منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 09 - 2018, 03:39 PM
 
بيتر عبد الشهيد Male
x Banned x

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بيتر عبد الشهيد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123877
تـاريخ التسجيـل : Sep 2018
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2

الحق والضلال من منظور مسيحى

الحق والضلال من منظور مسيحى

حين نري حولنا, وفي أعماقنا, تخبط في الامور…
حين تهتز الرؤيا… والرؤية…
حين نجد كل شخص له رأي عكس الآخر, كل منهم يثق أنه صحيح…
حين يخلط بعض الناس كل شئ…تحت اسم الحب, ويحكم الاخرين في كل شئ, تحت اسم الحكمة
ساعتها نعلم يقينا, أننا نحتاج لأن نفصل بين الأمور, في هدوء المحبة وحكمة الروح

أول من فصل بين الأمور

لكي يتم الفصل بصورة سليمة نحتاح نرجع لأول فعل فصل في التاريخ, ونتتبعه

إن أول من قام بفصل الامور, كان هو الرب, وكان ذلك مبكرا جدا, في رابع أية في سفر التكوين

وَرَاى اللهُ النُّورَ انَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. (تك 1 : 4)

كان الله يعلم ضرورة فصل الحق عن الضلال, لأنه إن لم يقم بهذا الفعل, لعجز الانسان عن الفصل بينهما, ولتخبطت الامور عنده.

ومر الزمان, وكثرت الاحداث, وتغيرت امور كثيرة, ولكن بقي الفاصل بين الحق والضلال صامدا. كان الحق- ومازال – هو التواجد والإتحاد مع الرب وتبعيته هو وكلامه, وإستعلانه لغوامض الحمكة ومستوراتها الملؤة حباَ, وكشفة لاعماق قلب الانسان وخفاياه, وطرده لكل نجس بقوة تطهير الحق.

وكانت الضلال ببساطة هي غياب الحق, أن تكون الحياة بعيدة عن الحق الحقيقي, يتخبط فيها الشخص بعيدا الحق, له طرقه الخاصة, لا يعلم الي أين يذهب, يجهل الحكمة ويجهل نفسه وما حوله, أو علي احسن تقدير, يفهمه فهم خاطئ.

وكان وجود الحق دائما يطرد الضلال, بينما وجود الضلال لا يطرد الحق إذا أتي, بل تهرب الضلال منه, كان الحق هو المسيح الذي أتي للعالم للعالم, ليفتح دائرة الحق, ويشرق علي من في الضلال, إن كرهوها واشتاقوا للنور.

الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ (مت 4 : 16)

وينقل من يريد ألا يحيا تحت سلطان الضلال الي نوره

الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،(كو 1 : 13)

لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ.(اف 5 : 8)

النقلة من الحق للظلمة كانت نقلة عظيمة, لها قوة عبور معمودية البحر الاحمر بدم الخروف, والخروج من عبودية مصر للحياة الجديدة, لها هيبة موت المسيح علي الصليب والمعمودية, وقيامته من القبر حاملا الحياة الجديدة.

الفرق بين الحق والضلال تستطيع أن تشعر به بقوة, إذا انطفأ الحق في مكان تجهله وصرت تتخبط وتشعر بخوف ولا تعلم الي ين تذهب, حتي يضئ الحق, فتعرف وتدرك ما حولك, هكذا أعماق كل من لم ينير عليه المسيح بعد, يتخبط في عالم واسع مجهول

الكنيسة وتميزها بين الحق والضلال

استوعبت الكنيسة عظمة تلك العطية والفرق الشاسع بين الحق والضلال الذي هو فرق بين الحياة والموت, ولم تكن تسمح أبدا أن يقترب أحد يقترب من أسرارها, إلا حين كانت تتأكد من صدق رغبته التامة في ترك الضلال التي هو فيها, وحبه لان يحيا في الحق حياة الإيمان بإبن الله.

وكانت تسمي مَن في تلك المرحلة الإنتقالية ب (الموعوظين), ياتي اليها الناس من الضلال (غير مؤمنين), ويعبروها ليكونوا مؤمنين وأبناء لله, أبناء للنور. كان الموعوظين لا يشتركون في الاسرار السماوية, مثل سر المعمودية وسر الافخارستيا, الا حين تتأكد الكنيسة انه حان الوقت ليتحول لمؤمن.

