهو في حضنه متأثراً بقبلته الحانية المملوءة من حب أبوي حرك كل مشاعره الصادقة، مظهراً تأسفه مقدماً اعتذار شديد بقلب منكسر، لذلك مكتوب: ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره؛ قريب هو الرب من المنكسري القلوب، ويُخلِّص المنسحقي الروح؛ يشفي المنكسري القلوب ويُجبر كسرهم؛ الآن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة، لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شيء. (مزمور 51: 17؛ 34: 18؛ 147: 3؛ 2كورنثوس 7: 9)
وهنا نستطيع أن نضع مقابلة مهمة للغاية
ما بين انكسار قلب الابن وعودته وبين عمل التدبير الخلاصي المعلن في الإنجيل حسب مسرة مشيئة الآب الذي قال عنه المسيح الرب (لأن الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد احببتموني وآمنتم إني من عند الله خرجت – يوحنا 16: 27)، لأنه مكتوب في المقابلة مع انكسار القلب ومشكلة الإنسان: روح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأُبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأُنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأُرسل المنسحقين في الحرية (لوقا 4: 18).
ولنضع الآن مقابلة بين الآيات مع بعضها البعض (في الصورة التالية) لنرى بعيون الإيمان المفتوحة:
قوة الخلاص الفائق القائم على المحبة الأبوية الصادقة، وعلينا أن ننظر لهذا ونقرأه أفقياً أولاً، ثم رأسياً مع المقابلة رأسياً وأفقياً، لنرى هذا الحب ونرى عمل الله فينا.


يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ
وعلينا أن نلاحظ هذه الكلمات والتعبيرات المكتوبة في هذا الجدول:
(أرجع إلى الرب – قريب هو الرب من المنكسري القلوب – أنا أشفي ارتداهم – لأن الآب نفسه يحبكم – كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا – هانذا افتح قبوركم واصعدكم – لأُنادي للمأسورين بالإطلاق – لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية – حمل الله رافع خطية العالم) ثم نضيف معهم أيضاً آيات أُخرى نقتبسها من أشعياء النبي ليتضح المعنى بشكل موسع ونعود نربطهم بالعهد الجديد مرة أُخرى:
+ والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل: لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي؛ قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك: أرجع إليَّ لأني فديتك؛ المسيحافتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة؛ لان المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار؛ الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرّ، الذي بجلدته شفيتم. (أشعياء 43: 1؛ 44: 22؛ غلاطية 3: 13؛ رومية 5: 6؛ 1بطرس 2: 24)
+ فأجاب يسوع وقال لهم: "الحق، الحق، أقول لكم، لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل، لأن مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن، ويُريه جميع ما هو يعمله، وسيُريه أعمالاً أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم. لأنه كما أن الآب يُقيم الأموات ويُحيي، كذلك الابن أيضاً (على قدر المساواة) يُحيي من يشاء. لأن الآب لا يُدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن. لكي يُكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب، من لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي أرسله. الحق، الحق، أقول لكم أن من يسمع كلامي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. الحق، الحق، أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون. لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته. وأعطاه سلطاناً أن يُدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان.
+ من هو الذي يُدين: المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا؛ الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي. (يوحنا 5: 19 – 27؛ رومية 8: 34؛ عبرانيين 1: 3)
والآن نستطيع أن نُدرك لماذا الأب (في هذا المثل العظيم) حينما رأى ابنه من بعيد ركض نحوه وقبله، والابن اعترف بانكسار قلب في وداعة وتواضع شديد أمام المحبة الأبوية الفائقة الظاهرة في هذه القبلة التي هزت كل مشاعره الداخلية فاستشعر محبة أبوه الصادقة من نحوه.
لذلك فأننا لا ندرك عمق اتساع المحبة الإلهية الصادقة ولن نعرف الله معرفة حقيقية،
إلا في حالة عودتنا الفعلية إليه (توبتنا)، لأننا سنراه يترفق بنا بصفتنا الخطاة الطالبين وجهه، لأنه دائماً يطلب ما قد هلك، لأن هو الذي يُشفي ارتدادنا ويُعطينا نعمة، ونفس ذات مشهد الابن نراه في صورة أخرى وضحها الرب نفسه في مقارنة بين الفريسي والعشار، ليُظهر عمله الخلاصي وتعامله مع النفوس.
+ وقال لقوم واثقين بأنفسهم انهم ابرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل: إنسانان صعدا إلى الهيكل ليُصليا، واحد فريسي والآخر عشار. أما الفريسي فوقف يُصلي في نفسه هكذا: [اللهم أنا أشكرك إني لستُ مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة، ولا مثل هذا العشار، أصوم مرتين في الأسبوع، وأُعشر كل ما اقتنيه]. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً: [اللهم ارحمني أنا الخاطئ]. أقول لكم أن هذا (العشار) نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك (الفريسي) لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع؛ ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة، لأنه أن كان بخطية الواحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين؛ لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد، ممقوتين، مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته، خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا؛ ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. (لوقا 18: 9 – 14، رومية 5: 15؛ تيطس 3: 3 – 6؛ أفسس 2: 5، 8)
فمن هنا نستطيع أن ندرك عمق عظمة المحبة الأبوية
التي لنا في المسيح يسوع، لأن الإنسان حينما يخيب من نعمة الله بسبب رغبات قلبة الخفية، ويتحمس من نحوها، وتسيطر عليه الظلمة فيسقط في درامة العصيان، ويبتعد عن حضن أبيه الصالح، متذوقاً موت الخطية ويحيا في نكد وهم وغم الآثام والشرور التي تحاصره بمشاكل لا تنتهي فتخنق فيه كل أمل ورجاء، فعند حافة الهاوية وعلى مشارف الموت المُحقق بسبب اليأس من النجاة، تقف نعمة الله لتتلقف النفس إذ تُثير فيها الذكريات المقدسة وحلاوة شركة القديسين في النور، وقوة مجد الابن الوحيد، فتُثير الحنين للحياة الأولى الشريفة، حياة البنوة وشركة المسيح الرب، وكما تذكر بطرس قول المسيح لهُ عند صياح الديك فخرج وبكى فتاب وعاد وصار بقوة أعظم، هكذا تُثار في النفس الذكريات المقدسة فتحن وتصرخ قلبياً: [كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ؛أسرع، أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأشبه الهابطين في الجب؛ لا تخيب بسخط عبدك، قد كنت عوني فلا ترفضني ولا تتركني يا اله خلاصي] (مزمور 42: 1؛ 143: 7؛ 27: 9)، فتحضر النعمة مثل الإسعاف لنجدة المصاب، وتنتشل الإنسان وتطيب نفسه وتعالج جراحه وتُضمدها، وترفع الظلمة وتوجه نظره للقائم من الأموات المبرر للجميع، فتُشفى النفس وتبتهج وتفرح وترجع لرتبتها الأولى لذلك مكتوب: اذكر من أين سقط وتب، وأعمل الأعمال الأولى.
+ اذكر مراحمك يا رب واحساناتك لأنها منذ الأزل هي، لا تذكر خطايا صباي ولا معاصي، كرحمتك اذكرني انت من أجل جودك يا رب؛ اذكر ميثاق العلي وأغض عن الجهالة. (مزمور 25: 6، 7؛ سيراخ 28: 9)
+ اُذْكُرْ أَيَّامَ القِدَمِ وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اسْأَل أَبَاكَ فَيُخْبِرَكَ، وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لكَ؛ اَللهُمَّ بِآذَانِنَا قَدْ سَمِعْنَا. آبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا بِعَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي أَيَّامِهِمْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ؛ اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي، الْبِسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ، اسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، كَمَا فِي الأَدْوَارِ الْقَدِيمَةِ. (تثنية 32: 7؛ مزمور 44: 1؛ إشعياء 51: 9)
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنجيل يوحنا 3: 13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ،
يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، " (لوقا ١٨:١٥)
أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي
أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي
أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ


الساعة الآن 10:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024