يقول القديس كيرلس الاورشليمي:

“الموعوظ الحقيقي هو من يتقبل التعليم المسيحي لا لمجرد الدراسة العلمية أو الفلسفية أو بغرض آخر سوى التعرف علي الحق وتقبله. حقًا إن كثيرين دخلوا بين صفوف الموعوظين خلسة, منهم من دخل إلى المسيحية معجبًا بها كفلسفة أو من أجل البلاغة، كما أعجب أغسطينوس بعظات القديس أمبروسيوس أسقف ميلان، فكان يحضر لا ليعيش في شركة مع الرب بل لمجرد الدراسة الفلسفية. ومنهم من دخل بنيّة شريرة، أو حبًا للاستطلاع، أو بقصد إرضاء الغير، كأن يريد أحد الوثنيين الزواج بفتاة مسيحية أو تريد فتاة وثنية التزوج بمسيحي.”

هؤلاء يلزم على الراعي أن يفرزهم، فلا يحرمهم من الحضور للوعظ لكن لا يقبلهم في المسيحية ما لم يكن من أجل المسيح المصلوب.ليس هناك طريق آخر لقبولنا دخول أحد إلى المسيحية سوى قبوله الإيمان بالمسيح، وشوقه لحمل الصليب، والدخول من الباب الضيق للعبور إلى الأبدية. فالكنيسة لا تُسر بالعدد لأنها ليست حزبًا منافسًا، ولا تنخدع بالمظهر بل تطلب نفوسًا حيَّة مُحبة تود الاتحاد بالله والتمتع بالميراث الأبدي.

والموعوظون في الكنيسة كانوا ينقسمون إلى أربع درجات حسب درجة تجاوبهم مع التعاليم وغيرتهم وشوقهم للشركة مع الله”

لنا أن نتخيل تأثير تلك الهيبة وذلك التأهيل لمن يريد الإيمان بالمسيح, وكيفية تأثير ذلك علي حياة من يقبل علي الإيمان, لنا أن نتأمل طويلا في قيمة العطية المعطاة لكل مؤمن, وتقدير حامل العطية لها ككنز ثمين مجاني, لكنه ليس رخيص

الخلط مع مرور الوقت

مر الوقت, وخفت الحق, وفترت الحياة, وبدأت الكنيسة تخلط بين الحق والضلال

لا نعلم بالضبط ماذا حدث, لكننا نثق انه ليس امرا جيدا…

لا نعلم لماذا حدث ذلك, لك مهم جدا ان نحاول أن نفهم, فالقصة تكرر في كل الاجيال…

هل هو فتور؟ أضعف حياة المؤمنين المستنيرين, فاصبحوا لا يشعرون بفرق بينهم وبين الغير مؤمنين فتساهلوا في تعريف الايمان حتي وصلت الامور الأن أن كل من يحمل بطاقة مكتوب فيها انه مسيحي, يعتبر مؤمن؟

هل خافوا من الكبرياء؟ وظنوا انه الفصل بين الحق والضلال بقوة هو ادانة للاخرين؟ فتساهلوا في قبول الغير مؤمنين, حتي وصلت الأمور الان أن كل من يحمل بطاقة مكتوب فيها انه مسيحي, يعتبر مرادف لكلمة مؤمن؟

لا نعلم, لكننا نعلم يقينا, أن الان كل من يحمل بطاقة مكتوب فيها انه مسيحي, يعتبر مؤمن, وبهذا بهت تعريف الإيمان, واقتصر علي نطق بعض الكلمات, وممارسة بعض الطقوس بدون استنارة وروح, وكنتيجة طبيعية, أصبحت شكل وجوهر حياة مؤمن البطاقة, لا يختلف عن حياة الشخص الغير مسيحي ذو الاخلاق الحميدة, بل وقد يكون الغير مسيحي أكثر صلاحا, فزاد ارتباك المسيحي, وبدأ يتسأل (إن كان يهتم), أين مسيحيتي؟ وما هو ايماني؟

أصبح الحق رخيص في أعين الناس, لا يفرقون بينه وبين الضلال, وإذا أتي نور غير حقيقي, أو شيطان يغير شكله الى شبه ملاك نور (2كو 11 : 14), فبالطبع, تنبهر العيون به, وتنخدع القلوب.

نعم, فبغياب عمق الايمان, وقوة الحق, تغييب الحياة المسيحية الحقة, ويضيع هدفها ويظن البعض أن هدفها هو الاخلاق, فيرتبكون حين يروا الغير مسيحين لهم أخلاق مقبولة أو جيدة. وتتحير القلوب, وترتبك.

عودة للفصل بين الحق والضلال, بعين المحبة والحكمة

يحتاج كل شخص منا, أن يفصل بين الحق والضلال, كي لا يتخبط في تلك الحياة …

التواضع ليس أن تخلط بين الحق والضلال ,وتتوسم أن تخرج الضلال صلاحا, التواضع هو أن تعرف انك لست في الحق بقدراتك واستحقاقاتك, بل أنت في الحق بالنعمة, وإن لم تكن تلك الحقيقة مسيطرة علي اعماقك, فأنت تحتاج ان تراجع الأمور جيدا.

المحبة ليست أن تشير علي الضلال وتقول أنها نورا, المحبة أن تتفهم أن الضلال بها ناس أنقياء وعطاش للبر يحتاجوك, لكنهم في دائر الضلال لن يخرج منهم صلاح حتي لو ارادوا فعل الصلاح, ولن يفعلو الخير الذي يريدونه بل الشر الذي لا يريدونه, لان قوة الحق ليست معهم.

الحكمة ليست في أن تفني مجهودك في تغيير رافضي الحق, الحكمة ان هي أن تتفهم أن الضلال بها اوناس اشرار يبغضون الحق, ولا يريدونه لئلا تتوبخ اعمالهم الشريرة.

الكبرياء هو أن تحتقر من هم في الضلال, فتفشل في أن تخرج راحاب الزانية من اريحا…

إن اكبر الامثلة العملية علي قوة الضلال في الأنقياء, هي حب الأب الغير مستنير لاولاده, إنه حب نقي يريد أن يفعل الصلاح لأبنه اوبنته, لكنه لو بدون استنارة, يدمر حياته اولاده تدميرا, وهو لايدري, وأثق أننا رأينا ذلك حولنا كثير او اختبرناه بأنفسنا.

فصرخات الأنقياء في الضلال هي

لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. (رو 7 : 19), وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ (رو 7 : 24)

وتجديف الاشرار في نفس دائرة الضلال هو:

فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: ابْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. (اي 21 : 14)

وأكبر الامثل العملية علي شر الاشرار, هو عدم إيمان الفرسيين بالمسيح علي الرغم من قوة حياته وقيامته وشهادته

الحق والضلال….و مصر

لذا, ونحن نري وطننا يحاول أن يثور علي الضلال, يحب أن نميز أنواع الثوار علي الضلال.

فهناك كثيرين عطاش للبر والصلاح والحياة الجديدة, يريدون الحق ولا يعرفون أين يجدوه.

وهناك أشرار يأتون في ثياب حملان, وهم ذئاب خاطفة من الداخل, يحبون الضلال, ويبغضون الحق, لان أعمالهم شريرة, قد يثورون علي الضلال, وهم اكثر ظلاما, بالطبع لأغراض فاسدة.

نحن أمام واقع , هو وجود الأثنين معا, كوجود الحنطة والزوان..

فماذا سنفعل وقد دعانا المسيح نور العالم؟ هل نكتفي بالمشاهدة, هل نشارك العطاش للبر عملهم, دون أن نعطيهم الماء, أو حتي الطريق للماء.

أتمني أن نصلي ليعطينا الرب المحب أن نميز الحق والضلال, ونكون نوراَ لكل محتاج للنور, ببساطة قلب ووداعة ومحبة, ننشر الحق لهم.

وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ».(يو 3: 19 – 21)
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حقيقة الحق والضلال
بين الحق والضلال
منتدى الحق والضلال
..:: الحق والضلال ::..
الحق والضلال


الساعة الآن 12:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024